ـ[البراء بن عازب]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 02:18 م]ـ
تبارك الله ....
عز شأنكم ... وعلا مقداركم
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 01:53 ص]ـ
تبارك الله ....
عز شأنكم ... وعلا مقداركم
ولكم مثل ذلك ان شاء الله
شكرا على مرورك العطر العبق
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 02:02 ص]ـ
من أحب من نظرة واحدة
وكثيراً ما يكون لصوق الحب بالقلب من نظرة واحدة. وهو ينقسم قسمين، فالقسم الواحد
مخالف للذي قبل هذا، وهو أن يعشق المرء صورة لا يعلم من هي ولا يدري لها اسما ولا
مسقراً، وقد عرض هذا لغير واحد.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 02:08 ص]ـ
حدثني صاحبنا أبا بكر محمد بن أحمد بن إسحاق عن ثقة أخبره سقط عني اسمه،
وأظنه القاضي ابن الحذاء،
أن يوسف بن هارون الشاعر المعروف بالرمادي كان مجتازاً
عند باب العطارين بقرطبة، وهذا الموضع كان مجتمع النساء، فرأى جارية أخذت بمجامع
قلبه وتخلل حبها جميع أعضائه، فانصرف عن طريق الجامع وجعل يتبعها وهي ناهضة نحو
القنطرة، فجازتها إلى الموضع المعروف بالربض. فلما صارت بين رياض بني مروان رحمهم
الله المبنية على قبورهم في مقبرة الربض خلف النهر نظرت منه منفرداً عن الناس لا همة له
غيرها فانصرفت إليه فقالت له: مالك تمشي ورائي؟ فأخبرها بعظيم بليته بها. فقالت له:
دع عنك هذا ولا تطلب فضيحتي فلا مطمع لك في النية ولا إلى ما ترغبه سبيل فقال: إني
أقنع بالنظر. فقالت: ذلك مباح لك. فقال لها: يا سيدتي: أحرة أم مملوكة؟ قالت: مملوكة.
فقال لها: ما اسمك؟ قالت: خلوة. قال: ولمن أنت؟ فقالت له: علمك والله بما في السماء
السابعة أقرب إليك مما سألت عنه، فدع المحال. فقال لها: يا سيدتي، وأين أراك بعد
هذا؟ قالت: حيث رأيتني اليوم في مثل تلك الساعة من كل جمعة. فقالت له: إما أن تنهض
أنت وإما أن أنهض أنا فقال لها: انهضي في حفظ الله. فنهضت نحو القنطرة ولم يمكنه
أتباعها لأنها كانت تلتفت نحوه لترى أيسايرها أم لا. فلما تجاوزت باب القنطرة أتى يقفوها
فلم يقع لها على مسألة.
قال أبو عمرو، وهو يوسف بن هارون: فوالله لقد لازمت باب العطارين والربض من ذلك
الوقت إلى الآن فما وقعت لها على خبر ولا أدري أسماء لحستها أم أرض بلعتها، وإن في
قلبي منها لأحر من الجمر. وهي خلوة التي يتغزل بها في أشعاره.
ثم وقع بعد ذلك على خبرها بعد رحيله في سببها إلى سر قسطة في قصة طويلة. ومثل
ذلك كثير. وفي ذلك أقول قطعة، منها:
عيني جنت في فؤادي لوعة الفكر = فأرسل الدمع مقتصاً من البصر
فكيف تبصر فعل الدمع منتصفاً = منها بإغراقها في دمعها الدرر
لم ألقها قبل إبصاري فأعرفها = وآخر العهد منها ساعة النظر
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 02:12 ص]ـ
والقسم الثاني مخالف للباب الذي يأتي بعد هذا الباب إن شاء الله، وهو أن يعلق المرء من
نظرة واحدة جارية معروفة الإسم والمكان والمنشأ، ولكن التفاضل يقع في هذا في سرعة
الفناء وإبطائه، فمن أحب من نظرة واحدة وأسرع العلاقة من لمحة خاطرة فهو دليل على قلة
البصر، ومخبر بسرعة السلو، وشاهد الظرافة والملل. وهكذا في جميع الأشياء أسرعها
نمواً أسرعها فناء. وأبطؤها حدوثاً أبطؤها نفاذاً.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 03:51 ص]ـ
ذكر
زياد بن عثمان الغطفاني: كنا بباب بعض ولاة المدينة
فغرضنا من طول الثواء، فإذا أعرابي يقول: يا معشر العرب، أما منكم رجلٌ يأتيني أعلله إذ
غرضنا من هذا المكان فأخبره عن أم جحدر وعني؟ فجئت إليه فقلت: من أنت؟ فقال:
أنا الرماح بن أبرد، قلت: فأخبرني ببدء أمركما؛ قال: كانت أم جحدر من عشيرتي
فأعجبتني، وكانت بيني وبينها خلة، ثم إني عتبت عليها في شيء بلغني عنها، فأتيتها
فقلت: يا أم جحدر إن الوصل عليك مردود؛ فقالت: ما قضى الله فهو خير. فلبثت على
تلك الحال سنة، وذهبت بهم نجعةٌ فتباعدوا، واشتقت إليها شوقاً شديداً، فقلت لامرأة أخٍ
لي: والله لئن دنت دارنا من أم جحدر لآتينها ولأطلبن إليها أن ترد الوصل بيني وبينها، ولئن
ردته لا نقضته أبداً، ولم يكن يومان حتى رجعوا، فلما أصبحت غدوت عليهم فإذا أنا
ببيتين نازلين إلى سندٍ أبرق طويل، وإذا امرأتان جالستان في كساءٍ واحدٍ بين البيتين، فجئت
فسلمت، فردت إحداهما ولم ترد الأخرى، فقالت: ما جاء بك يا رماح إلينا؟ ما كنا
حسبنا إلا أنه قد انقطع ما بيننا وبينك؛ فقلت: إني جعلت علي نذراً لئن دنت بأم جحدر
دارٌ لآتينها ولأطلبن منها أن ترد الوصل بيني وبينها، ولئن هي فعلت لا نقضته أبداً وإذا التي
تكلمني امرأة أخيها وإذا الساكتة أم جحدر؛ فقالت امرأة أخيها: فادخل مقدم البيت
فدخلت، وجاءت فدخلت من مؤخره فدنت قليلاً، ثم إذا هي قد برزت، فساعة برزت
جاء غرابٌ فنعب على رأس الأبرق فنظرت إليه وشهقت وتغير وجهها؛ فقلت: ما شأنك؟
قالت: لا شيء، قلت: بالله إلا أخبرتني؛ قالت: أرى هذا الغراب يخبرني أنا لا نجتمع بعد
هذا اليوم إلا ببلد غير هذا البلد، فتقبضت نفسي، ثم قلت: جاريةٌ والله ما هي في بيت
عيافة ولا قيافة، فأقمت عندها، ثم تروحت إلى أهلي فمكنت عندهم يومين، ثم
أصبحت غادياً إليها، فقالت لي امرأة أخيها: ويحك يا رماح! أين تذهب؟ فقلت: إليكم؛
فقالت: وما تريد؟ قد والله زوجت أم جحدر البارحة، فقلت: بمن ويحك؟ قالت: برجل
من أهل الشأم من أهل بيتها، جاءهم من الشأم فخطبها فزوجها وقد حملت إليه، فمضيت
إليهم فإذا هو قد ضرب سرادقاتٍ، فجلست إليه فأنشدته وحدثته وعدت إليه أياماً، ثم إنه
احتملها فذهب بها فقلت:
أجارتنا إن الخطوب تنوب = علينا وبعض الآمنين تصيب
أجارتنا لست الغداة ببارحٍ = ولكن مقيمٌ ما أقام عسيب
فإن تسأليني هل صبرت فإنني = صبورٌ على ريب الزمان صليب
¥