ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 01:11 ص]ـ
أعجبتني عبارة ذكرتها في موضوع آخر أخي رعد وهي:
وقد يكون السبب أن المرأة لاتملك مصيرها بالكامل مثل الرجل.
وبرأيك لو ماتت مرأة من الحب فهل ستجد في أهلها من ينبس ببنت شفة ويذكر السبب، أم سيضعون أسبابا مناسبة لهم؟؟
باختصار في كل طرف مخلص هو المحب بحق.
نعم عزيزي الليث قد تكون أفحمتني بهذا الرد , لقد غلبتني ..
بارك الله فيك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 01:04 م]ـ
نعم عزيزي الليث قد تكون أفحمتني بهذا الرد , لقد غلبتني ..
بارك الله فيك.
ليس في النقاش الودي غالب أو مغلوب أخي الكريم، يا صاحب القلب الواسع والصدر الرحب.
بارك الله فيك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 01 - 2008, 10:28 م]ـ
قال أبو شراعة: بينا أنا أمشي بالبادية ناحية السماوة مصعداً إذا بفتىً من الأعراب ملوح الجسم معروقه، عليه قطيريتان، وهو محتضن صبياً يقول له: إذا حاذيت أبيات آل فلان، فارفع صوتك منشداً بهذه الأبيات، ولك إحدى بردتي هاتين. فجعل يكررها عليه ليحفظها فحفظها:
مريضٌ بأفناءِ البيوتِ مُطَوَّحُ = أبى ما بهِ من لاعِجِ الشوْق يبرَحُ
يقولونَ: لو جئتَ النَّطاسيّ عل ما = تَشكّاهُ من آلام وَجدكَ يُمصَحُ
وَلَيسَ دوَاءَ الدّاءِ إلاّ بخيلَةٌ = أضرّ بِنا فيها غرامٌ مُبَرِّحُ
إذا ما سألْناها وِصَالاً تُنِيلُهُ = فصُمُّ الصَّفا منها بذلك أسْمَحُ
فتبعت الصبي، وهو لا يشعر بي، فلما حاذباها رفع عقيرته بالأبيات ينشدها، فسمعت من بعض الأبيات قائلاَ يقول:
رَعى اللهُ مَن هامَ الفُؤادُ بحبّهِ، = وَمَن كِدْتُ من شوْقٍ إليه أطيرُ
لَئِن كَثُرَتْ بالقلبِ أبراحُ لَوْعَةٍ، = فإنّ الوُشاةَ الحاضرينَ كَثيرُ
يمشُّونَ، يستشرونَ غَيظاَ وَشِرّةً، = وما منهمُ إلاّ أبلُّ غيورُ
فإنْ لم أزُرْ بالجسمِ رهبَةَ مُرْصَدٍ، = فَبالقَلبِ آتي نحوكمْ فَأزُورُ
أفاق بعد لأي، وهو يقول:
أظُنّ هوَى الخودِ الغرِيرَةِ قاتلي = فيا ليتَ شِعري ما بنو العمّ صُنّعُ
أرَاهمْ، وللرّحمنِ دَرُّ صَنِيعِهِم = تراكى دمي هدراً، وخابَ المُضَيَّعُ
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[15 - 01 - 2008, 11:36 م]ـ
حدث إسحاق بن إبراهيم المصلي عن أبيه قال لي زلزل وكان اسمه منصور عندي جارية من صالحها ومن صفتها قد علمتني الغناء، فكنت اشتهي أن أرها فاستحي أساله فلما توفي زلزل بلغني أن وَرَثته يعرضون الجارية، فصرت إليهم فأخرجوها، فإذا جارية كاد الغزال أن يكونها لولا ما تم منها ونقص منه، قال: قلت لها: غني صوتاً! فجيء بالعود فوضع في حجرها، فاندفعت تغني وتقول، وعيناها تذرفان:
أقفَرَ من أوْتارِه العُودُ = فالعُودُ للإقفارِ معمودُ
وَأوْحشَ المِزْمارُ من صَوْته = فمَا لَه بعدَكَ تَغريدُ
مَن للمزاميرِ وَسُمّاعِهَا = وعامِرُ اللّذاتِ مَفقُودُ
ثم شهقت شهقة ظننت أن نفسها قد خرجت، فركبت من ساعتي، فدخلت على أمير المؤمنين فأخبرته بخبر الجارية، وما سمعت منها، فأمر بإحضارها، فلما دخلت عليه قال لها: عني الصوت الذي غنيت به إبراهيم! فغنت وجعلت تريد البكى فيمنعها إجلال أمير المؤمنين، فرحمها وأعجب بها، فقال: أتحبين أن أشتريك؟ فقالت: يا سيدي أما إذ خيرتني فقد وجب نصحك علي، والله لا يشتريني أحد بعد زلزلٍ فينتفع بي. فقال: يا إبراهيم! أتعلم بالعراق جاريةً جمعت ما جمعت هذه؟ إن وجدت فاشترها بشطر مالي! فقلت: لا والله يا أمير المؤمنين ولا على وجه الأرض فأمر بشرائها وأعتقها وأجرى عليها رزقاً.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[16 - 01 - 2008, 12:31 ص]ـ
قال أخبرنا أبو بكر بن دريد: أخبرنا عبد الرحمن عن عمه عن يونس قال: انصرفت من الحج فمررت بماوية وكان لي فيها صديق من بني عامر بن صعصعة، فصرت إليه مسلماً، فأنزلني، فبينا أنا عنده، ونحن قاعدان بفنائه، إذا نساءٌ مستبشرات، وهن يقلن: تكلم تكلم! فقلت: ما هذا؟ فقالوا: فتىً منا كان يعشق ابنة عم له، فزوجت، وحملت إلى ناحية الحجاز، فإنه لعلى فراشه منذ حول ما تكلم، ولا أكل، إلا أن يؤتى بما يأكله ويشربه. فقلت: أحب أن أراه. فقام، وقمت معه فمشينا غير بعيد، وإذا بفتىً مضطجع بفناء بيت من تلك البيوت، لم يبق منه إلا خيال، فأكب الشيخ عليه يسأله، وأمه واقفة، فقالت: يا مالك! هذا عمك أبو فلان يعودك، ففتح عينيه، وأنشأ يقول:
ليبكِني اليومَ أهلُ الوُدّ والشَّفَقِ = لم يبقَ من مهجتي إلاّ شفا رَمَقِ
اليوْمَ آخرُ عَهدي بالحياةِ، فَقَد = أُطلِقتُ من رَبقَةِ الأحزانِ والقَلَقِ
ثم تنفس الصعداء فإذا هو ميت، فقام الشيخ، وقمت فانصرفت إلى خبائه فإذا جارية بضة تبكي وتتفجع. فقال الشيخ: ما يبكيك؟ فأنشأت تقول:
ألا أُبَكّي لِصَبّ شَفّ مُهْجَتَهُ = طولُ السَّقامِ وأضنى جسمَه الكَمَدُ
يا لَيتَ مَن خَلّفَ القلبَ الهَيومَ به = عِندي فأشكو إليه بعض ما أجِدُ
أنَشْرُ تُرْبِكَ أسرَى لي النسيمُ بهِ = أم أنتَ حيثُ يُناطُ السَّحرُ والكَبِدُ
ثم انثنت على كبدها، وشهقت، فإذا هي ميتة.
قال يونس: فقمت من عند الشيخ وأنا وقيذ.
¥