تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مقولة عن نبيٍّ أقرها القرآن، ولها في شريعتنا معارض: قوله تعالى عن شعيب عليه السلام: {قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُم} (هود: من الآية78)؛ ففيها جواز تزويج الكافر من مسلمة، وفي شرعنا لها معارض؛ كقوله تعالى: {وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا} (البقرة: من الآية221).

مقولة عن غير نبي أقرها القرآن، وليس لها مخالف: قوله تعالى عن شاهد يوسف عليه السلام-: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (يوسف:26 - 27).

أفادت: القضاء بالقرائن.

مقولة عن غير نبي أقرها القرآن، ولها في الشرع معارض: قوله تعالى عن قوم الفتية أصحاب الكهف: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً} (الكهف: من الآية21).

أفادت: جواز اتخاذ قبور الصالحين مساجد!

وقد جاء في حق من فعل ذلك: قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الصحيحين:"أولئك قوم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله".

ومن أمثلة استدلالات الأئمة على هذا النوع قول الإمام البخاري في صحيحه:

باب ما يجوز من اللو، وقوله تعالى: {لو أن لي بكم قوة}، وقوله: باب رؤيا إبراهيم عليه السلام، وقوله تعالى: {فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ... }.

ومنه استدلال الجصاص بقوله تعالى حكاية عن إبراهيم – عليه السلام-: المجادلة في إثبات العقائد: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (الأنعام:83) وذلك بعد مناظرته لقومه" وهذه الآية تدل على:

صحة المحاجة في الدين، واستعمال حجج العقول والاستدلال بدلائل الله تعالى على توحيده وصفاته الحسنى.

وتدل على أن المحجوج المنقطع يلزمه اتباع الحجة وترك ما هو عليه من المذهب الذي لا حجة له فيه.

وتدل على بطلان قول من لا يرى الحجاج في إثبات الدين؛ لأنه لو كان كذلك لما حاجه إبراهيم عليه السلام.

وتدل على أن المحجوج عليه أن ينظر فيما ألزم من الحجاج فإذا لم يجد منه مخرجا صار إلى ما يلزمه.

الوتدل على أن الحق سبيله أن لا يقبل بحجته إذ لا فرق بين الحق والباطل إلا بظهور حجة الحق ودحض حجة الباطل وإلا فلولا الحجة التي بان بها الحق من الباطل لكانت الدعوى موجودة في الجميع فكان لا فرق بينه وبين الباطل. " (2).

دلالة قوله تعالى: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْه} (الكهف: من الآية19)

على الشركة في الطعام المُشترى بمال الجماعة، وهو ما يُسمى بالمناهدة في النفقات.

ومنه: جواز الإجارة المطلقة: قال تعالى: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} (القصص:26). ذكره القرطبي عن المالكية (4).

جواز الإجارة بالطعمة، والكسوة: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ} (القصص: من الآية27) (5).

والأمثلة في هذا الباب أكثر من أن تُحصر، ولو ضمت الحكايات التي أقرها القرآن للمقولات؛ أثمرت مادةً علمية نافعة.

أسأل الله لي ولإخواني التوفيق، والرشاد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وأله، وأصحابه أجمعين.

ــــــــــــــ

* المراد المقولات التي حكاها القرآن نصًا. والتعبير عما ذٌكر في القرآن بالمحكي جادة مطروقة لأهل العلم لا يُشكل عليها تعريف الأشاعرة للقرآن.

يُنظر الموافقات للشاطبي (3/ 354 و 4/ 64).

(2) قاله الجصاص في أحكام القرآن له (2/ 172).

(3) وقد أشار لها الجصاص (5/ 40).

(4) تفسيرالقرطبي (13/ 275).

(5) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/ 386).

ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[02 Jul 2003, 02:49 م]ـ

أحسنت يا أخي جهد طيب

جزاك الله خيرا

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jun 2010, 12:13 ص]ـ

بارك الله فيكم يا أبا خالد.

هل هناك من أفاض وفصَّل في هذا الموضوع يا ترى من المتقدمين أو من المعاصرين؟

ـ[فداء]ــــــــ[09 Jun 2010, 07:37 م]ـ

موضوع قيّم، وجدير بالبحث والتأمل.

جزاك الله كل خير، ونفع بعلمك.

ـ[أبو خالد، وليد العُمري]ــــــــ[06 Oct 2010, 03:56 م]ـ

بارك الله فيكم يا أبا خالد.

هل هناك من أفاض وفصَّل في هذا الموضوع يا ترى من المتقدمين أو من المعاصرين؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم ...

وأعتذر عن تأخر الرد؛ فأنا لم أشارك في الملتقى منذ سنوات!

دفعت البحث بعنوان: " المقولات التي أقرها القرآن الكريم ودلالتها على الأحكام" لإحدى المجلات المُحكمة، وآمل أن تحظى بالقبول!

وإزاء استفسارك؛ فلا أعلم أحداً فصَّل في المسألة، وقد تعرض لها الدكتور الأشقر في كتابه " أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم" والله أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير