[الموصول لفظا المفصول معنى]
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[09 Sep 2003, 12:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من المواضيع اللطيفة في علوم القرآن معرفة الموصول لفظا المفصول معنى.
وذلك أن العرب قد تأتي بكلمة إلى جانب كلمة أخرى كأنها معها وهي غير متصلة بها. فيكون اللفظ متصلا بالآخر والمعنى على خلافه. وفي القرآن أمثلة كثيرة لهذا النوع من ذلك قوله تعالى (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) (يّس:52) فعند قوله (مِنْ مَرْقَدِنَا) انتهى قول الكفار فقالت الملائكة (هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ).
ومعرفة هذا النوع مهم لفهم كتاب الله قال السيوطي عنه: " هو نوع مهم جدير أن يفرد بالتصنيف " (الإتقان 1/ 252).
فبمعرفته يحصل حل إشكالات وكشف معضلات.ومن ذلك إشكال نسبة الإشراك لآدم وحواء في قوله تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الأعراف 189ـ190). فبمعرفة أن قصة آدم وحواء تنتهي بقوله تعالى (جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا) وأن ما بعده وهي قوله تعالى (فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) تخلص إلى قصة العرب وإشراكهم الإصنام،ويدل على ذلك تغيير الضمير إلى الجمع بعد التثنية.ولو كانت القصة واحدة لقال (عما يشركان).
وحسن التخلص والاستطراد من أساليب القرآن.
أخرج عبدالرزاق عن السدي قوله في قوله تعالى (فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الأعراف:190) قال: " هذا من الموصول المفصول.
وأخرج ابن أبي حاتم نحوه عن أبي مالك.
كما أن هذا النوع أصل كبير في الوقف.
وقد عد الزركشي هذا النوع من مناسبات الآيات بعضها ببعض فتحدث عنه في نوع معرفة المناسبات (البرهان 1/ 50) أما السيوطي فقد جعله نوعا مستقلا وهو النوع التاسع والعشرون " بيان الموصول لفظا المفصول معنى ". وأورد الزركشي والسيوطي عددا من الأمثلة على هذا النوع كما ذكر ابن الجوزي عددا من الأمثلة على هذا النوع في كتابه (النفيس) وهو أحد مصادر السيوطي كما في مقدمته وتصحفت إلى التفسير كما في المطبوع من الاتقان تحقيق أبي الفضل.
ومن الأمثلة قوله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) (آل عمران:7)
فقوله والراسخون مفصول عما قبله.حتى لا يتوهم أن الراسخين في العلم يعلمون تأويله. أخرج ابن أبي حاتم عن أبي الشعثاء وأبي نهيك قالا: إنكم تصلون هذه الآية وهي مقطوعة.
والأمثلة كثيرة ومعرفتها والوقوف عليها مهم. لذا أقترح أن ينبري لجمع هذا الآيات ودراستها تحت هذا النوع أحد الباحثين فإنه كما قال السيوطي " جدير أن يفرد بالتصنيف ".
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jun 2010, 12:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من المواضيع اللطيفة في علوم القرآن معرفة الموصول لفظا المفصول معنى.
وذلك أن العرب قد تأتي بكلمة إلى جانب كلمة أخرى كأنها معها وهي غير متصلة بها. فيكون اللفظ متصلا بالآخر والمعنى على خلافه. وفي القرآن أمثلة كثيرة لهذا النوع من ذلك قوله تعالى (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) (يّس:52) فعند قوله (مِنْ مَرْقَدِنَا) انتهى قول الكفار فقالت الملائكة (هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ).
ومعرفة هذا النوع مهم لفهم كتاب الله قال السيوطي عنه: " هو نوع مهم جدير أن يفرد بالتصنيف " (الإتقان 1/ 252).
¥