تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) فكيف نهتدي به؟]

ـ[الباحث7]ــــــــ[03 Oct 2003, 07:45 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أستمتع كثيراً وأنا أتصفح هذا الموقع الحافل الماتع، وأجد فيه من الدرر والنفائس ما جعلني أجعله الموقع الافتراضي الذي أبدأ به تصفحي لما في هذه الشبكة من المواقع.

وقد لاحظت أن النسبة الكبيرة من موضوعات هذا الملتقى موضوعات علمية بحته، والمواضيع التربوية قليلة - وإن كانت موجودة -.

ولا يخفى على الجميع أن أهم أهداف هذا الكتاب العظيم - القرآن الكريم - هداية الناس وإصلاحهم حتى يسعدوا في دنياهم وأخراهم، ولذلك كان من المهم أن نخرج هدايات القرآن للناس، وأن نتدبر آياته لننتفع بها في حياتنا، ونزكي بها أرواحنا.

ومن هنا رأيت أن أجمع في هذا الموضوع متفرقات نافعة تتعلق بما في القرآن من الموضوعات التربوية والإيمانية التي نحتاجها أكثر من حاجتنا إلى الطعام والشراب.

وغالب هذه الموضوعات منتقاة مختارة من هنا وهناك جمعتها لكم لأني قد تخصصت في هذا المجال، وصار اسمي الذي تشاهدونه مع موضوعاتي: الباحث.

فاقبلوا هديتي، وادعوا لي بالسداد والتوفيق.

وأول هذه الموضوعات التي انتقيتها لكم في هذا المجال موضوع بعنوان:الملامح التربوية في مواعظ لقمان

وإليكم نص هذا الموضوع:

بسم الله الرحمن الرحيم

الملامح التربوية في مواعظ لقمان

الحمد لله وصلى الله على نبيه ومصطفاه وبعد:

لقمان من الشخصيات القرآنية التي سكت القرآن عن بيان نسبه، وزمنه، وتوصيف معالم شخصيته، كما أغفل القرآن أيضاً ذكر اسم ابنه الذي وعظه.

والذي ذكره المفسرون ـ في أرجح الأقوال ـ أن لقمان كان عبداً صالحاً ولم يكن نبياً، ولكن الله آتاه الحكمة، فقال تعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن أشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد} 12 / لقمان.

والحكمة التي آتاها الله لقمان هي: الإصابة في القول، والسداد في الرأي، والنطق بما يوافق الحق .. وليس المقصود بها النبوة.

وقد أشاد الله في كتابه الكريم بفضل من يؤتى الحكمة فقال الله تعالى:

{يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولو الألباب} آية 269 / البقرة.

وقد أشاد الله في كتابه الكريم بفضل من يؤتى الحكمة فقال الله تعالى:

{يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولو الألباب} آية 269 / البقرة.

وقد ذكر الله تعالى على لسان لقمان من حكمه وصاياه لابنه، وهي:

وصايا ومواعظ جامعة تفيض بالحكمة، تتعلق بالعقيدة والعبادة والسلوك والأخلاق والذي يعنينا من تلك الوصايا ـ بعد دراستها ـ هو تبصر ملامح التربية الإيمانية والسلوكية فيها، لأنه الغرض من سياق القصة القرآنية عموماً، وهو الوقوف على مواطن العبرة والعظة فيها لتكون هداية للناس ومنهاجاً يحذوه الآباء والمربون في تربية أبنائهم. قال الله تعالى: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} 111 / يوسف.

مقدمات بين يدي المواعظ:

أولاً: هذه الوصايا هي في واقع الأمر [مواعظ] كما جاء التعبير القرآني عنها قال الله تعالى: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه} 13 / لقمان.

والوعظ هو: (الزجر المقترن بالتخويف).

والتخويف والترهيب يعتبران من مقومات التربية السليمة للأبناء، إذ التربية تقوم على أصلين هما: [الترغيب، والترهيب].

فتخويف الأبناء ـ وعظاً ـ من عواقب الأمور ونتائج الأعمال السيئة يعتبر تربية سليمة. فقد خوف الله عباده من عقابه وسوء أعمالهم ليحملهم على الإيمان والعمل الصالح. والآيات التي تشير إلى هذا كثيرة في القرآن الكريم.

وخوف الأبناء من العواقب والمصائر يعد ظاهرة صحية ودلالة وعي عندهم تحفز دافعيتهم، وتسدد أعمالهم وتقوم اعوجاج شخصياتهم، وترفع من مستوى أدائهم وانضباطهم، والذي يجب أن يحذر منه إنما هو الخوف السلبي عند الأبناء كخوفهم من ظلام الليل وبعض الهوام والأصوات ونحوها، لما يتركه من أثر نفسي في الشخصية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير