تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما وجه الربط بين سورة المسد وسورة الإخلاص]

ـ[أبو صفوت]ــــــــ[03 Nov 2003, 11:09 ص]ـ

السلام عليكم

[ما وجه الربط بين سورة المسد وسورة الإخلاص]

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Nov 2003, 02:59 م]ـ

الأخ الفاضل أبو صفوت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فلقد رجعت إلى الكتب التي تُعنى بالمناسبات بين السور، فظهر لي سبب سؤالك، وهو صعوبة معرفة المناسبة بين هاتين السورتين، ومن أجوبتهم على ذلك:

1 ـ أنه لما تقدم في سورة (تبت) عداوة أقرب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عمه أبو لهب، وما كان يقاسي من عُبَّاد الأصنام الذين اتخذوا مع الله آلهة جاءت هذه السورة مصرحة بالتوحيد، رادة على عباد الأوثان والقائلين بالثونية والتثليث، أفادة أبو حيان في البحر المحيط.

2 ـ أنها جاءت بعدها للمشاكلة اللفظية في نهاية المسد حرف الدال، ونهاية سورة الإخلاص كذلك (مسد) (أحد) (الصمد) ...

ذكره السيوطي في تناسق الدرر في تناسب السور.

وفي النفس من هذين شيء، وأحس أن المناسبة في غيرهما، وهو يحتاج إلى تأمل، ويظهر أنه من المواطن الصعبة في المناسبات بين السور، والله الموفق.

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Nov 2003, 03:37 م]ـ

الأخ الكريم أبو صفوت

لقد تأملت سورة الإخلاص، فوجدتها تقوم على مقصودٍ واضح، وه بيان غنى الله عن من سواه، وكمال سؤدده، ثمَّ نظرت إلى سورة المسد، فإذا فيها أمران:

الأول: حاجة الإنسان إلى غيره، وبذلك يكون كماله، فهو يحتاج إلى الزوجة والمال والولد، ولا يتحقق كماله إلا بهذا، وهذا الكمال نوع من الفقر إلى الغير، إذ الإنسان لا يمكن أن يقوم بذاته، فهو محتاج إلى غيره كائنًا من كان.

الثاني: أنَّ هذا الكمال الذي يحصل عليه لا يغني عنه شيئًا في الوقت الذي هو أحوج ما يكون إليه.

وإذا تقرر ذلك، أقول:

أولاً: إنه لما ذكر فقر الإنسان بحاجته إلى غيره، وأن كماله لا يتحقق إلا بهذا الفقر، ذكر في الصمد كمال سؤدده وغناه عما سواه، ليبين ممايزته سبحانه عن خلقه في ذاته وصفاته.

ثانيًا: أن كمال الإنسان الذي لا يحصل إلا بهذا الافتقار لغيره من الزوجة والولد والمال الذي لا يغني عنه وقت حاجته إليه = مما لا يُعوِّل عليه المسلم، بل يلجأ إلى صاحب الغنى المطلق والسؤدد الكامل الذي يصمد إليه جميع الخلق، والله أعلم.

هذا ما استطاع اللفظ أن يعبر عما جاش في النفس، ومع أني أحس أنَّ التعبير قد قصَّر، وأرجو أن تكون الفكرة قد اتضحت، والله الموفق.

ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[05 Nov 2003, 12:54 ص]ـ

فضيلة الشيخ / مساعد حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبعد

فقد قرأت ماكتبته أعلاه – جزاك الله خيرا -، فوقع في روعي أن هذا الوجه – إن كان فهمي صحيحا – ينقص قوة سورة الإخلاص، تلك السورة العظيمة التي أخلصت في التوحيد العلمي، وخلصت لصفات العظمة للرب - جل وعلا - من نعوت الجلال وصفات الكمال، وحسبنا أنها تعدل ثلث القرآن، فإذا ربطت صفات الكمال لله تعالى المشار إليها في سورة الإخلاص بصفات النقص والحاجة للمخلوق بل بذلك المجرم الأثيم في سورة المسد؛ خف سلطان سورة الإخلاص وأثرها وهيبتها وعظمتها في النفوس، ويقرب هذا من قول الأول:

ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

فما الداعي إلى تكلف العبارت، وتمحل الإشارات، في إثبات المناسبات؟

ثم إن هذا مبني على أن ترتيب السور توقيفي، وأكثر العلماء على خلافه – كما لايخفى على شريف علمكم – كما اجتهد عثمان في شأن (براءة) و (الأنفال)، وكما هو معروف عند أهل العلم أن مصاحف الصحابة كانت تختلف في ترتيبها، فترتيب مصحف ابن مسعود غير ترتيب مصحف علي، وكذا مصحف أبي بن كعب، وجميعها غير ترتيب المصحف العثماني، وفي ذلك عنهم نُقول كثيرة وآثار عدة، فلو كان عندهم عن النبي صلى الله عليه وسلم توقيف في ترتيب سور القرآن لما اختلفوا، لاسيما وابن مسعود ممن شهد العرضة الأخيرة، وكان مصحفه من أشد مصاحف الصحابة اختلافاً في ترتيب السور.

ثم لو سلم بأن ترتيب السور توقيفي؛ فهل أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو أحد أصحابه، أو أحد التابعين، أنهم كانوا يتطلبون المناسبات بين السور؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير