[الإمام البغوي (ومعالم التنزيل) وقفة سريعة وتعريف موجز.]
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[16 Jul 2003, 12:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(معالم التنزيل) للبغوي رحمه الله (ت 510هـ)
التعريف بالمؤلف ومناقبه:
يقول الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمته: (الشيخ الإمام، العلامة القدوة الحافظ شيخ الإسلام، مُحيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي المفسر صاحب التصانيف (كشرح السنة) و (معالم التنزيل) و (الجمع بين الصحيحين) وأشياء. وكان البغوي يُلقب بمحيي السنة وبركن الدين، وكان سيداً إماماً عالماً علامة زاهداً وله القدم الراسخ في التفسير والباع المديد في الفقه. وتوفي "بمرو الروُّذ" مدينة من مدائن خراسان في شوال سنة 516هـ وعاش بضعاً وسبعين سنة).
"سير أعلام النبلاء – للذهبي [19/ 439] مؤسسة الرسالة، بيروت".
الدكتور: محمد الذهبي يورد اسم البلدة التي مات بها بأنها "مروروز" (التفسير والمفسرون245/ 1)
مناقبه كذلك وشيوخه وتلاميذه:
ويقول الداودي في كتابه (طبقات المفسرين) رحمه الله: (كان إماماً في التفسير، إماماً في الحديث، إماماً في الفقه، جليلاً ورعاً زاهداً تفقَّه على القاضي حسين وهو أخص تلامذته، وسمع الحديث منه ومن أبي عمر عبدالواحد المليحي، وأبي الحسن الداودي، وأبي الحسن محمد بن محمد الشيرازي وغيرهم. وسماعاته بعد الستين وأربعمائة.
روى عنه أبو منصور محمد بن أسعد العطاري وأبو الفتوح محمد بن محمد الطائي وجماعة وآخرهم أبو المكارم فضل الله بن محمد النوقاني وله من التصانيف (معالم التنزيل في التفسير) و (شرح السنة) و (المصابيح) و (الجمع بين الصحيحين) و (التهذيب في الفقه) وقد بورك له في تصانيفه ورُزق فيها القبول الحسن بنيته وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة، وكان قانعاً يأكل الخبز وحده، ثم عُذِل في ذلك فصار يأكله بزيت، مات في شوال سنة 510هـ بمرو الروَّذ ودفن عند شيخه القاضي الحسين وقد جاوز البغوي الثمانين ولم يحج). وذكر ذلك أيضاً الذهبي.
"طبقات المفسرين للداودي، ص 161 – 162".
نشأته ومبلغه من العلم:
لا نعرف الكثير عن نشأته رحمه الله وحياته المبكرة، كما نجهل ما يتصل بأسرته وعدد أفرادها وذلك كله لأن المصادر التي ترجمت له لا تفصح عن ذلك، ولعل السبب في هذه الظاهرة أن أسرة الإمام البغوي لم يكن فيها من له باع طويل في ميدان العلم والفقه والكتاب والسنة، فيذكرون بتلك العلوم كما ذُكر، ويُشهرون بها كما شهر، علماً بأن المدينة التي ولد بها ونشأ فيها وهي بلاد خراسان التي أنجبت كثيراً من العلماء.
والإمام البغوي قد نشأ في أسرة فقيرة كما ينشأ أكثر العلماء في عصره، وخاصة أن المصادر تذكر أن أباه كان فرَّاءً يصنع الفراء ويبيعها. (السير – للذهبي).
وتذكر بعض المصادر أنه تزوج وأن زوجته لما ماتت لم يأخذ من ميراثها شيئاً. ولم تذكر كتب التراجم أنه رزق أبناءً وليس في كنيته ما يؤكد على خلاف ذلك؛ لأن التكني ظاهرة كانت مألوفة بين العلماء.
وأما مبلغه من العلم فنجد العلماء يشهدون له بالتقدم والتفوق في ميدان العلوم الشرعية، وهو يتميز بتنوع الجوانب واختلاف مناحي التخصص، يقول عنه ابن خلكان الفقيه الشافعي المحدث المفسر: (كان بحراً في العلوم).
ويقول عنه الإمام السيوطي في طبقات المفسرين: (كان إماماً في التفسير، إماماً في الحديث، إماماً في الفقه).
ويقول عنه ابن كثير في البداية والنهاية: (كان ديناً ورعاً زاهداً عابداً صالحاً). وقليل أولئك العلماء الذين يصدق عملهم علمهم ويوافق سلوكهم فكرهم وكان الإمام البغوي من هؤلاء القليلين – رحمه الله – الذين يطابق عملهم وخلقهم تقدمهم وتفوقهم العلمي.
عقيدته ومذهبه:
قد قدر للإمام البغوي الاستقامة والسلامة في العقيدة من الانحراف وجاءت شهادات العلماء ممن ترجم له، تشهد له بذلك فهو كما يقول ابن نقطة: (إمام حافظ ثقة صالح). وهي لا شك من الدرجات العالية في التعديل والتقويم. (البغوي ومنهج في التفسير) لعفاف عبدالغفور، ص 35.
¥