[متى يلجأ إلى القول بتعدد القصة؟]
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 Jul 2003, 01:22 ص]ـ
[متى يلجأ إلى القول بتعدد القصة؟]
هذا سؤال يلاحظه الباحث في الحديث والتفسير،وذلك أن كثيراً من الشراح ومثلهم المفسرين يجعل هذا الجواب (مخرج طوارئ)،كلما أعياه الجمع أو أشكلت عليه بعض الألفاظ أو سياق القصة لجأ إليه.
وهذا يحدث عند المفسرين في تعدد سبب النزول.
ولعل من أغرب الأمثلة في هذا الموضوع: القول بتعدد قصة المعراج!!!.
ولعلي أشارك في البداية،راجياً أن يتتابع الإخوة فيها لإثراء هذا الموضوع المهم بمشاركاتهم:
1 ـ قبل اللجوء إلى هذا (المخرج) لا بد من جمع الطرق،وتحرير المحفوظ من الشاذ،والمقبول من المردود،والمعروف من المنكر،وهذا بجمع الطرق،والنظر في القرائن التي تحتف بكل قصة.
نعم! قد يتسامح البعض في إيراد السبب (سبب النزول) ولو ضعف سنده،إذا لا كان يخالف سياق الآية،وهذا قد يكون مقبولاً،ولكن ما العمل إذا تعددت أسباب النزول لآية واحدة؟
هذا ما يحتاج إلى جواب،فهل يشاركني إخوتي في إثراء هذا الموضوع؟
2 ـ 000000000000000
3 ـ 0000000000000000
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[07 Jul 2003, 05:36 م]ـ
أخي وصديقي الشيخ / عمر المقبل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
كم سررت حينما رأيت اسمك في هذا الملتقى المتميز، وحياك الله بين إخوانك مفيدا ومستفيدا، وأرجو أن تتواصل في المنتدى بحيويتك ونشاطك التي أعرفك بها.
أما ماأثرته من مسألة: ما العمل إذا تعددت أسباب النزول لآية واحدة؟ ونزولا عند طلبك بالمشاركة؛ أقول وبالله التوفيق:
يطالع القارئ في كتب التفسير ذكر عدة أسباب مختلفة في نزول الآية الواحدة، وفي مثل هذا لا يخلو أن يكون الأمر كما يلي:
1. إذا تعددت الروايات وكانت صيغها غير صريحة للسببية فلا تعارض بينها ففي هذه الحالة تكون هذه الأقوال تفسيراً للآية وليست لسبب النزول. إلا إذا دلت قرينة على أحد الأسباب فنحمله سبباً للنزول.
2. إذا تعددت روايتان أو أكثر وكانت إحداهما صريحة والأخرى غير صريحة فالمعتمد هو الرواية الصريحة.
مثال ذلك: ما أخرجه ابن جرير () عن نافع قال قرأت ذات يوم:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [(البقرة:223) فقال ابن عمر: أتدري فيم نزلت؟ قلت: لا، قال: "نزلت في إتيان النساء في أدبارهن". فهذه صيغة غير صريحة السببية.
وأخرج البخاري ومسلم عن جابر قال: "كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من خلفها في قبلها جاء الولد أحولاً فنزلت:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ .. [().
فنأخذ رواية جابر لكونها نصاً في ذلك. ورواية ابن عمر تحمل على بيان معنى الآية استنباطاً من معناها.
3. إذا تعددت الروايات وكانت جميعها نصاً في السببية وكان إسناد أحدها صحيحاً والآخر غير صحيح فالمعتمد الرواية الصحيحة.
مثال ذلك: ما أخرج البخاري ومسلم () وغيرهما عن جندب بن سفيان الهذلي قال: اشتكى النبي r فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت: يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله عز وجل:] وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [(الضحى:1 - 3).
وأخرج الطبراني () عن أم حفص عن أمها وكانت خادم النبي r أن جرواً (كلب صغير) دخل بيت النبي r فدخل تحت السرير فمات تحته فلبث النبي r أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي فقال: يا خولة ما حدث في بيت رسول الله؟ جبريل لا يأتيني، فقلت في نفسي: لو هيئت البيت وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو، فجاء النبي r ترعد لحيته وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته الرعدة فأنزل الله:] وَالضُّحَى .. [.
يقول ابن حجر: قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة لكن كونها سبب نزول الآية غريب وفي إسناده من لا يعرف. فالمعتمد ما في الصحيحين. فالراجح هو القول الأول.
4. إذا تعددت الروايات وكانت صيغها صريحة في السببية وإسنادها صحيحاً حاولنا الجمع بينها فتكون الآية قد نزلت بعد السببين أو الأسباب لتقارب الزمن بينها فنعمل إذاً بجمع الروايات لكونها صحيحة.
¥