[تفسير قوله تعالى (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون)]
ـ[محمد أبو معاذ]ــــــــ[01 Jul 2003, 10:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تعالى - {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} الآية من سورة الزمر آية 47.
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} الآية.
وبدا لهم من الله} يقول: وظهر لهم يومئذ من أمر الله وعذابه , الذي كان أعده لهم , ما لم يكونوا قبل ذلك يحتسبون أنه أعده لهم.
وقال الإمام: القرطبي في تفسيره رحمه الله تعالى:-
فبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" من دخول النار.
وقال سفيان الثوري في هذه الآية: ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء هذه آيتهم وقصتهم.
وقال عكرمة بن عمار: جزع محمد بن المنكدر عند موته جزعاً شديداً, فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: أخاف آية من كتاب الله "وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" فأنا أخشى أن يبدو لي ما لم أكن أحتسب.
وقال الإمام ابن كثير في تفسيره رحمه الله تعالى: -
"وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" أي وظهر لهم من الله من العذاب والنكال بهم ما لم يكن في بالهم ولا في حسابهم.
وقال الإمام البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره: -
(وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) أي: ظهر لهم من عقوبات الله وسخطه وشدة عذابه ما لم يكن في حسابهم، وقال مجاهد: عملوا أعمالاً توهموا أنها حسنات فإذا هي سيئات. أهـ.
فعلى المرء أن ينظر في أعماله وأقواله فهل هي موافقة للقرآن الكريم ولما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وهل هو ممن حاسب نفسه قبل أن تحاسب فينجو بأذن الله تعالى من كل ما يغضب الرب سبحانه وتعالى، فحري بالمسلم أن يجتهد فيما يكتبه ويتحرى الصواب وهل هو موافق لأقوال السلف رحمهم الله تعالى أم ْ لا؟ فالعاقل خصيم نفسه.
والله الهادي إلى سواء السبيل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
ـ[أبو المثنى الحكمي]ــــــــ[02 Jul 2003, 11:52 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد بتذكيرنا بهذا الحدث العظيم يوم القيامة، وأضيف إلى ما ذكرت:
قال الشوكاني ـ رحمه الله ـ في الآية: " وفي هذا وعيد عظيم وتهديد بالغ ".
وقال الشنقيطي ـ رحمه الله ـ: " وما تضمنته هذه الآية الكريمة، من أنهم يبدوا لهم يوم القيامة حقيقة ما كانوا يعملونه في الدنيا جاء موضحاً في آيات أخر، كقوله تعالى: {هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت} وقوله تعالى: {ينبأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر} وقوله تعالى {علمت نفس ما قدّمت وأخّرت} وقوله تعالى {ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداَ} وقوله تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً} إلى غير ذلك من الآيات ".
ولقد أحسن الشاعر حين قال:
ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حييّ
ولكنا إذا متنا بعثنا فيسأل ربنا عن كل شيءِ
فاللهم عاملنا بفضلك وإحسانك.