تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل أسماء السور توقيفية أم اجتهادية؟]

ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 Oct 2003, 12:35 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[هل أسماء السور توقيفية أم اجتهادية؟]

مثلا: لقد ذكر الفيروزآبادي عشرين اسما لسورة الإخلاص ومن قبله ذكرها الرازي في تفسيره وذكر على بعض منها أدلة من السنة قد تكون ضعيفة وعلل بعض الأسماء الأخرى بوجوه استنبطها من السورة

فهل يجوز أن نثبت للسورة اسما لم يصح الحديث الدال عليه وهل يجوز أن يجتهد العالم في استنباط اسم للسورة من خلال معانيها؟ ولو فتح الباب ما انتهت أسماء السور عند حد فأرجو توضيح الضابط في هذه المسألة

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Oct 2003, 01:16 م]ـ

الأخ الفاضل أبو صفوت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فأسماء السور تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: ما ثبت تسميته عن النبي صلى الله عليه وسلم.

الثاني: ما ثبت تسميته عن الصحابة رضي الله عنهم.

الثالث: ما تعارف عليه الناس بعدهم في تسمياتهم لبعض السور، كحكايتهم لأول السورة اسمًا لها؛ كقولهم: سورة أرأيت.

هذا، ولم يرد نهي أو أمر بتسمية السور بتسمية معينة، ويظهر من عمل المسلمين أن في الأمر سعة، والله أعلم.

والبحث له تتمة، أكتب لك على عجل هذا الكلام، ولعل الله ييسر طرحه مرة أخرى.

ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[30 Oct 2003, 11:09 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

قال الشيخ الجديع – في (المقدمات الأساسية) ص 136 – " لم يرد نص بتسمية كل سورة من سور القرآن باسم يخصها، إنما وردت أحاديث كثيرة في تسمية كثير من السور، كالفاتحة والبقرة وآل عمران، وغيرها، ولم يحفظ ذلك في كل السور ".

وأما مورد السؤال فيقال:

في هذه المسألة رأيان لأهل العلم:

1. أنها اجتهادية.

واستدلوا بما جاء عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: سورة الحشر، قال: قل سورة النضير. رواه البخاري.

قالوا: ففي هذا ما يُبين أن تسمية سور القرآن لم تكن توقيفية عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا لما ساغ لابن عباس أن يخالف ذلك.

2. أنها توقيفية.

وهو رأي الزركشي والسيوطي.

قال الزركشي في البرهان 1/ 270:" ينبغي البحث عن تعداد الأسامي هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات؟ فإن كان الثاني؛ فلن يعدم الفطن أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسماء لها، وهو بعيد "

وقال السيوطي 1/ 156: "وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار"

ويمكن أن يستأنس له بقول الطبري 1/ 100:" لسور القرآن أسماء سماها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وهذا ما رجحه بعض المعاصرين ومنهم: د. فهد الرومي في (دراسات في علوم القرآن) ص118. ود. إبراهيم الهويمل في بحث (المختصر في أسماء السور) مجلة جامعة الإمام، ع30، ص135.

والمسألة تحتاج إلى تحرير لمحل النزاع فيما أرى، والله أعلم

فائدة:

يمكن تقسيم سور القرآن من حيث الاسم إلى ثلاثة أقسام:

* الأول: ماله اسم واحد، وهو أكثر سور القرآن. مثل النساء والأعراف والأنعام وغيرها.

* الثاني: ما له أكثر من اسم، ويشمل هذا النوع سوراً لها اسمان كسورة (محمد)، حيث تسمى (القتال)، وسورة (الجاثية) تسمى (الشريعة)، وسورة (النحل) تسمى (النِّعم) لما عدد الله فيها من النِّعم على عبادة.

ويشمل سوراً لها ثلاثة أسماء مثل (المائدة) وتسمى (العقود) و (المنقذة)، ومثل سورة (غافر) وتسمى (الطّول) و (المؤمن).

ويشمل سوراً لها أكثر من ثلاثة أسماء مثل سورة (التوبة) اسمها (براءة) و (الفاضحة) و (الحافرة) وقال حذيفة هي سورة (العذاب) وقال ابن عمر كنا ندعوها (المُشقْشِقَة) وقال الحارث بن يزيد: كانت تدعى (المُبَعْثِرة) ويقال لها (المُسورة) ويقال لها (البَحُوث).

وكسورة الفاتحة فقد ذكر السيوطي لها خمسة وعشرين اسماً منها (أم الكتاب) (أم القرآن) و (السبع المثاني) و (الصلاة) و (الحمد) و (الوافية) و (الكنز) و (الشافية) و (الشفاء) و (الكافية) و (الأساس).

* الثالث: أن تسمى عدة سور باسم واحد:

ومن ذلك تسمية البقرة وآل عمران بـ (الزهراوين) وتسمية سورتي الفلق والناس بـ (المعوذتين) وتسمية السور المبدوءة بـ (حم) بـ (الحواميم).

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير