تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

آيات أشكل عليّ تفسيرها

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 Oct 2003, 09:14 ص]ـ

الآية الأولى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (14) سورة الصف

وجه الإشكال أن الذين أمنوا بعيسى عليه السلام من بني إسرائيل لم يصبحوا ظاهرين على المشركين، بل ظل النصارى الأوئل مضطهدين لثلاثة قرون حتى جاء قسطنطنين وتمسح لكن بطريقة محرفة وحارب أيضاً الموحدين النصارى.

{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (55) سورة آل عمران

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Oct 2003, 04:06 م]ـ

أخي العزيز محمد الأمين وفقه الله وبارك فيه

لقد تأملت منذ زمن هذه الآية والمعنى الذي استشكلته في الآية، ومنذ ذلك الوقت وأنا أرغب في مراجعة كلام العلماء حول هذا الأمر ولم يتسن لي حتى الساعة. ولكن باعتبار أن ما يكتب هنا تتناوله العقول والأقلام بالتنقيح والتصحيح فقد انقدح في ذهني معنى أرجو أن يكون صحيحاً.

وهو أن المقصود بالظهور والفوقية هنا هي فوقية الدين والاستجابة لأمر الله وأمر رسله عليهم السلام وأن هذا الانقياد والإسلام لله هو الظهور الحقيقي على الكفار وهو الفوقية الحقيقة. ولا أظن أن هذا المعنى قد فات على الشيخ الجليل الدكتور ناصر العمر في كتابه (حقيقة الانتصار) فهو صاحب تأملات في غاية الدقة وفقه الله، فلعلك أخي الكريم تراجع هذا الكتاب أو أنا أفعل ذلك إن شاء الله.

ولعل التأمل للتاريخ يؤكد هذه الحقيقة، فالكفار حتى ولو انتصروا عسكريا فهم مهزومون من جانب العقيدة والمبادئ والقيم ولذلك يحاولون جاهدين أن يغطوا هذا النقص بالقوة العسكرية، وفي نهاية المطاف ستنتصر المبادئ الصادقة والقيم الإسلامية الراسخة. وعقلاء الغرب قد اعترفوا بهذه الحقائق وأن الإسلام دين المبادئ والقيم، وأنه الدين الوحيد الذي يلبي حاجات الروح والجسد.

هذه وجهة نظر ولعله يكون هناك من كلام الزملاء من يصوبها و يدعمها أو يبين خطأها. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.

ـ[أخوكم]ــــــــ[04 Oct 2003, 06:46 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (14) سورة الصف

أرجو توضيح وجه الإشكال في الآية

فالآية تتحدث عن زمن محدد قد مضى، ظهر فيه أتباع عيسى بن مريم _ عليه السلام _ على من كفر من " بني اسرائيل"

فلا دخل للمشركين في الآية ولا علاقة للآية بتمديد الظهور إلى يوم القيامة ... والله أعلم

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[04 Oct 2003, 08:36 ص]ـ

شيخنا الفاضل الشيخ محمد الأمين _ حفظه الله وأمتع به _

لقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مواضع عديدة من كتبه أن ظهور أهل الحق على أهل الباطل، في نصوص الكتاب والسنة عمومًا _ ومنها هذه الآية الكريمة _ نوعان:

1) الظهور بالحجة والبيان: وهذا دائم في جميع الأزمان لا ينقطع، فأهل الحق حجتهم دائمًا ظاهرة على حجة عدوهم، حتى لو كان المؤمنون في زمن استضعاف.

2) الظهور بالسيف والسِّنان: وهذا يكون في بعض الأوقات دون بعض، فإن الرسل وأتباعهم يدالون على العدو مرة، ويدال عليهم العدو أخرى.

وفي ضوء ذلك يمكن أن نفهم الظهور الذي وعد الله به المؤمنين.


أخي الكريم (أخوكم) _ حفظه الله _
الآية الكريمة لا تتحدث عن زمن محدد قد مضى، بل هي باقية إلى قيام الساعة، وتفيد ظهور أتباع عيسى بن مريم _ عليه السلام _، وهم المؤمنون بعيسى من الموحدين قبل بعثة نبينا محمد، ثم المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد بعثته، فهؤلاء هم المتبعون لعيسى حقًا، وذلك لأن المسلمين هم الامتداد الطبيعي للمؤمنين بعيسى عليه السلام وبما أرسل به، فوعد الله تعالى بظهورهم على من كفر من " بني اسرائيل"إما بالحجة والبيان، وإما بهما مع الظهور بالسيف والسنان.
ثم إن الفترة التي تحدث عنها الشيخ محمد الأمين هي الفترة التي قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيها كما ذكر فضيلته قوم موحدون من أتباع عيسى أظهرهم الله بالحجة والبيان على المشركين من بني إسرائيل.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير