[هل عطف الجمل بحرف «الواو» يقتضي الترتيب في الوقوع؟]
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[02 Nov 2003, 01:54 ص]ـ
يرد في القرآن الكريم عطف كثير من الجمل بحرف العطف (و) فهل ذلك يقتضي أنها مرتبة في الوقوع؟
مثال ذلك:
قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} [الانفطار: 1 - 5].
فهل يفهم من الاية أن انفطار السماء يكون هو الأول؟ وذلك لتقدمه في الآية.
وهل العطف بحرف «الواو» يقتضي الترتيب دائماً؟
آمل الإفادة حول هذه المسألة جزيتم خيراً.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Nov 2003, 06:21 ص]ـ
فضيلة الشيخ أحمد وفقه الله ..
ذكر ابن القيم رحمه الله أن للتقديم في العطف عدداً من الفوائد يمكن تلخيصها كما يلي:
أن التقديم في الذكر يكون لأحد خمسة أمور:
= إما للتقدم في الزمان: وذلك كقوله تعالى: (عاد وثمود) و (الظلمات والنور).
= وإما للتقدم بالطبع: (مثنى وثلاث ورباع) و (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم).
= وإما للتقدم بالرتبة: (يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر) لأن الذي يأتي راجلاً يأتي من المكان القريب، والذي يأتي على الضامر يأتي من المكان البعيد، وكذلك تقدم هماز على مشاء بنميم لأن المشي مرتّب على القعود في المكان والهماز هو العيّاب وذلك لا يفتقر إلى حركة وانتقال من موضعه بخلاف النميمة.
= وإما للتقدم بالسبب: (يحب التوابين ويحب المتطهرين) لأن التوبة سبب الطهارة، وكذلك (كل أفاك أثيم) لأن الإفك سبب الإثم.
= وإما للتقدم بالفضل والكمال: (النبيين والصديقين) وتقديم السمع على البصر وسميع على بصير.
ذكره في بدائع الفوائد: (1/ 58 ـ 62).
وبهذا التفصيل يعلم أنه لا يطرد إفادة العطف للترتيب.
والمسألة تحتاج إلى بحث وتقصي، اسأل الله لكم التوفيق ..
والله أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Nov 2003, 10:13 ص]ـ
بسم الله العليم الحكيم
إفادة الواو الترتيب فيها ثلاثة أقوال:
الأول: أنها تفيده
الثاني: أنها لا تفيده
الثالث: أنها تفيده عندما تكون عاطفة لأجزاء مرتبط بعضها ببعض، ولا تفيده إذا كانت عاطفة لأجزاء أو أفعال غير مترابطة. أو يقال: إنها لا تفيد الترتيب إلا إذا وجدت قرائن تجعلها تفيده.
وقد عقد ابن القيم رحمه الله مبحثاً نفيساً لهذه المسألة في كتابه البديع بدائع الفوائد، تكلم عن أسرار الترتيب بهذا الحرف، ومما ذكره في هذا المبحث قوله:
(وأما تقديم غسل الوجه ثم اليد ثم مسح الرأس ثم الرجلين في الوضوء. فمن يقول: إن هذا الترتيب واجب هو الشافعي و أحمد ومن وافقهما. فالآية عندهم اقتضت التقديم وجوباً لقرائن عديدة.
أحدها: أنه أدخل ممسوحاً بين مغسولين وقطع النظير عن نظيره، ولو أريد الجمع المطلق لكان المناسب أن يذكر المغسولات متسقة في النظم والممسوح بعدها، فلما عدل إلى ذلك دل على وجوب ترتيبها على الوجه الذي ذكره الله.
الثاني: أن هذه الأفعال هي أجزاء فعل واحد مأمور به وهو الوضوء، فدخلت الواو عاطفة لإجزائه بعضها إلى بعض. والفعل الواحد يحصل من ارتباط أجزائه بعضها ببعض. فدخلت الواو بين الأجزاء للربط فأفادت الترتيب إذ هو الربط المذكور في الآية، ولا يلزمه من كونها لا تفيد الترتيب بين أفعال لا ارتباط بينهما. نحو " أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " [المزمل: 20]، [المجادلة: 13]. أن لا تفيده بين أجزاء فعل مرتبطة بعضها ببعض. فتأمل هذا الموضع ولطفه. وهذا أحد الأقوال الثلاثة في إفادة الواو للترتيب وأكثر الأصوليين لا يعرفونه ولا يحكونه. وهو قول ابن أبي موسى من أصحاب أحمد ولعله أرجح الأقوال.)
ومحل الجواب في آخر النقل السابق، فليُقرأ.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[02 Nov 2003, 10:24 م]ـ
وقفت على بحث قيم لهذه المسألة للأستاذ خالد الشبل في منتدى الفصيح
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2406
وهاك نصه:
هل (الواو) لمطلق الجمع أو تفيد الترتيب؟
¥