[من هم الصحابة الذين ثبت أنهم فسروا القرآن بالإسرائيليات؟]
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Jul 2003, 10:01 ص]ـ
وتحديداً هل ثبت بالإسناد الصحيح عن ابن عباس أنه نقل شيئاً من الإسرائيليات؟
أرجو ذكر هذا الإسناد إن أمكن.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[06 Jul 2003, 10:30 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد الأمين
بالنسبة لابن عباس رضي الله عنه
راجع تفسير ابن كثير لقوله تعالى:
" إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى " الآية 40 من سورة طه
حيث ذكر حديث الفتون الطويل عن ابن عباس وسنده:
قَالَ الْإِمَام أَبُو عَبْد الرَّحْمَن أَحْمَد بْن شُعَيْب النَّسَائِيّ رَحِمَهُ اللَّه فِي كِتَاب التَّفْسِير مِنْ سُنَنه قَوْله وَفَتَنَّاك فُتُونًا " حَدِيث الْفُتُون " حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون أَنْبَأَنَا أَصْبَغ بْن زَيْد حَدَّثَنَا الْقَاسِم بْن أَبِي أَيُّوب أَخْبَرَنِي سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ: سَأَلْت عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس، وذكر الحديث ..
ثم علّق ابن كثير رحمه الله في نهاية الحديث بقوله:
وَهَكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي السُّنَن الْكُبْرَى وَأَخْرَجَهُ أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم فِي تَفْسِيرَيْهِمَا كُلّهمْ مِنْ حَدِيث يَزِيد بْن هَارُون بِهِ وَهُوَ مَوْقُوف مِنْ كَلَام اِبْن عَبَّاس وَلَيْسَ فِيهِ مَرْفُوع إِلَّا قَلِيل مِنْهُ وَكَأَنَّهُ تَلَقَّاهُ اِبْن عَبَّاس مِمَّا أُبِيحَ نَقْله مِنْ الْإِسْرَائِيلِيَّات عَنْ كَعْب الْأَحْبَار أَوْ غَيْره وَاَللَّه أَعْلَم وَسَمِعْت شَيْخنَا الْحَافِظ أَبَا الْحَجَّاج الْمِزِّيّ يَقُول ذَلِكَ أَيْضًا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Jul 2003, 11:30 ص]ـ
ما سبب جزم ابن كثير والمزي بذلك؟
الحديث طويل أخرجه النسائي في السنن الكبرى (6\ 396 - 405) ولم أجد فيه ما يُنكر. وبعضه مرفوعٌ كذلك. فما سبب جعل ذلك الحديث من الإسرائيليات؟
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[06 Jul 2003, 11:45 ص]ـ
بدأت تصعبها علينا شيخ محمد .. ;)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Jul 2003, 10:15 م]ـ
أخي الفاضل أبا الحسن
لا بد من التحقيق في هذه المسألة لوجود استشكال في تصرف الصحابة. فكيف ينقلون عن الإسرائيليات وهم يعلمون تحريفها؟
من القرائن التي تنفي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ماأشار إليه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو ماثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرؤونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من ثم الله ليشتروا به ثمنا قليلا، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم. أخرجه البخاري (7363).
فإنه يبعد أن الصحابي المتصف بالأخذ عن أهل الكتاب يسوغ حكاية شئ من الأحكام الشرعية التي لامجال للرأي فيها، مستندا لذلك من غير عزو، مع علمه بما وقع فيه من التبديل والتحريف. بل هذا الإشكال حتى يكون قائما يحتاج إلى مقدمة وهي: إثبات أن ابن عباس رضي الله عنهما ممن عرف بالأخذ عن أهل الكتاب أو الإسرائيليات. نعم ذكروا أنه سمع من كعب الأحبار لكن لايعني هذا وصفه بكونه ممن عرف بالأخذ عن أهل الكتاب أو الإسرائيليات، والفرق بين المعنيين واضح.
ولذلك فأنا أستبعد أن يقوم الصحابة بنقل الأقوال المحرّفة من الإسرائيليات. وكل صحابي ننسبه إلى ذلك فعلينا تحقيق هذه المسألة سنداً ودراية. أي علينا إثبات السند الصحيح، وعلينا إثبات أن هذا من الإسرائيليات.
وقد اشتهر ابن عباس بهذا الفعل ويجب التحقق منه. ويجب تطبيق نفس المنهج على غيره من الصحابة ممن أستبعد أكثر أن يفعلوا ذلك مثل أبي هريرة ومثل ابن مسعود وطبقته من كبار الصحابة.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[06 Jul 2003, 11:14 م]ـ
¥