[هل في القرآن غير العربية؟]
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 Sep 2003, 06:50 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، هل في القرآن غير العربية، فالذي أعلمه أن و هو المشهور أنه ليس في القرآن إلا العربية، و لكن ما القول في الأعلام الأعجمية؟ هل نقول ـ كما ذهب البيضاوي ـ أنها عربية ومن وضع العرب و لكن حصل توافق في الوضع بيننا وبين العجم كلفظ (الصابون) و لفظ (التنور)؟
أم أقول بأن الألفاظ الأعجمية في القرآن، هي خارجة عن وضع العرب، و يكون عموم ما جاء في أن القرآن نزل بلسان عربي مبين مخصوص؟ و هل بالفعل ـ على طريقة الأصوليين ـ يمكن اعتبار الآيات الدالة على نزول القرآن عربي أنها من باب العام؟
إذ أنها ليس فيها عموم، بل إخبار صرف بأن هذا المفرد (القرآن) عربي
من كان عنده إفادة فليتفضل مشكورا، و له مني الدعاء بظهر الغيب
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Sep 2003, 06:31 ص]ـ
الأخ الكريم محمد يوسف حفظه الله ..
هذه المسألة:
هل في القرآن لفظ غير عربي؟:
محل خلاف بين العلماء:
وذهب الجمهوررحمهم الله إلى أن القرآن محض بلسان العرب لا يخلطه فيه غيره.
واستدلوا رحمهم الله بأدلة منها:
- قوله تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه)
- وقوله: (بلسان عربي مبين).
- وقوله: (وكذلك أنزلناه حكماً عربياً).
وغيرها من الآيات.
ولا يُشكل على كون القرآن عربياً وجود بعض الكلمات الأعجمية فيه مثل (المشكاة) و (الإستبرق)؛ إذ يمكن حمل هذه الألفاظ التي يقال إنها أعجمية على واحدٍ من الوجوه التالية:
1 - أن هذه الألفاظ إنما هي عربية لكن قد يجهل بعضُ الناس كونها عربية، ذلك أن لسان العرب أوسع الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً، ولا يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، ولا يمتنع أن يوافق لسانُ العجم أو بعضُها قليلاً من لسان العرب كما يتفق القليل من ألسنة العجم المتباينة في أكثر كلامها مع تنائي ديارها واختلاف لسانها.
2 - أن هذه الألفاظ التي يقال إنها أعجمية لا يمتنع أن تكون عربية، وأن يكون لها معنى آخر في لغة أخرى، فمن نسبها إلى العربية فهو محق ومن نسبها إلى غيرها فهو محق.
3 - أن هذه الألفاظ أصلها غير عربي ثم عرّبتها العربُ واستعملتها فصارت من لسانها وإن كان أصلها أعجمياً.
والله تعالى أعلم ..
للاستزادة: انظر: الرسالة للشافعي: (45)، جامع البيان: (1/ 7) روضة الناظر: (1/ 185)، المدخل لابن بدران: (88)، نزهة الخاطر العاطر: (1/ 184)، مذكرة الشنقيطي: (62)، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة للجيزاني: (107 ـ 108).
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[05 Sep 2003, 10:20 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الوهبي على هذا النقل و الإفادة
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[05 Sep 2003, 10:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، معلوم هو الاختلاف الذي جرى على عهد عثمان ـ رضي الله عنه ـ و الذي دفع حذيفة ابن اليمان إلى تحذيره من ذلك، و بالتالي إلى ما فعله عثمان ـ رضي الله عنه ـ من جمع المصاحف
و لكني قرأت في كتاب (تاريخ المصحف الشريف) للشيخ / عبد الفتاح القاضي أن جمع عثمان للمصحف كان قائما على النحو التالي: لا يكتب شئ في هذه الصحف إلا بعد عرضه على الصحابة و التحقق من كونه قرءانا ــ ألا يكون مما نسخت تلاوته ــ و أن يكون استقر في العرضة الأخيرة ــ و لا ما كانت روايته آحادا ــ
و الإشكال / أليس ذلك كله مما قام به زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ فإنه تجنب ما نسخت تلاوته و ما كان آحادا و ما نسخ بالعرضة الأخيرة
ثم قال الشيخ: ((و من هنا يتضح جليا أن اختلاف القراء الذي أفزع حذيفة و عثمان و كان سببا في كتابة المصاحف إنما كان في قراءات و أحرف تلقاها قراؤهم قبل العرضة الأخيرة ثم نسخت بهذه العرضو و لكن نسخها لم يبلغ هؤلاء القراء، وإلا لو كان مقصد عثمان جمع الناس على حرف واحد و إلغاء باقي الأحرف التي نزل بها القرآن ما جعل المصاحف متفاوتة في الحذف والإثبات الخ ما تقدم فكتابة المصاحف على هذه الكيفية دليل على أن عثمان أراد جمع الناس على ما تواتر من القراءات دون ما نسخ أو شذ منها))
والإشكال / هل بالفعل هذا هو ما فعله عثمان ـ رضي الله عنه ـ؟ أوليس جمع عثمان ـ رضي الله عنه ـ كان فقط على توحيد القراءة في كل قطر من الأقطار حتى لا يحدث التنازع ـ وإن كانت القراءة مخالفةـ؟ هذا ما كنت أفهمه و إن كنت غير مقتنع به تمام القناعة لأن و الحالة هذه كان الأولى به تعليمهم القراءات الأخرى و مجرد إخبراهم أن كل هذه الأوجه ثابتة عنه ـ صلى الله عليه و سلم ـ ينحل الإشكال
مشايخي الكرام ... أنا أريد قولا فصلا مفصلا دقيقا فيما فعله عثمان ـ رضي الله تعالى عنه ـ كيف كان الوضع .. و ماذا فعل عثمان .. و كيف كان الوضع في المصاحف بعد ما فعله
اثابكم الله و أطال في عمركم في مرضاته ـ آمين ـ