[مدارسة في تفسير القرطبي 7]
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[19 Jul 2003, 05:57 ص]ـ
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى {إنما النسئ زيادة في الكفر يُضل به الذين كفروا} الآية مانصه: [ ... والقراءة الثانية يضل به الذين كفروا [قراءة حفص عن عاصم] يعني المحسوب لهم] (8/ 139) ط: دار الكتب المصرية. فما معنى هذا التفسير؟
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[19 Jul 2003, 06:40 م]ـ
أخي الكريم محمد بن عبدالهادي وفقه الله،
السلام عليكم ورحمة الله، أما بعد
القراءات ثلاث فنبدأ بالقراءة محل الإشكال:
يضل به (بضم الياء، وفتح الضاد): معناها يصيب الكفار (المحسوب لهم: يعنى الذين وقع الحساب في النسيء منهم لأجل مصالحهم، فقدموا وأخروا في الأشهر الحرم تبعا لأهوائهم) يصيبهم الضلال زيادة إلى ضلالتهم.
فالمقصود من قول القرطبي رحمه الله المحسوب لهم (والله أعلم)
التفريق بين المحسوب لهم من الكفار وغيرهم
لأن القراءة الأخرى (يضل بضم الياء وكسر الضاد) تدل على أن الكفار (المحسوب لهم) يضلون بالنسيء الكفار (من غير المحسوب لهم)
أو على المعنى الآخر أن الله عز وجل يضل الكفار بالنسيء
فالحجة لمن ضم الياء وفتح الضاد أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله والذين في موضع رفع وكفروا صلة الذين
القراءة الثانية: يَضِل (فتح الياء): معناها يقع الكفار في الضلال بسبب النسيء
والحجة لمن فتح الياء أنه جعل الفعل للذين فرفعهم به
القراء ة الثالثة: يُضِل (بضم الياء وكسر الضاد): ومعناها يُضِل الكفار (الذين ابتدعوا النسيء) يُضِلون غيرهم ممن يقبل منهم
والحجة لمن كسر الضاد مع ضم الياء أنه جعله فعلا لفاعل مستتر في الفعل وهو مأخوذ من أضل يضل
أو بمعنى، يضل الله بالنسئ الكفار
وصلى الله وسلم على محمد
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[22 Jul 2003, 11:11 ص]ـ
أخي عبد الله .. أرجو توضيح معناك أكثر مستعينا برد الجملة المبنية للمجهول إلى المعلوم (فعل - فاعل - مفعول)، وأنقل لك ماقاله الشوكاني: (ومعنى القراءة الثانية [قراءتنا] أن الذي سن لهم ذلك يجعلهم ضالين بهذه السنة السيئة) (2/ 460) " ط:الكتب العلمية. وجزاك الله خيرا