تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تدبر القرآن ثم العمل به]

ـ[خالدبن عبدالرحمن]ــــــــ[22 Aug 2003, 07:29 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله وبعد:

فقد اطلعت على موقعكم اليوم من خلال أحد الروابط وقد سرني ذلك وسرني تلك اللهجة العلمية التي تتحدثةن بها فجزاكم الله خيراً، فكم هي حاجتنا إلى العلم لو يعلم الكثيرون!

ولذلك فقد اشتركت مباشرة في هذا الملتقى سائلاً الله تعالى لي ولكم التوفيق إنه سميع قريب.

وسوف تكون مشاركتي الأولى بإذن الله حول تدبر القرآن والتفقه فيه والعمل به وأرجو أن يمدني الله تعالى بعون منه حتى أكتب بالتفصيل في هذا الموضوع.

أيها الإخوة لا يخفى عليكم حاجتنا للقرآن العظيم وليست حاجتنا من القرآن هي قراءته وحسب وليست حفظه وحسب كذلك! إن حاجتنا هي فقه القرآن العظيم أي فهمه كما أراد الله تعالى فإن الله تعالى قد أنزله ليكون هادياً لنا للتي هي أقوم ولن تقوم للحياة قائمة إلا بالقرآن وذلك بالعمل به وليس بمجرد قراءته أو حفظه.

إن جمعيات ومراكز تحفيظ القرآن لا تحصى في بلاد المسلمين والحمد لله وهذا من أدلة حفظ الله تعالى لدينه مصداقاً لقوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ولكنني أصر على أن هذا لا يكفي فلماذا لا نجد مثلاً زيادة في أسماء هذه المراكز هي (وتفقيهه) فيصبح الاسم مثلاً: (مركز (كذا) لتحفيظ القرآن وتفقيهه)؟!

لقد سيطرت هذه التسمية المنتشرة (تحفيظ القرآن) وأصبحت هي الواقع الفعلي لمخرجات هذه المراكز والجمعيات أي أننا أصبحنا نرى حفاظاً ولكننا لا نرى فقهاء! حتى إن كثيرين ممن يقرؤون القرآن ويحرصون كل الحرص على إخراج الحروف من مخارجها وإعطائها ما تستحقه من صفات تراهم لا يفقهون آية يقرؤونها! وهذا شيء خطير! والأخطر منه -وهذا ما أود التركيز عليه- هو أنك تجد من يفهم الآيات على غير وجهها ويحرف معناها ويعتمد على أنه قرأ ذلك في بعض كتب التفسير أو أن شيخاً له قال له ذلك وتسأله عن هذا الشيخ فإذا به شيخ مجاز في القراءة وأمضى عمره في إتقانها ولكنه لم يتفرغ قليلاً لفهم ما قرأ وحفظ!

وأنا هنا لا أتحدث عن موضوع بعينه فالموضوعات هنا كثيرة كتحريف كثيرين لمعاني صفات الله تعالى وغير ذلك مما هو مشهور وغير مشهور من المسائل!

ولذلك فإنني أطلق صرخة هنا بأن الأمر خطير وليس هيناً كما يظن البعض، فقد حرك القرآن قبلنا أناساً -هم السلف الصالح- وجعلهم هداة يهدون بأمر الله تعالى، فما باله لم يحرك فينا ساكناً؟!

الجواب سهل ويسير وهو أن القرآن ما عاد مفهوماً لدى كثيرين بل فهمه كثيرون على غير وجهه بل أصبح تحريف معانيه شيئاً طبيعياً مع وجود الأهواء ولا حول ولا قوة إلا بالله فالخطير في الأمر أن القرآن أصبح يفهم عند البعض كما يريدون بل هم يتبعونه لما يخترعون من أصول أو لما تمليه عليهم أهواؤهم ولكنه ليس متبوعاً عندهم البتة.

وقد أصبح القرآن -كما قال بعضهم- بالنسبة للعربي والأعجمي بل وللكافر والمسلم سواء من حيث الفهم، حتى إن الكفار اطمأنوا إلى عدم فهم المسلمين للقرآن وعدم تحريكه لهم فأصبحت بعض الإذاعات اليهودية والصليبية تذيع آيات من القرآن بل ربما أخطؤوا من حيث لا يشعرون فبثوا آيات يقول سادتهم وكبراؤهم إنها تدعو لما يقولولون عنه الإرهاب من مثل قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) ومن مثل قوله تعالى (اتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة) وغير ذلك من الآيات الكريمة العظيمة التي نسيناها أو تناسيناها! وكأن هؤلاء الذين يبثون هذه الآيات قد اطمأنوا إلى أن المسلمين لا يسمعون القرآن ولو سمعوا ما تدبروا ولو حاولوا التدبر فإنهم لن يفهموه فهماً صحيحاً لانقطاعهم عن لغته وعن منهج السلف الذي كان خير تفسير للقرآن.

فكيف نفهم القرآن فهماً صحيحاً؟! الجواب يسير على من يسره الله تعالى عليه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير