تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقارنة بين منهج ابن جرير الطبري ومنهج الزمخشري]

ـ[أبوعادل الشريف]ــــــــ[12 Sep 2003, 02:34 ص]ـ

قارن بين منهج ابن جرير الطبري ومنهج الزمخشري

مقدمة:

نشأة التفسير: نشأ التفسير منذ عهد الرسول وكان معتمدا على الرواية وحدها، وظل هكذا حتى دون الحديث في نهاية عصر التابعين فأصبح فراعا من فروعه ثم استقل بعد ذلك بذاته فأصبح قائما بذاته وظهر من المفسرين من تناول القرآن كله بالتفسير كابن ماجه 273 وابن جرير سنة 310 وكان أهم ما تعتمد عليه هذه التفاسير الرجوع بالسند إلى الرسول ثم جاءت خطوة بعد ذلك فاختصروا الأسانيد ثم تدخل الفهم الشخصي في مرحلة تالية بعد ظهر الفرق وانتشار العلوم المختلفة واتضح أثر حركة الترجمة لتختلط الثقافات الأجنبية بالتفسير. وبدأ ثقافة كل مفسر تظهر فمنهم من تناول كل ماجاء في القرآن في موضوع خاص كما فعل الراغب الأصفهاني في مفردات القرآن، ورغم مرور زمن طويل على تلك التفاسير فإن مناهج بعينها ظلت قائمة أكثر ما يحددها الغالب عليها فليس هناك سمات فاصلة.

سنعرض لمقارية بين منهج التفسير بالمأثور ومنهج التفسير بالرأي من خلال تفسير جامع البيان في تفسبر القرآن الذي مثل الاتجاه الأول وتفسير الكشاف الذي مثل الاتجاه الثاني.

مقدمة التفسير بالمأثور مقدمة التفسير بالرأي

هو ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وما نقل عن الصحابة والتابعين وأول ما دون في ذلك صحيفة ابن عباس وقد اعتمد عليها البخاري في صحيحة كثير وأخرج منها ابن جرير وغير ه وتبدوا فاعلية المفسر بالمأثور برصده للروايات ثم اتجاهه إلى مرويات بعينها حول الآية الواحدة وفي الترجيح بينها وتفضيل واحدة منها أو الحكم بضعفها جمعيا والحكم في الآية في ضوء الوسائل المعينة كأسباب النزول ـ المألوف من كلام العرب ـ الدلاللة اللغوية للألفاظ في عهد النبة وقد تسللت المرويات الإسرائلية واختصرت الأسانيد فانتحلت الأقوال وتم إسنادها إلى الثقات من الصحابة والتابعين بل ورفعوها إلى الرسول كذلك لأغراض سياسية لإعلاء شخص أو فرقة كما فعلوا مع علي بن أبي طالب ولعل هذا ما دفع جولد تسهير للتشكيك في المأثور حين يقول " لا يوجد تفسير موحد للقرآن" بزعم أن روايات متعارضة تروى عن صحابة مختلفين فضلا عن أقوال مختلفة في دلالة بعض الألفاظ تنسب إلى صحابي واحد بعينة.

وقد رد عليه السيوطي (ربما يحكى عنهم عبارات مختلفة الألفاظ فيظن من لا فهم عنده أن ذلك اختلاف محقق فيحكيه أقوالا وليس كذلك بل يكون كل واحد منهم ذكر معنى الآية لكونه أظهر عنده أو أليق بحال السائل، وقد يكون بعضهم يخبر عن الشيء بلازمه ونظيره والآخر بمقصوده وثمرته الكل يؤول إلى معنى واحد غالبا فإن لم يمكن الجمع فالمتأخر من القولين مقد إن استويا في الصحة وإلا فالصحيح المقدم. التفسير النقلي بالمأثور كان الخطوة الأولى ثم نحدث أن بعض المفسرين أخذ يبدي برأيه لعوامل متعددة فاختلط التفسير الذي يعتمد على الرواية بالذي يعتمد على الدراية وخاصة عند رجال الفرق الذين أعملوا عقولهم في تأويل النص وتحكيم معتقداتهم فيه واستخراج الأدلة من النص على سلامة اتجاههم ويبدو أن المعتزلة (نسبة إلى اعتزال واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد قول الأمة وقولهما بالمنزلتين: ـ الفاسق لا مؤمن ولا كافر) كانوا أول من اعتمد على الدراية لتطبيق القرآن في ضوء أصولهم المعتزلية (الوعد ـ الوعيد والمنزلة بين المنزلتين) وقد اعتمد أصحاب التفسير باالرأي من المعتزلية على المنهج اللغوي ليساعدهم على حمل النص القرآني على مذهبهم واعتقادهم وآرائهم.

ومن الذين وضعوا تفاسير الدراية:

ابن كيسان الأصم 240هـ وأبو علي الجبائي 303 هـ وابن عيسى الرماني ولم يكتب لهذه التفاسير البقاء ربما لما بها من نزاع عقدي لا يجد مساغا هينا إلى الفهم (كما ذكر ذكر جولد تسهير)

التعريف بمؤلف التفسير (ابن جرير الطبري) التعريف بمؤلف الكشاف (الزمخشري)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير