تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إن الله عنده علم الساعة]

ـ[أبو علي]ــــــــ[04 Sep 2003, 04:47 ص]ـ

السلام عليكم

التوكيد في اللغة لا يأتي ابتداء في الكلام، وإنما يأتي لأسباب تدعو إلى التوكيد، ومن هذه الأسباب: الإنكار، التكذيب، الشك، إدعاء نسبة شيء إلى غير صاحبه، وهكذا ....

فأنت لا تقول لفلان: والله لقد زارنا الليلة فلان، لا تؤكد ذلك إلا إذا لاحظت شكا أو تكذيبا.

كذلك إن كنت رئيس شركة وأصدرت أمرا للمدير بطرد فلان من العمل،

صحيح أن المدير هو الذي نفذ الأمر وقام بطرد العامل، فإن ظن الناس أن المدير هو الذي فعل ذلك من تلقاء نفسه عندئذ يجوز تصحيح ذلك

بالتوكيد فنقول: إن الرئيس هو الذي طرد فلان، لأنه هو الذي أصدر الأمر للمدير.

تعالوا لنتدبر لماذا جاء التوكيد في هذه الآية:

{إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غذا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}.

نلاحظ أن الله سبحانه يؤكد أن هذه الغيبيات الخمس علمها عند الله، وأكدها بحرف التوكيد والنصب إن، والله سبحانه لايؤكد شيئا إلا إذا وجد ادعاء مثله عند البشر،فنحن في هذه الآية لا نجد تأكيدا لعدم دراية أي نفس متى تموت لأن هذه لم يدعها أحد بينما أكد عدم دراية أي نفس بأي أرض تموت لأن هذة قد يحدث أن يقول الإنسان:سأمكث في هذة البلدة حتى أموت فيها،فإن شاء الله جعل كلامه صادقا وإن شاء جعله غير ذلك.

وأما: {ما تدري نفس ماذا تكسب غذا) فقد يكون الإنسان متعودا على دخل يومي محدد، فلا يظن أن ذلك سيتكرر في اليوم التالي،فإن الأمر كله لله إن شاء كان كذلك وإن شاء جعل ظنه مرجوحا.

وكذلك إذا استطاع الإنسان أن يعرف جنس الجنين في رحم أمه ذكر أو أنثى،فإن الفضل لله الذي وهبه العلم الذي به اخترع الأجهزة التي مكنته من معرفة ذلك،فالله هو الذي أذن للإنسان أن يحيط بشيء يسير من هذا العلم.

وإذا تمكن الإنسان في المستقبل من تقطير الماء من البخار أو تقطير السحاب فسيكون ذلك مرجعه الى الله الذي سخر له كيفية فعل ذلك، فإذا أتى الدجال وزعم أنه يستطيع إنزال الغيث فهو كاذب وإن نزل الغيث كما قال. وإنما الفضل لله الذي كشف له أسباب وكيفية فعل ذلك. والسحاب من بحر الله والريح التي تسوقه ريح الله، إذن فالدجال لن يأت بشيء من عنده.

وأما: {إن الله عنده علم الساعة}

لقد أخبرنا الله ورسوله بأشراط الساعة وعلاماتها،فإذا توفرت جميع أشراط الساعة وظهرت كل العلامات الدالة على ترقب مجيئها في أي لحظة وجاء من فهم الأسباب والمقدمات وقال إن الساعة قائمة لا محالة وفعلا حصل ما توقع، فإننا لا نقول إن فلانا علم بمجيء الساعة. أو لو أن الله قدر أن تنتهي الحياة البشرية باصطدام كوكب آخر بالأرض في زمن آتى الله الإنسان من كل شيء سببا حتى ظن أهل الأرض أنهم قادرون عليها، ثم رصدت تلسكوباتهم وأقمارهم الصناعية أن كوكبا قطره كذا يسير بسرعة كذا في اتجاه الأرض وحسبوها وتيقنوا أن الاصطدام سيحدث في الساعة الفلانية من اليوم الفلاني، وفعلا حصلت الكارثة كما قالوا،فلا نقول إنهم علموا بقيام الساعة.

لقد أذن الله للإنسان أن يحيط بشيء من علم هذه الغيبيات الخمس ولذلك أكد علمها له لينبهنا ألا نقع في الشرك الخفي كما نقول مثلا:لولا فلان الذي أنقدني لمت غرقا. والصواب أن نقول:الحمد لله الذي جعل فلانا سببا لنجاتي من الغرق.

آية الغيبيات الخمس هذة من معجزات القرآن، إنها آية تنبأ بإمكانية إحاطة الإنسان بإذن الله بشيء من علم ما في الأرحام وبعلم شيء من أسباب إنزال الغيث وأيضا أذن

الله للإنسان أن يعلم شيئا من أسباب قيام الساعة،

ـ[المقاتل7]ــــــــ[04 Sep 2003, 04:41 م]ـ

عندي ملاحظة على الآية

في الثلاث غيبيات الأولى

1/ أكد الله أن عنده علم الساعة، وهذا لا ينفي أن يكون للإنسان علم بعلاماتها التى أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم، و لكن العلم الكامل بموعدها و موعد علاماتها و كيفيتها عند الله وحده.

2/ أخبر الله أنه ينزل الغيث دون أن ينفي احتمال قدرة الإنسان على ذلك، ولذلك إذا استطاع الدجال إنزال الغيث فلا يناقض ذلك الآية.

3/ أخبر الله أنه يعلم ما في الأرحام، وتلك المعرفة هي المعرفة الكاملة فهو يعلم جنسه و شقي هو أم سعيد ورزقه و عمره، أما الإنسان فقد يحيط بشئ يسير من هذه المعرفة وهو نوع الجنس، و الآية لا تنفي ذلك عن الإنسان.

أما في الغيبية الرابعة والغيبية الخامسة فقد نفى الله عن الإنسان المعرفة بالأجل والرزق المستقبلي بالكامل.و بالتالي لن يستطيع الإنسان يوما أن يدعي العلم بشئ من ذلك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير