تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رابعًا: أن هذه اللطائف المستنبطة من العدد ليست من التفسير في شيء، ولا يبنى عليها فهم معنى، بل هي من قبيل الاستنباطات.

خامسًا: أنه يكثر في ما يسمى بالإعجاز العددي القول على الله بغير علم، وهو قول بالرأي المحض، وخطؤه أكثر من صوابه، والله المستعان.

سادسًا: أن أي بحث في ما يسمى بالإعجاز العددي إذا دخل في باب المغيبات التي لم تأت بعد، فهو من باب ادعاء علم الغيب، وهذا من الأمور التي اختص الله بها، فلا يجوز الجزم به، ولا اعتماده.

2 ـ قال ابن كثير ((ومن لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث، وتطييب له)). تفسير ابن كثير (1: 16).

3 ـ قال الزركشي: ((ومن لطائف سورة الكوثر أنها كالمقابلة للتى قبلها؛ لأن السابقة قد وصف الله فيها المنافق بأمور أربعة:

البخل.

وترك الصلاة.

والرياء فيها.

ومنع الزكاة.

فذكر هنا في مقابلة البخل: (إنا أعطيناك الكوثر)؛ أى: الكثير.

وفى مقابلة ترك الصلاة: (فصلِّ)؛ أي: دُمْ عليها.

وفى مقابلة الرياء: (لربك)؛ أي: لرضاه لا للناس.

وفى مقابلة منع الماعون: (وانحر)، وأراد به التصدق بلحم الأضاحى.

فاعتبر هذه المناسبة العجيبة)). البرهان في علوم القرآن، للزركشي (1: 39).

4 ـ قال الزركشي: (… المثال الثاني قوله تعالى: (وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين)، قال: معناه: وما أنت مصدق لنا.

فيقال:

ما الحكمة في العدول عن الجناس وهلاَّ، قيل: وما أنت بمصدق لنا ولو كنا صادقين، فإنه يؤدي معنى الأول مع زيادة رعاية التجنيس اللفظي؟

والجواب:

أن في مؤمن لنا من المعنى ما ليس في مصدق، وذلك أنك إذا قلت: مصدق لي، فمعناه: قال لي: صدقت.

وأما مؤمن، فمعناه مع التصديق: إعطاء الأمن، ومقصودهم التصديق وزيادة، وهو طلب الأمن فلهذا عدل إليه.

فتأمل هذا اللطائف الغريبة والأسرار العجيبة فإنه نوع من الإعجاز)). البرهان في علوم القرآن، للزركشي (3: 454).

5 ـ قال أبو السعود قي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة:6).

قال: ((ومن لطائف الآية الكريمة أنها مشتملة على سبعة أمور، كلها مثنى:

طهارتان: أصل وبدل.

والأصل اثنان: مستوعب وغير مستوعب.

وباعتبار الفعل: غسل ومسح

وباعتبار المحل: محدود وغير محدود

وأن آلتهما: مائع وجامد.

وموجبهما: حدث أصغر وأكبر.

وأن المبيح للعدول إلى البدل: مرض وسفر

وأن الموعود عليهما تطهير الذنوب وإتمام النعمة)). تفسير أبي السعود (3: 11)

6 ـ قال الآلوسي في قوله تعالى: (قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (يوسف: من الآية25).

قال: ((… ولقد أتت في تلك الحالة التي يدهش فيها الفطن اللوذعي حيث شاهدها زوجها على تلك الهيئة بحيلة جمعت فيها غرضيها، وهما:

تبرئة ساحتها مما يلوح من ظاهر الحال.

واستنْزال يوسف عليه السلام عن رأيه في استعصائه عليها، وعدم مواتاته لها على مرادها؛ بإلقاء الرعب في قلبه من مكرها طمعا في مواقعته لها مُكْرَهًا عند يأسها عن ذلك مختارًا، كما قالت: (لئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين).

ثم إنها جعلت صدور الإرادة المذكورة عن يوسف عليه السلام أمرًا محققًا، مفروغًا عنه، غنيًا عن الإخبار بوقوعه، وإن ما هي عليه من الأفاعيل لأجل تحقيق جزائها.

ولم تصرِّح بالاسم، بل أتت بلفظٍ عام تهويلاً للأمر، ومبالغةً في التخويف؛ كأن ذلك قانون مطَّردٌ في حق كل أحدٍ كائنَا من كان.

وذكرت نفسها بعنوان أهلية العزيز إعظامًا للخطب، وإغراءً له على تحقيق ما يتوخاه بحكم الغضب والحمية، كذا قرَّره غير واحد.

وذكر الإمام [يعني: الرازي] في تفسيره ما فيه نوع مخالفة لذلك حيث قال: إن في الآية لطائف:

أحدها: أن حبَّها الشديد ليوسف عليه السلام حملها على رعاية دقيقتين في هذا الموضع، وذلك لأنها بدأت بذكر السجن، وأخرت ذكر العذاب؛ لأن المحِبَّ لا يسعى في إيلام المحبوب.

وأيضا: إنها لم تذكر أن يوسف عليه السلام يجب أن يقابل بأحد هذين الأمرين، بل ذكرت ذلك ذكرًا كليًّا صونًا للمحبوب عن الذكر بالشر والألم.

وأيضا: قالت: (إلا أن يسجن)، والمراد منه: أن يُسجن يومًا أو أقل على سبيل التخفيف، فأمَّا الحبس الدائم فإنه لا يُعبَّر عنه يهذه العبارة، بل يقال: يجب أن يجعل من المسجونين ألا ترى أن فرعون كيف قال حين هدد موسى عليه السلام: (لئن اتخذت إلها لأجعلنك من المسجونين) …)). روح المعاني للألوسي (12: 218).

7 ـ قال عطية سالم في تكملة أضواء البيان: ((ومن اللطائف في قوله تعالى: (وإن تظاهرا عليه) إلى آخر ما سمعته من الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه أنه قال: إن المتظاهرتين على رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأتان فقط تآمرتا عليه فيما بينهما، فجاء بيان الموالين له ضدهما كل من ذكر في الآية، فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة ما يدل على عِظَمِ كيدهن وضعف الرجال أمامهن، وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى: (إن كيدكن عظيم)، بينما قال في كيد الشيطان: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)

وقد عبر الشاعر عن ذلك بقوله:

ما استعظم الإله كيدهنه إلا لأنهن هن هنه)). أضواء البيان (8: 221)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير