كما أسلفت فإن السيد الجميلي لم يبين منهجه ولا طريقته في الكتاب وفي طريقة عرض المعلومات والمواضيع التي سيطرحها إلا أنه يمكن القول بأنه اتخذ أسلوبين في ذلك، فبعد أن يضع عنواناً للبحث:
ـ إما أن يبدأ البحث بذكر الآية التي هي محور البحث ومحل التفسير، ثم يذكر أقوال بعض المفسرين فيها، ثم يعلق عليها في ضوء العلم الحديث ومن المواضيع مثالاً على ذلك:
(ثم استوى إلى السماء وهي دخان) صـ 11.
(خلق السماوات والأرض) صـ 15.
(حال الجبال يوم القيامة) صـ 115.
(اللؤلؤ والمرجان) صـ 113.
وهذا المنهج العام الغالب والله أعلم.
ـ أو يبدأ موضوعه بعد العنوان بمقدمة تمهيدية عن الموضوع ليدخل فيه ثم يذكر الآيات في سياق الكلام كشاهد على ما قاله ويدرج معنى الآية وتفسيرها في سياق ذلك بما يخدم موضوعه وأمثلة ذلك:
(الفتق والرتق للسماوات والأرض) صـ 13.
(سبع سموات) صـ 17.
(إسلام الكائنات لله تعالى) صـ 69، و صـ 73.
(مواقع النجوم) صـ 82.
(عجائب المملكة الحيوانية) صـ 99.
ـ إلا أنه في بعض المواضع يعرض الآية ثم يذكر الأدلة والبراهين العلمية على ما دلت عليه دون أن يسوق كلاماً للمفسرين كما في بحث (اتساع الكون واستمراره) صـ 85.
ـ وكذلك قد يتكلم في موضوع دون أن يستهله بآية، أو يجعل في الموضوع شواهد قرآنية تدعمه، اللهم إلا آية أو اثنتين، كما في (توازن الكرة الأرضية) صـ 88، و (النباتات المتوحشة) صـ 106، و (المملكة الحيوانية والمملكة النباتية سر جمال هذه المعمورة) صـ107.
وبالجملة: فقد أسهب السيد الجميلي في بعض المواضع حتى غدا كتابه ـ في بعض الأحيان ـ مختصاً بالعلوم الطبيعية فيما يبدوا للقارئ، إلا أنه نافع ومفيد.
ولم يخل الكتاب من مناقشات علمية خاصة لآراء محمد عبده، إذ قد بصوب المؤلف رأيه في تفسيراته تارة كما في بحث (رأي الشيخ محمد عبده ومناقشته) صـ 121 في قوله تعالى: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا) (النازعات:27)، وقد يخطئه ويخالفه كما في صـ 17 عند بحث (سبع سماوات). والله أعلم