تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذكرت فيما سبق أن كون الولاء أصله المحبة الباطنة يجاب عليه بأمرين:

الأول: أن هذا لا يعني أن لا يستلزم أعمالا ظاهرة تدل عليه ..

والثاني: أن الولاء من معانية في أصل الوضع والاصطلاح النصرة والمعاونة

- وذكرت أن الانطلاق في البحث من هذا المنطلق خطا ظاهر وغير منضبط ...

- واظهر دليل بالإضافة إلى ما سبق أن أصل الإيمان في القلب ولم يقل أن من حققه في الباطن فقد حقق أصل الإيمان إلا أهل التجهم والإرجاء

أيضا فإن العبادة أصلها الخضوع والتذلل ولا يقال أن من حقق هذا الخضوع وهذا التذلل في القلب فقد حقق العبادة المطلوبة ..

- بل إن أصل الإيمان في عبارات ابن القيم رحمه الله في كتاب الصلاة جعله التصديق والمحبة وعبر بلفظ المحبة عن أعمال القلوب ولا يقال طبعا أن من حقق المحبة المذكورة دون لوازمها فقد حقق أصل الإيمان

- الولاء لا يقتصر معناه على المحبة فقط بل إن من معانيه في اللغة والاصطلاح النصرة وإن لم تكن ثمة محبة فقد تتلازم مع المحبة وقد لا تتلازم كما قال الله سبحانه وتعالى عن الكافرين من اليهود والنصارى " بعضهم أولياء بعض " مع قوله سبحانه وتعالى في اليهود {وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة} وقال في النصارى {فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة}.

والآيات في ذلك كثيرة ...

وكذلك من معاني الولاء العتق والسلطان والميراث وغير ذلك من المعاني وقد نقلت من ذلك شيئا فيما سبق ..

- وذكرت أن تفسير العلماء للولاء بالنصرة في آية التولي وغيرها هو الصحيح وهو ما يتوافق مع السياق ومنهم من يفسرها بالمحبة والمودة ويقيدها بأن تكون على الدين وهذا صحيح لا إشكال فيه ولا تعارض بين التفسيرين فالنصرة والمحبة من معاني الولاء وكذا الميراث والعتق وقد فسرت الآية وغيرها على كل هذه المعاني فما كان يستحق التقيد بأن يكون على الدين كالمحبة وغيرها قيد وما كان لا يلزم منه ذلك كالنصرة والمظاهرة فلا يقيد والأصل عدم التقييد ...

- علما بأن أخر الآية يؤكد صدق تفسير الولاء بالنصرة والمعونة للكافرين على المسلمين،

وأن التولي المذكور لم يكن على الدين بل كان لغرض دنيوي وهو نص لا ادري كيف تذهب بنا الغفلة فنتجاوزه إلى التقاط الكلمات من هنا وهناك ...

فقوله سبحانه:" فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم ..... " ... لم يسارعون فيهم؟ هل لأجل محبتهم أو محبة دينهم أبدا والله بل كانوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في حرب ضروس وبغضاء وتقاتل فهل جاء الإسلام ليحبب المشركين في اليهود ودينهم؟!!!

بل كما ذكر الله سبحانه وتعالى سبب المسارعة وهو قوله سبحانه " يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة "

فمن أصدق من الله قيلا؟

- وذكرت ايضا ان المنطلق الصحيح المتوافق مع أصول البحث والاستدلال على فرض عدم التسليم بهذا التفسير هو أن يقال أن لفظ الموالاه هنا عام مطلق يشمل كل معاني التولي بلا قيود ومن يتولهم بأي نوع من التولي فهو منهم فيقال أن جميع الصور تدخل في الآية ولا يستثنى منها إلا بنص فتكون كل صور التولي مكفرة إلا ما يدل الشرع على إخراجه من هذه الصور .... وهذا أصل

******************

الغرض الديني أو الدنيوي وتأثير على الأحكام الظاهرة:

أولا: الغرض الديني أو الدنيوي لا اعتبار له في الأحكام الظاهرة لأنه أولا:

أمر باطن والأحكام تناط بالأعمال الظاهرة بإجماع أهل السنة ..

فهو ليس وصفا ظاهرا تناط به الأحكام وهذا يعتبر علة قادحة في التعليل بمثله كما هو معلوم عند كافة الأصوليين ...

وثانيا: الغرض الدنيوي ليس وصفا منضبطا له حدود يمكن أن تناط به الأحكام فلا هو ظاهر ولا هو منضبط وأي منهما يبطل اعتباره في الأحكام الظاهرة ..

ثالثا: لا دليل صريح على اعتبار الغرض الديني أو الدنيوي في الأحكام الظاهرة ..

بل الأدلة على عدم اعتباره وهو أشبه بالأوصاف الطردية التي لا تعلل بها الأحكام لعدم مناسبتها وإذا اعتبرت فيتعلق الحكم بمظنتها لا بها لخفائها وعدم ضبطها.

رابعا: إذا كانت الأعمال الظاهرة كمظاهرة الكافرين على المشركين ومعاونتهم بالنفس والمال والسلاح وغير ذلك كما يقول الشيخ هي من قبيل المعاصي دون الكفر ولا تدل بذاتها على محبة ظهور الكافرين أو محبة دينهم فما هو تاثيرالغرض الدنيوي أو الديني هنا؟!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير