تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - وقوله سبحانه: {يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ?لْيَهُودَ وَ?لنَّصَـ?رَى? أَوْلِيَاء} [المائدة:15]: نهى اللَّه سبحانه المؤمنين بهذه الآية عَن اتخاذِ اليهودِ والنصارَى? أولياءَ في النُّصْرة والخُلْطة المؤدِّية إلى الِ?متزاج والمعاضَدَة، وحُكْمُ هذه الآيةِ باقٍ، وكلُّ مَنْ أكثر مخالطةَ هذَيْن الصِّنْفين، فله حَظُّه من هذا المَقْت الذي تضمَّنه قوله تعالى: {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ..

- القرطبي:

وقد سبق النقل عنه وأيضا قال رحمه الله:

{أُوْلَـ?ئِكَ} رفع بالابتداء. {بَعْضُهُمْ} ابتداء ثان {أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ} خبره، والجميع خبر «إنّ». قال ?بن عباس: «أولياء بعض» في الميراث؛ فكانوا يتوارثون بالهجرة، وكان لا يرث من آمن ولم يهاجر من هاجر فنسخ الله ذلك بقوله «وَأُولُوا الاٌّرْحَامِ» الآية. أخرجه أبو داود. وصار الميراث لذوي الأرحام من المؤمنين. ولا يتوارث أهل ملّتين شيئاً. ثم جاء قوله عليه السلام:

«ألحِقوا الفرائض بأهلها»

على ما تقدّم بيانه في آية المواريث. وقيل: ليس هنا نسخ، وإنما معناه في النصرة والمعونة؛ كما تقدّم في «النساء». {وَ?لَّذِينَ آمَنُواْ} ابتداء والخبر {مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ} وقرأ يحيى بن وثَّاب والأعمش وحمزة «من وِلايتهم» بكسر الواو. وقيل هي لغة. وقيل: هي من وليت الشيء؛ يقال: ولِيٌّ بيّن الوَلاية. ووالٍ بيّن الوِلاية. والفتح في هذا أبيَن وأحسن؛ لأنه بمعنى النصرة والنسب. وقد تطلق الوِلاية والوَلاية بمعنى الإمارة .............................. الرابعة ـ قوله تعالى: {إِلاَّ تَفْعَلُوهُ} الضمير عائد على الموارثة والتزامها. المعنى: إلا تتركوهم يتوارثون كما كانوا يتوارثون؛ قاله ?بن زيد. وقيل: هي عائدة على التناصر والمؤازرة والمعاونة و?تصال الأيدي.

ولتراجع الآية وكلام القرطبي رحمه الله ففيها تنوع استخدام أهل العلم لمعنى الولاء للكثير من معانيه ...

الإمام البغوي:

1 - {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ}، في العون والنصرة ويدهم واحدة على المسلمين، {وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ}، فيوافقهم ويعينهم، {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لظَّـ?لِمِينَ}.

{فَتَرَى ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ}، أي: نفاق يعني عبد الله بن أُبي وأصحابه من المنافقين الذين يُوالون اليهود، {يُسَـ?رِعُونَ فِيهِمْ}، (أي في معونتهم وموالاتهم، {يَقُولُونَ نَخْشَى? أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ}، دولة، يعني: أن يدول الدهر دولته فنحتاج إلى نصرهم إيّانا، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: معناه نخشى أن لا يتمّ أمر محمد فيدور الأمر علينا، وقيل: نخشى أن يدور الدهر علينا بمكروه من جدب وقحط، ولا يعطنا الميرة والقرض، {فَعَسَى ?للَّهُ أَن يَأْتِىَ بِ?لْفَتْحِ}، قال قتادة ومقاتل: بالقضاء الفصل من نصر محمد على من خالفه، وقال الكلبي والسدي: فتح مكة، وقال الضحاك: فتح قرى اليهود مثل خيبر وفدك، {أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ}، قيل: بإتمام أمر محمد، وقيل: (هذا) عذاب لهم، وقيل: إجلاء بني النضير، {فَيُصْبِحُواْ}، يعني: هؤلاء المنافقين، {عَلَى? مَآ أَسَرُّواْ فِى? أَنفُسِهِمْ}، من موالاة اليهود ودسّ الأخبار إليهم، {نَـ?دِمِينَ}.

2 - {أُوْلَـ?ئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ}، دون أقربائهم من الكفار. قيل: في العون والنصرة. وقال ابن عباس: في الميراث وكانوا يتوارثون بالهجرة، فكان المهاجرون والأنصار يتوارثون دون ذوي الأرحام، وكان من آمن ولم يهاجر لا يرث من قريبه المهاجر حتى كان فتح مكّة انقطعت الهجرة وتوارثوا بالأرحام حيث ما كانوا، وصار ذلك منسوخاً بقوله عزّ وجلّ: {وَأُوْلُواْ ?لأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى? بِبَعْضٍ فِي كِتَـ?بِ ?للَّهِ} (الأنفال: 75)، {وَ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلـ?يَتِهِم مِّن شَىْءٍ}، يعني: في الميراث، {حَتَّى? يُهَاجِرُواْ}، قرأ حمزة: {وَلـ?يَتِهِم} بكسر الواو والباقون بالفتح، وهما واحد كالدلالة والدلالة. {وَإِنِ ?سْتَنصَرُوكُمْ فِى ?لدِّينِ}، أي: استنصركم المؤمنون الذين لم يهاجروا ...

وألخص ما سبق لننتقل إلى قضية الغرض الدنيوي وأثرها في التكفير وضوابطه:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير