من بعده، حتى جاء الشيخ وفقه الله مع بعض " الشرفاء " الذين لم يتأملوا رسالة جدهم وقالوا هذا كله غلو في التكفير!!! فإنا لله وإنا إليه راجعون ..
- هذا العمل القلبي (إرادة ظهور الكفار) هو كالتعظيم وما ينافيه من أعمال في الظاهر كالسب وغيره هو من لوازمه وهكذا في كل أعمال القلوب كما هي قاعدة أهل السنة والجماعة في تلازم الظاهر بالباطن ...
ومع ذلك كله قد تأتي أعمال محتمله في السب والشرك والحكم والموالاة وسائر أعمال الكفر يستفصل فيها عن قصد قائلها أو فاعلها لاحتمالها وعدم قطعية دلالتها على هذا العمل القلبي المكفر ..
وهذا الإستفصال عن القصد ليس هو " قصد الكفر " كما يقول البعض و ليس للتعرف على الباطن كما يقول الشيخ!
بل للتحقق من أنه قصد المعنى المكفر الذي يحتمله القول أو الفعل أو قصد المعنى الآخر الذي يحتمله أيضا القول أو الفعل ...
فاحتمالية العمل تسبق احتمالية القصد .. لا أن العمل قد يكون قطعيا والقصد يحتمل كما يقرر الشيخ في الضوابط!
والحكم بالظاهر على طول الخط وليس للباطن أي اتصال بالحكم الظاهر إلا قصد العمل وإرادة المعنى والذي قد يكون العمل قطعي الدلالة عليه وقد يحتمل فيستفصل ...
هذا ما اردت تثبيته لتصور فعل حاطب رضي الله عنه ووضعه في موضعه الصحيح مع ما سبق من تعليق على كلام الشافعي رحمه الله ...
- يقول الشيخ وفقه الله: "والذي يستنتج من كلام الإمام الشافعي أن الكفر بموالاة الكفار عنده هو من الكفر الباطن، الذي يكون به النفاق وإن لم يدل عليه دليل في الظاهر، وأن ما يكون في الظاهر من موالاة الكفار لا يكفي لذاته عند الإمام الشافعي دليلًا على الكفر الباطن، وأنه لا سبيل إلى ذلك إلا بدلالة القول"
والتعليق على هذا
أنه قد سبق بيان بطلان ذلك وان ليس في كلام الشافعي أن ثمة نوع من أنواع الكفر يسمى كفر الباطن يبقى دفين القلب لا لوازم له تنقضه في الظاهر،
وإذا تجاوزنا هذا اللفظ فنقول إن هذا يكون كما قرر الشافعي بلفظه في صور محتملة يكون فيها الاستفصال عن (الكفر الباطن) لا يجري حكمها بالضرورة على الصور الواضحة والصريحة والتي من أبرز صورها مظاهرة المشركين على المسلمين بالنفس والمال والسلاح والرأي والمشورة ...
وذكرت فيما سبق أن ليس هناك شيء اسمه كفر باطن لا دليل عليه في الظاهر، .. فلا تعلق لأي من أنواع الكفر بالباطن حتى النفاق وهو كفر باطن له في الظاهر ما يلزمه من أعمال وإن أخفاها المنافق تحت عارض السيف ولكن كما قال سبحانه " وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن " فالمنافق يظهر ما في باطنه من كفر ونفاق فما أسر من سريرة إلا ظهرت على صفحات وجهه وفلتات لسانه ... وقال سبحانه " ولتعرفنهم في لحن القول "
فلا يقول بمسألة الكفر الباطن إلا من خرق قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن وقد سبق الإشارة إلى موقف الشيخ وفقه الله وأنه وفقه الله جعلها مرقا بيننا وبين أهل الإرجاء فأعطانا جزءا وجعل لأهل الإرجاء منها ثلاثة أجزاء - هدية للمرجئة من عالم سلفي - بعد أن كانت قاعدة مصمتة لا ترى فيها عوجا ولا أمتا نضرب بها في وجوه المرجئة أو من تأثر بهم فالله المستعان
وقول الشيخ واستنباطه:
" .. فإنه إذا كان ما فعله حاطب من مظاهرة المشركين هو أظهر ما يكون من موالاة الكفار في الظاهر، ولم يمكن الحكم على حاطب بالكفر لعدم إمكان دلالة الفعل لذاته على ذلك لم يمكن الحكم على شيء من الموالاة الظاهرة للكفار أنها كفر لذاتها، لأنها دون ما حصل من حاطب من. وهذه النتيجة المستنبطة من قصة حاطب عند الإمام?مظاهرة المشركين على رسول الله الشافعي تتفق مع ما سبق تقريره في بيان دلالة الآيات الواردة في الحكم بالكفر بموالاة الكفار، وأنها مقيدة بموالاة الكفار على دينهم، على ما سبق تفصيله."
هذا كلام غير صحيح والشافعي رحمه الله لم يتعرض إطلاقا لحكم مظاهرة المشركين والذي يتأمل السؤال والجواب والدليل الذي هو قصة حاطب يعرف ذلك جيدا.
يقول الشيخ وفقه الله:
¥