تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كتبوه فى الرقاع والأكتاف والعسب (3) واكتفى بتدوينه فى هذه المواد فكانت الآيات مفرقه وبالأضافه إلى ذلك وجد الحفاظ من كان يستظهره فى صدره , بعضهم تيسر له أن يعرض ما حفظه على الرسول (ص) والبعض الآخر عن الصحابه (4).

وبذلك يكون المقصود بجمع القرآن فى زمن الرسول (ص) التدوين فى الرقاع والعسب واللخاف والأكتاف , وكذلك بمعني حفظه فى الصدور.

وبهذا أصبح للقرآن صورتان صورة صوتية , وصورة مكتوبة (5). وكانت الصورة الصوتية أسهل فى التحقيق من التدوين لقلة عدد الكتاب. وعلى هذا النحو كان هناك مصدران للقرآن الكريم الأول المواد سالفه الذكرالتى سجل عليها دون ترتيب والثانى سماعى فى صدور حفاظ القرآن الكريم 0

ولم يكد الرسول (ص) يلحق بالرفيق الأعلى حتى أضطربت أحوال الدوله الأسلأميه وقامت حركة الردة واضطر أبوبكر الصديق رضىالله عنه أن يقف موقفا حازماَ من المرتد ين و لم يتردد فى محاربتهم فى كل أنحاء الجزيرة العربية ودفع المسلمون فى ذلك ثمنا فادحا اذا استشهد منهم نحو ألف فى موقعة اليمامة من بينهم عدد لا يستهان به من حفاظ القرآن الكريم يقرب من أربعمائه وخمسين شهيدا (6) و عند ئذ رأى أبو بكر الصديق ضرورة جمع القرآن الكريم خشيه ضياعه 0 و عهد إلى زيد بن ثابت بجمعه لثقته فى حفظه وصدقه (7) وهكذا قدم أبو بكر الصديق للإسلام أعظم الخدمات وعاونه فى ذلك عمر بن الخطاب وقام زيد بن ثابت بدوره الذى عهد إليه به على أكمل وجه فكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد عليه شاهدان (8) " مبالغه " منه فى الحيطة ويعتبرأبوبكرأول من جمع القرآن بين اللوحين بعد أن كان متفرقا فى قطع من العظم والعسب والحجر والجلد.

وعرف هذا القرآن " بالمصحف " كما كان يطلق الأحباش (9) على كتابهم وأودع المصحف عند أبى بكر ثم عند عمر بن الخطاب فى حياته وأنتهى به المطاف عند حفصه بنت عمر التى كانت تجيد القراءة والكتابة (10)

وأغلب الظن أنه بالخط اللين (المكى). وقيل أنه كتب بكل من الخطين الجاف (المدنى) الذى عرف بالخط المزوى , والخط المكى اللين (11).

مصاحف عثمان فى الأمصار الأسلاميه:

وفى خلافه عثمان اتسعت الفتوحات الاسلاميه وشملت بلاد أرمينيه وأذربيجان. وكان حذيفة بن اليمان من بين من شهدوا فتح هذين البلدين (12) , ورأى اختلاف الناس فى قراءة القرآن بسبب اختلاف اللهجات مما أدى إلى تعدد القراءات. فسار إلى المدنيه والتقى بعثمان بن عفان وقال له " أدرك هذه الأمه قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى (13). فقرر عثمان بن عفان رضى الله عنه جمع القرآن فى نسخ موحده على قراءة واحدة بلسان قريش ترسل الى الأمصار. وبعث الى السيدة حفصة أم المؤمنين أن ترسل مصحف أبى بكر ليأمر بنسخه وأسند عثمان بن عفان إلى زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام مهمة نسخ المصحف مرتب السور بلسان قريش (14). ولما فرغ النساخ من نسخ المصحف وكتابته أمرعثمان رضى الله عنه بإحراق ماعداه من مصحف أو مصاحف خاصة كان يحتفظ بها الصحابة. وقد اختلف فى تحديد السنه التى تم فيها استنساخ المصاحف والأرجح أن ذلك (15) تم سنه 30 هـ. ورغم هذا الموقف المحمود الذى وقفه عثمان بن عفان رضى الله عنه لتوحيد المصحف على قراة واحدة واحراق الصحف الأخرى التى تسببت فى اختلاف كلمة المسلمين وتكفير بعضهم لبعض فقد كان هذا الموقف سببا من أسباب (16) الثوره عليه. وعرفت هذه المصاحف " بالمصاحف الأئمة " أو " المصاحف العثمانيه " وقد اختلف فى عدد المصاحف العثمانية التى أرسلت الى الأمصار: فأبو كرالدانى جعلها أربعة وزعت على الكوفة والبصره ودمشق , وترك عثمان عنده نسخة لنفسه (17). وحذا الزركشى فى البرهان حذو الدانى فى المقنع (18).

أما السجستانى فيورد فى كتاب المصاحف روايتين:

الأولى:- على لسان حمزة الزيات جعلها أ ربعه مصاحف.

والثانية:- جعلها سبعة مصاحف توزعت على مكة والشام واليمن والبحرين والبصره والكوفة و المدنية (19). وينفرد اليعقوبى برواية حدد (20) فيها عدد المصاحف فيها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير