تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بتسعة فى حين جعلها ابن الجزرى ثمانيه (21) من بينها مصحف استبقاه لنفسه يقال له " الأمام" ويميل جمهور من الباحثين إلى أن المصاحف الأئمه كانت سته (22) وينبغى أن نفرق بين المصاحف التى أرسلها عثمان رضى الله عنه إلى الأمصار ومن بينها مصحف المدينه , وبين مصحفه الخاص به الذى كان يقرأ فيه ساعة استشهاده , وهو الذى قيل أنه خطه بيمينه , وهو موضوع بحثناهذا.

مصحف عثمان الشخصى:

تجمع المصادر العربية على أن عثمان بن عفان عنه عندما أقدم المحاصرون لداره على اقتحامها يوم استشهاده أخذ مصحفه الخاص ووضعه على حجره ليتحرم به ويقرأ فيه واستشهد وهو يتلو القرآن. وتناثرت قطرات من دمائه على بعض ورقات من مصحفه " الامام " منها قطرات على قوله عز وجل " فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم " (23) وقد واكبت المصحف الامام منذ استشهاده صاحبه ادعاءات مختلفه بحيازته , ومن هنا تبدأ مشكلة مصير هذا المصحف. وفيما يلى عرض موجزلأهم هذه الادعاءات والمزاعم.

أ - من المصاحف التى زعموا أنها مصحف عثمان الذى يحمل آثار قطرات دمه مصحف مصر. ويذكر المقريزى أنه استخرج من خزائن المقتدر بالله العباسى , ونقل الى جامع عمرو فى 5 من المحرم سنه 378 فى خلافة العزيز بالله (24) , وإن كان نقله لم يثبت بأى نص تاريخى , وظل مصحف مصر الذى زعموا أنه مصحف عثمان محفوظا بمدرسه القاضى الفاضل الواقعه قرب المشهد الحسينى ثم نقل بعد تخريب المدرسة الى القبه التى أنشأها الساطان الغورى تجاه مدرسته وظل محفوظا بها حتى سنه 1275 هـ عندما نقل آثار نبوية الى المسجد الزينبى ثم الى خزائن الأمتعه بالقلعه ثم الى ديوان الأوقاف سنه 1304 هـ. ومن هناك نقل فى العام التالى الى قصر عابدين , وأخيرا الى المسجد الحسينى فى نفس السنة (25) ويستبعد السمهود أن يكون هذا المصحف هو نفس مصحف عثمان الخاص به (26). ويرجح أن يكون أحد المصاحف التى كان قد بعثها عثمان الى الأمصار. وللرد من جانبنا على هذا الزعم لابد أن نشير الى حقيقه هامه و هى أن عثمان لم يبعث الى مصر نسخه من المصاحف العثمانيه فان اسم مصر لم يرد بين الأمصار التى تلقت مصاحف عثمان وفقا لما ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام والسجستانى وأبو عمرو الدانى مما يدفعنا الى ترجيح الرأى القائل بأن عثمان لم يرسل نسخة من مصحفه الى مصر (27). ولما كانت الأستاذة الدكتورة سعاد ماهر قد درست خط مصحف مصر وأثبت أن خطه يرجع الى عصر متأخر عن عصر عثمان بن عفان (28)

فاننا نرى أنه ربما كان هذا المصحف قد استنسخ من أحد المصاحف العثمانيه كمصحف الشام مثلا فإن حركه استنساخ المصاحف كانت قد نشطت كثيرا فى العصر الأموى وقد ذكر أن الحجاج بن يوسف الثقفى قد أرسل نسخا من مصحفه الى الأمصار ومن بينها مصر وأن ذلك التصرف قد استثار غيره عبد العزيز بن مروان والى مصر الذى بادر بنسخ مصحف لمصر رصد له القراء والمراجعين المتخصصين بحيث صدر مطابقا للمصحف العثمانى وبذلك يكون هذا المصحف أول مصحف رسمى لمصر (29).

ب_ والأدعاء الثانى يتعلق بمصحف البصرة فقد ذكر ابن بطوطة فى جملة ماكتب عن رحلته الى البصره أنه شاهد فى مسجد أمير المؤمنين على المصحف الكريم الذى كان عثمان رضى الله عنه يقرأ فيه لما قتل وأثر تغيير الدم فى الورقة التى فيها قوله " فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم " (30). ونستبعد أن يكون هذا المصحف هو نفس مصحف عثمان الذى كان يقرأ فيه ساعة استشهاده لأن بنى زيان كانوا يحتفظون بهذا المصحف فى خزائن سلاطينهم فى تلمسان الى أن استرده أبو الحسن على المرينى منهم فى سنه 738 هـ (1337م). ثم إن العراق وقت زيارة ابن بطوطة له كان يخضع لدولة ايلخانات المغول فى ايران الذين كانوا قد اعتنقوا الإسلام منذ أن تولى سابعهم غازان خان الإسلام (1295م). ولوافترضنا جدلا أن المصحف الذى رآه ابن بطوطه فى البصرة هو مصحف عثمان وأنه انتقل الى بغداد الى البصرة فى أعقاب سقوط بغداد سنة (656) فى أيدى المغول فكيف نفسر ظهور مصحف آخر عليه قطرات دم عثمان فى خزائن المرينيين فى المغرب اللهم الا إذا كان أحدهما مزيفا. ونحن لا نشك فى المصحف المغربى , وكان فى الأصل محفوظا فى جامع قرطبة , ثم حمله الموحدون الى مراكش خشيه أن يتعرض للضياع فى قرطبه التى كانت تتهددها قوات القشتاليين ولم يكن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير