تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فما هو إلا أن تمرس صارخ بدعوته العليا فصين المبدد (81)

وقد اهتم الموحدونواعتنوا بكسوته فكسوه بصفائح الذهب المرصعة باللآلىء النفيسة والأحجار الكريمة من يواقيت وزمرد وجواهر وحشدوا غلافه على تلك الصورة الرا ئعة والصنعة المتميزة عددا كبيرا من الصناع المتقنين والمهرة المتفننين فى بلاد المغرب , وكانوا يحملونه على هودج تحمله ناقة حمراء (84) قد كسيت بنفيس الديباج واحيانا جمل أبيض. وعلى الهودج أربع علامات حمر , ويتبعه الخليفة وابنه وراءه ثم يلى ذلك البنود والاعلام والطبول ثم الامراء المدبرون للدولة

واستمر الموحدون يحملون هذا المصحف المكرم معهم فى رحلاتهم وتنقلاتهم وأسفارهم الى أن حمله الخليفة الموحدى المعتضد بالله أبو الحسن على بن المأمون أبى العلاء ادريس حين توجه الى تلمسان على عادة خلفاء الموحدين وكان ذلك فى نهاية عام 645 هـ , فقتل على مقربة من تلمسان فى آخر صفر سنة 646 هـ فاختل جيش الموحدين ووقع النهب فى خزائن السلطان واستولى العرب وغيرهم على معظم المعسكر ونهب المصحف الكريم ولم يدرك منتهبوه مدى القيمة التاريخية والروحية لهذا المصحف فدخلوا به تلمسان وعرضوه للبيع ونودى عليه بسوق الكتب بتلمسان بسبعة عشر درهما وضاعت منه أوراق فلماعلم أبو يحيى يغمرا سن بن زيان أمير تلمسان من بنى عبد الواد بذلك بارد بانتزاع المصحف المكرم من أيدى منتهبيه وأمر بصيانته والحفاظ عليه وأورثه أبناءه وظل المصحف فى حوزتهم حتى 702 هـ.

وهكذا ظل مصحف عثمان محفوظا فى خزائن ملوك تلمسان من بنى عبد الواد حتى قدم أبو الحسن على بن عثمان بن أبى يعقوب المرينى الى تلمسان فى أواخر شهر رمضان سنة 737 هـ (1336م) وافتتحها سنة 738 هـ فظفر بهذا المصحف فاهتم به اهتماما خاصا وكان يقدمه أمامه على عادة الموحدين عند خروجه للقتال.

واتفق أن وقع هذا المصحف غنيمة فى أيدى البرتغاليين الذين اشتركوا مع القشتاليين والآرجونيين فى موقعة طريف المعروفة فى المصادر المسيحية بموقعة نهر سلادو فى 7 جمادى الاولى سنة 741 هـ (1340م) وانتهت بهزيمة نكراء منى بها المرينيون ولم يدخر السلطان المرينى جهدا لاسترداد المصحف فارسل الى البرتغاليين التاجر ابا على الحسن بن جمى من مدينة آزمور ليخلص المصحف بما يطلب فيه من مال (86) ونجح أبو على الحسن فى مهمته وأعاده الى السلطان أبى الحسن المرينى بفاس فى سنة 745 هـ وذكر ابن مرزوق أنه أنفق فى إفتداء المصحف آلاف من الدنانير الذهبية. وهكذا أعيد المصحف الأمام الى فاس بعد أن جرد البرتغليون أغشية ومزقوا ماكان على دفتيه من وشى وأحجار كريمة. واستمر المصحف محفوظا فى خزائن المرينيين. وكان ذلك آخر العهد به اذا نقطعت أخباره منذ ذلك التاريخ.

تم بحمدالله.

د. سحرالسيد عبدالعزيزسالم

مدرس التاريخ الأسلامى والحضارة الأسلاميه

بكلية الآداب – جامعة الأسكندرية


http://elislam.8k.com/Tagweed/ketab7/T7.HTM

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2007, 01:31 م]ـ
أرحب بأخي الكريم الدكتور أبو بكر آل خليل مرة أخرى معنا وأشكره على نقله لمقال الدكتورة سحر عن المصاحف العثمانية.

ـ[محمد مؤذن]ــــــــ[22 Oct 2007, 02:11 م]ـ
http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct2/eSx50824.gif

المصحف الإمام الموجود في طشقند والمشار إليه في بحث د. سحر السيد عبد العزيز سالم، استنسخ بدار طلاس في سوريا، برعاية من رئيس دولة الإمارات.

وهذه صور منه، مع المقدمة المذكورة في أوله:

http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct2/Y2s48404.jpg

http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct2/1li48481.jpg

http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct2/ZLL49202.jpg

http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct2/m4M48575.jpg

http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct2/aS148741.jpg

http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct2/62y48854.jpg

http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct2/1C648954.jpg

http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct2/ODn49069.jpg

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2007, 02:56 م]ـ
شكراً جزيلاً للأخ العزيز محمد مؤذن هذه الفوائد، وليتنا نحصل على نسخة من هذا المصحف الذي طبع في دار طلاس بدمشق.

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Oct 2007, 03:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وأرجو أن تفيدونا _رحمكم الله_ عن صحة هذا الأمر، ففي القلب بعض الشك في هذا الموضوع. فطريقة كتابة الحروف والفضاءات بينها مختلفة بعض الشيء عما هو في الهدية الأولى.

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[23 Oct 2007, 09:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وأرجو أن تفيدونا _رحمكم الله_ عن صحة هذا الأمر، ففي القلب بعض الشك في هذا الموضوع. فطريقة كتابة الحروف والفضاءات بينها مختلفة بعض الشيء عما هو في الهدية الأولى.

نعم أخي الكريم
و استقامة حروف الألف و اللام و غيرهما و كذا جودة التنسيق و جمال الخط تشير إلى تقدم الصنعة و تأخر زمن الكتابة عن بساطة الخط في ذلك العصر المتقدم (عصر ثالث الخلفاء الراشدسن)
و صورة المصحف الموجود بمسجد سيدنا الحسين بالقاهرة أقرب لخط و كتابة ذلك العصر المتقدم،
و طريقة كتابته و شكلها قريبة من الصور المنشورة لرسالة الرسول صلى الله عليه و سلم التي بعثها إلى المقوقس عظيم قبط مصر يدعوه فيها و قومه إلى الإسلام
* و المعروف و المشهور خلو المصاحف المنسوخة حينذاك - بأمر سيدنا عثمان - من كتابة عدد آيات السور في المصحف،
بخلاف المذكور في أسفل سورة الفاتحة من مصحف طشقند – المنشورة أعلاه – حيث كتبت عبارة: ((و هي سبع آيات))

هذا ما تبدى لي من ملحوظات عامة
و الله تعالى أعلم
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير