وقد أتى وفقه الله على أهم النقاط التي لوحظت على الكتاب، وأحب أن أزيد على ما تفضل به أخي أبو صفوت أن هذا الكتاب من الكتب المميزة حقاً في منهجه، ولو وفقت الباحثة إلى معرفة راسخة بأصول منهج الإمام الطبري في التفسير خاصة ومناهج المفسرين عامة، وأتعبت نفسها قليلاً في هذا السبيل لخرجت على المكتبة الإسلامية بكتابٍ فريد مميز، ولسلمت من السلبيات التي كانت من آثار قلة بضاعتها في العلم بالتفسير وأصوله، والباحثة في الأصل متخصصة في اللغة العبرية في دراستها الجامعية، وزوجها كذلك، وكتبت رسالتها في الماجستير في موضوع ذي صلة باللغة العبرية، ثم جاءت في الدكتوراه فكتبت في الإسرائيليات في تفسير الطبري ووازنتها بما في الأصول العبرية التي اطلعت عليها مع قلة بضاعتها في الجانب المتعلق بالتفسير.
وفي الحق إنها قد بذلت جهداً كبيراً في بحثها وعكفت على دراسة مسائله بجدية تحسب لها، وأنجزته - كما قالت - في وقت قياسي، وقد أعجبتني كلمة الدكتور عبدالصبور شاهين للباحثة عندما تقدمت بمخطط بحثها لتسجيله فقال لها كما ذكرتْ هي في مقابلتها: (ده شغل رجالة يا آمال مش شغل ستات!) غير أنها أصرت على بحث هذا الموضوع، فقال لها الدكتور عبدالصبور:أرجو أن تنجحي حتى تحفزي بنات جنسك وتصبح رسالتك الحقيقية أنه ليس هناك مستحيل أمام المرأة المسلمة ولكن أتوقع أن يستغرق ذلك منك وقتاً طويلاً وقد تستنفدين المدة القانونية المسموح لك بها وهي خمس سنوات وربما نمنحك فوقها مهلة أخرى!) والدكتور عبدالصبور شاهين من الباحثين الجادين وقد عرف مضايق البحث العلمي ومصاعبه، فكان أن أنجزت البحث في سنتين وشهرين بالضبط وحسب كما تقول، ولا شك أن من مارس البحث العلمي وعرف ما يتجشمه الباحث من العناء يقدر للباحثة الكريمة ما قامت به، وكما تفضل أخي الكريم أبو صفوت أن الكمال عزيز.
جزى الله الباحثة خيراً، وجزى أبا صفوت خيراً على عرضه للكتاب، وتنبيهه على ما فيه من مؤاخذات علمية بأدب وإنصاف.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[09 Nov 2007, 10:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت ما كتبه الاخ الموفق أبو صفوت، ةكنت قديما قد قرأت الكتاب وعذرت الباحثة لبعد موضوع البحث عن تخصصها وهنا لا املك إلا أن أقول غفرالله لاختنا ما وقع منها وجزاك الله كل خير أبا صفوت
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Nov 2007, 07:59 ص]ـ
جزاك الله خيرًَا أبا صفوت، وجزى الله الكاتبة خيرًا، فقد قدمت خدمة متميزة في هذا الكتاب، مع ما ذكرتم من هذه الأخطاء التي وقعت فيها، و ما ذاك إلا لعدم إلمامها بأصول التفسير ومناهجه، ودخولها إلى الموضوع بمقررات سابقة، وقد تنبهتم لهذا وأوضحتموه في نقدكم.
وأتمنى أن تستفيد الباحثة من مثل هذه الملحوظات.
وأستطرد فأقول: لقد وقعت على كتاب يتكلم عن التفسير والمفسرين، وعجبت له في إدخاله لأشياء في مصطلح (الدخيل) ـ أي: الدخيل على التفسير ـ ولم يبين هذا المصطلح فيما قرأت من كتابه، حتى أدخل علوم الأداء في التفسير، وصار يثبت أصالةً ودخيلاً فيها، فعجبت لذلك.
وأقول: إن من أخطائنا أن تستولي على أذهننا مصطلحات أو مواقف فنعبِّر عن كل شيء من خلالها، ولا نرى إلا من زواياها، فتخرج كتبنا وبحوثنا مليئة بالصفحات التي يمكن اختصارها وتركيز الفائدة العلمية من خلال صفحات أقل.
ولا شكَّ أن هذا يضعف البحث والتحقيق العلمي الذي يصل بالمسائل إلى النقاش الجاد، والهدف المنشود في الوصول إلى الحق.
وإني لأرى أن مبحث الإسرائيليات قد ظُلم في بحوثنا المعاصرة، (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا، اعدلو هو أقرب للتقوى).
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Nov 2007, 02:06 م]ـ
عرض موفق وأدب جم، وتناول علمي عز عن النظير، بل أعتبره مثالا لعفة اللسان مع عمق الرد وقوة الحجة، ولا أملك إلا أن أقول:
لعل الأخت الباحثة كانت ماهرة باللغة العبرية فحفزتها هذه المهارة للدخول فيما ليست ماهرة به، أو توافرت لديها العبرية المعربة، فولجت ميدانا لم تستذكره جيداً، لأن من تصدى قبلها للإسرائيليات والدخيل لم يذهب للتوراة وأسفار اليهود العبرية ـ فيما أعلم ـ ثم عارض، بل يكتفي بمجرد الأخذ بتعريف الإسرائيليات وكونها كل رواية دون الرواية الإسلامية أيا ما كان مصدرها، ولعل أبرز ما يميز البحث مسألة المقارنة، وليت الفاضلة الباحثة من المترددات على هذا الملتقى لتصوِّب أو ترد، فالعلم رحم بين أهله
وأكرر خالص تقدير ي لأبي صفوت، ولو كان الأمر بيدي لرفعته بهذا التقرير مكانا علمياً رفيعا.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[10 Nov 2007, 09:28 م]ـ
أساتذتي الفضلاء الدكتور عبد الرحمن والدكتور فاضل والدكتور مساعد والدكتور خضر:
أشكركم على إطلالتكم المباركة على هذه المقالة وأسأل الله أن ينفعني وينفع المسلمين بعلمكم
¥