ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[18 Nov 2007, 11:16 م]ـ
لقد طرح الأخ الفاضل الدكتور مساعد الطيار موضوعا يستحق التدبر والمناقشة لكن يبدو أن مفتاح فهم ذلك هو معرفة طبيعة المعجزة وهنا أسوق للاستئناس هذا النص للشيخ محمد متولي الشعراوي:"حين ياتي إنسان ويقول إنه رسول من عند الله جاء ليبلغ منهجه .. أنصدقه؟ .. أم أننا نطالبه بإثبات ما يقول؟ .. إذن كان لابد أن تجيء مع كل رسول معجزة تثبت صدقه في رسالته وفق بلاغه عن الله ..
ومعجزات الله تتميز عن أي معجزات أخرى تمييزا واضحا قادرا .. فهي أولا تاتي وتتحدى من أرسل فيهم الرسول فيما نبغوا فيه .. لماذا؟ لأن التحدي فيما لاينبغ فيه القوم لا يعتير تحديا .. فمثلا إذا جئنا ببطل العالم في رفع الأثقال .. وتحدينا به رجلا عاديا .. لا يكون هناك مجال للتحدي .. لماذا؟ لأن المتحدى لم ينبغ في نفس جنس العمل الذي أريد أن يتم فيه التحدي .. ولكننا إذا جئنا ببطلين من أبطال العالم .. فإن التحدي يكون بينهما واضحا .. ويكون له معنى ... "
إن المعجزة في الاصطلاح -كما هو معلوم - أمر خارق للعادة مقترن بالتحدي سالم من المعارضة .. فكيف نفهم التحدي دون نبوغ المتحدى في ما تحدي به؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Nov 2007, 01:44 ص]ـ
لقد اشتهر في كتابة من كتب عن معجزات الأنبياء أن ينبه على أن معجزة النبي (عليه السلام) تكون من جنس ما برع به قومه، وهذا الكلام فيه نظر من وجوه:
الأول: أن بعض الأنبياء (عليهم السلام) كان لهم أكثر من معجزة، ولا يلزم أن تكون كل معجزاتهم هذه من جنس ما برع بها أقوامهم، ومن ذلك: أن خروج إبراهيم (عليه السلام) من النار كان معجزة، فمالذي برع به قومه في هذا المجال؟!
الثاني: أن من يُمثِّل لهذه المسألة يذكر بروع قوم موسى (عليه السلام) بالسحر، وقوم عيسى (عليه السلام) بالطب، والعرب بالفصاحة والبلاغة بالنظم وتصريف القول، فجاءت معجزة كلٍّ من هؤلاء الأنبياء (عليهم السلام) وِفْقَ ما برع به قومه، وهذا الكلام يدخله النقد السابق، ويضاف إليه الآتي:
1 ـ من أين جاء أن قوم عيسى (عليه السلام) برعوا بالطب؟ إن عيسى (عليه السلام) قد أرسل إلى بني إسرائيل، ولم يشتهر عنهم أنهم برعوا بالطب.
ولعل أول من قال بهذا كان في ذهنه أن معجزة نبينا (صلى الله عليه وسلم) الكبرى كانت من جنس ما برع به قومه، فأجرى ذلك على غيره، ولما رأى من عيسى (عليه السلام) إبراء الأكمه والأبرص ظنَّ أن قومه برعوا بالطب.
2 ـ لو كان ما قالوه صحيحًا، فهل برع قوم عيسى (عليه السلام) بالكهانة ودعوى علم الغيب، وهو يقول لهم (وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ)؟!
صباح الأحد 8: 11: 1428
الحمد لله، ها أنا أقرأ للمرة الأولى تحليلا دقيقا صحيحا يقترب من تحديد مفهوم واضح لمسألة التحدي .. لقد كتبت حول هذا الموضوع بما يتفق مع رأي الدكتور مساعد الطيار في كتابي أسرار ترتيب القرآن قراءة معاصرة المطبوع عام 1994 تحت عنوان: الإعجاز والتحدي .. وكالعادة دائما وجدت الرافضين لكل جديد مسلحين بالموروث في انتظاري ...
وهو ما يحدث معي الآن في موضوع ترتيب القرآن الكريم ..
علي أن أنتظر بضع سنوات ليدرك بعض الناس الحقيقة أو جزءا منها ..
شكرا للدكتور مساعد الطيار.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[19 Nov 2007, 02:50 ص]ـ
إن هذا الطرح سيكون من ورائه- فعلا - خير كثير لكن الرجاء أن يتم تناوله بالحكمة والبرهان وفسح المجال لنقاش تسوده المودة وتقال فيه الكبوة بما يعود على البحث بفتح مبين على أن لا يعتبر كل قديم باطلا وكل جديد صوابا ...
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[19 Nov 2007, 06:40 ص]ـ
ما المانع أن يكون قول من قال: " إن معجزات الأنبياء تكون من جنس ما برع به قومه " أغلبيا و ليس مطردا؟
ثم كون السحرة كانوا في قوم موسى أكثر من غيرهم من الأمم هذا أمر ظاهر نوعا ما والله أعلم،
أرجو من المشايخ الفضلاء إثراء الموضوع أكثر، من حيث النقل، ومن حيث التحرير
ـ[أبو علي]ــــــــ[19 Nov 2007, 10:49 ص]ـ
السلام عليكم
الإخوة الكرام مشرفين وأعضاء.
لم يرسل الله مع رسوله موسى عليه السلام آية العصا التي تتحول إلى حية لأن قوم فرعون برعوا في السحر ولكن لهذه الأسباب:
فرعون ادعى أنه إلها، والإله ينبغي أن يكون ربا خلق، فالذي خلق هو الذي ينبغي أن يكون له الأمر (إله). فآتى الله رسوله موسى آية يتبين منها عملية خلق كائن حي من مادة ميتة، فإن كنت يا فرعون ربا فاخلق وهب الحياة لما خلقت، فإن فعلت عندئذ تستحق أن تكون إلها.
وليبرهن لفرعون أن الذي خلق من العصا حية هو رب موسى ورب العالمين فإنه آتى موسى آية في نفسه (يدخل يده في جيبه تخرج بيضاء من غير سوء، فإن كنت يا فرعون ربا وإلها فافعل مثل ذلك في موسى أو في غيره.
ولو ذهب موسى إلى فرعون وهو مازال ثقيل اللسان يتأتأ في الكلام لسخر فرعون من موسى وقال له: لو كان ربك هو الذي كلمك لأصلح العيب الذي في لسانك.
ولو ذهب موسى إلى فرعون لوحده لقال فرعون ومن معه: لو كان موسى صادقا لجاء معه أخوه مصدقا له ولما اكثرت بما يمكن أن أفعل بهما لأن إلههما معهما.
إذن فكل الآيات جاءت لتكذب ألوهية فرعون، لو كنت يا فرعون إلها
لكنت تعلم الغيب ولعلمت أن الصبي الذي ربيته سيكون عدوا لك.
ولو كنت يا فرعون إلها لكنت تعلم الغيب ولعلمت أن امرأتك ستؤمن بموسى.
الحكمة تقتضي أن يكون الوحي من الله إلى موسى بالتكليم المباشر لأن المرسل إليه يدعي أنه إلها، فلو كان الوحي من الله إلى موسى بواسطة جبريل لقال فرعون لموسى: كذب عليك جبريل هذا فلا إله غيري.
¥