تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نخلص من هذا أن الطب فيما قبل ظهور المسيح حتى ميلاده كان قائما على السحر والاستعانة بالشياطين، لا على العلم التجريبي كما كان بعد ظهور الإسلام، وهناك كان طب الأيورفيدا Ayurveda في الهند أيضا قبل الميلاد بحوالي 2500 سنة، وبغض النظر عن الوثنية التي ينتمي إليها هذا الطب، إلا انه يعتمد على التداوي بالعشب الواحد، واستخدام تقنيات الكشف والعلاج اليدوي، كالنظر في الأصابع والعينين وتفرس الوجه، والعلاج بالضغط والوخز والتدليك. وكان منتشرا في الدول العربية، حتى الطب النبوي يعتمد على العشبة الواحدة لا على التراكيب الدوائية والخلطات كما في الطب اليوناني، ولا يزال طب الأيورفيدا يمارس حتى اليوم، ويحصل فيه على أعلى الدرجات العلمية، فهو لم يكن قائما على السحر خلاف الطب اليوناني.

http://niramayaayurveda.com/images/ayurveda-medicine.jpg

طب الأيوروفيدا يعتمد على العشب الواحد لا على التراكيب الدوائية

ولكن في زمن المسيح عليه السلام شاع السحر الطبي بأقسامه وفروعه، في مصر والشام والعراق وما حولهم من بلدان محتلة من اليونانيين. راجع في هذا الباب (قطوف من تاريخ الطب) للكاتب د. بول غليونجي .. وكتاب (تاريخ الطب والصيدلة المصرية) للكاتب د. سمير يحيى الجمال من أربع اجزاء

والسحر الطبي، هو نوع من الطب الديني الوثني، ينقسم إلى أنواع وأقسام عديدة، أوجز بعضا منها على سبيل المثال (سحر الإمراض) فيصيب الساحر المريض بأنواع شتى من الأمراض بسحره وتسليط الشياطين عليه. (سحر التشخيص) حيث يتنبأ الساحر بما سيحل من أمراض وأوبئة ستحل بالبلاد، ويشخص عن طريق الكهانة والعرافة نوع المرض، ويتنبأ بعلاجه. (السحر العلاجي) ويصف في الساحر الوصفات السحرية لعلاج المرضى، (السحر الوقائي) وهو سحر تستخدم فيه التعاويذ والتمائم لمنع الإصابة بالأمراض وخصوصا الأمراض السحرية. راجع في هذا الباب إن شئت كتاب (بخور الآلهة دراسة في الطب والسحر والأسطورة والدين) تأليف خزعل الماجدي

على كل الأحوال فاليهود لنبوغهم في السحر على مر العصور، وشهرتهم زائعة الصيت، فمن الطبيعي أنهم كانوا يشكلون المنافس الكبير للطب اليوناني السحري الوثني، هذا بصفتهم أهل كتاب، فامتزج السحر بالدين السماوي، واختلط الحق فيه بلباطل، فكان مجيء المسيح عليه السلام بمعجزاته الطبية ضربة نجلاء في صلب ممارستهم الشيطانية، وداحضة لنبوغهم في الطب في ذاك الزمان، وكشفا للعقيدة الفاسدة.

قال تعالى: (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 49].

قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) [المائدة: 110].

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير