تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- أهي هامة مقارنة بالأفكار الأخرى التي يجب التركيز عليها؟

- إن كان التركيز على فكرة مختلف فيها سيؤدي حتما إلى تباعد وتنافر، فلماذا لا يتجنب الحديث فيها حرصا على عدم التباعد؟

- ...

4 - عدم إنهاء الحوار في اللحظة التي يكون فيها حساب المسافات ضارا بالعلاقة بين المتحاورين، أي عندما تصبح المسافة الجديدة الناتجة عن الحوار أبعد من المسافة التي انطُلٍق منها.

5 - عند الاضطرار لقطع الحوار، لسبب أو لآخر، فمن الضروري تلخيص ما تم التوصل إليه، وإيضاح الأمر حتى لا يؤدي قطع الحوار إلى توجيه رسالة سلبية وخاطئة للمحاور، قد لا تعبر عن حقيقة السبب الذي أدى إلى قطعه.

ويبقى أهم المسائل (في تقديري) في نجاح الحوار أن يتم التعامل مع المحاور كشخص مستقل عن غيره، وأن لا نحاكمه إلى أنماط جاهزة من الأشخاص نظن أنه يشبهها أو يعبر عنها، فيصبح حوارنا معه أشبه بالحوار مع الآخرين.

ومثال ذلك أن نعمد إلى البحث عن فكرة أو عبارة في كلام المحاور فنستنتج أنه ينتمي إلى فرقة أو مذهب أو طائفة، أو شيخ، فنعمد نتيجة ذلك إلى استحضار كل المقولات السائدة عن هذه الفرقة أو المذهب أو الطائفة أو الشيخ، ونستكمل حوارا معه على أساس هذه المقولات التي لم يقلها بالضرورة ... وهذا من أخطر الأساليب في الحوار، وعادة ما يؤدي إلى أحكام ظالمة في تقييم الأشخاص.

أعلم أن هذا الموضوع شديد الحساسية، لأنه يستدعي منا، نحن المسلمين، إعادة التفكير في ما اصطلح عليه بـ (علم الفرق) وتصنيف الفرق والمعتقدات إلى غير ذلك. ولعلي أعرض يوما ما، ما يزيد هذه الفكرة وضوحا. غير أنني أكتفي بقول ما يلي في هذا الخصوص:

بقطع النظر عن دراسة حديث الافتراق، أعتبر أن تصنيف الناس من خلال المقولات المشتركة أمر مستحيل منطقيا. وأنا أعتبر أن عقيدة الشخص هي بمثابة البصمة الشخصية التي لا يمكن لاثنين أن يشتركا فيها، وذلك من خلال استقرائي لعدد من النصوص الشرعية. ذلك لأن عقيدة الشخص ميدان متحرك على الدوام لا يمكن لأحد أن يتنبأ بمحصلته في لحظة ما، فما بالك بتحديده على فترة زمنية ممتدة لبضعة أيام أو شهور أو سنوات؟ فما بالك بتحديدها في آخر حياة شخص ما؟

ما يمكن لنا، كبشر، أن نقوله لتصنيف معتقدات الآخرين لا يتجاوز الحكم العام الذي نجده في القرآن الكريم، والذي يصنف البشر في أحد ثلاثة دوائر: الإيمان، الكفر، النفاق. ووضع شخص بعينه في أحد هذه الدوائر هو أقصى ما يمكن أن يصل إليه أحد في الحكم على الآخرين بدون أن يظلمهم أو يعتدي عليهم. وهو أصلا صعب للغاية لاستحالة الإحاطة بجميع المعتقدات الفكرية والعملية لأي شخص، حتى لو كان الأمر متعلقا بذواتنا، فكيف بغيرنا. فلو كان لأحدنا القدرة على تحديد محصلة معتقداته لكان له القدرة على معرفة حقيقة مآله في الآخرة، وهذا الأمر مستحيل. فكيف بنا إذا تعلق الأمر بالآخرين؟

أكتفي بهذا القدر، وسأعود لاستكمال حديثي لاحقا، بإذن الله.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2007, 02:22 م]ـ

أشكرك أخي الكريم على طرح موضوع (الحوار) للحوار في الملتقى، وهو موضوع جدير بالتأمل والنقاش، وإن كنت لم أستطع التركيز في رموزك التي فهمتُ بعضها، وأصل الموضوع ذو أهميةٍ للمتحاورين في المنتديات على الانترنت كثيراً ولا سيما مثل ملتقى أهل التفسير الذي يغلب عليه العناية بالحوارات العلمية الجادة، ويحرص القائمون عليه على استبعاد غيرها من الحوارات التي ليست كذلك بقدر المستطاع.

وليتنا نستطيع أن نناقش هذا الموضوع حتى نخرج بنتائج عملية يمكن تطبيقها، بحيث نستفيد منها قبل وأثناء وبعد الحوارات، علماً أن كثيراً من الموضوعات المطروحة ليست ذات طبيعة حوارية كالأخبار العلمية.

الموضوع ذو شجون أخي الكريم، وأرجو أن نقرأ في التعقيبات عليه قواعد عملية للحوارات العلمية، وقد كتب في موضوع الحوار وآدابه الكثير من البحوث والكتب، وليت بعض الإخوة يلخصها لنا هنا مشكوراً.

ولا شك أن الكمال هو في استكمال هذه الحوارات بأدب وعلم حتى تؤتي ثمارها نسأل الله أن يوفق لذلك بفضله.

ـ[علال بوربيق]ــــــــ[24 Dec 2007, 02:38 م]ـ

حواراتنا تحتاج إلى:

أولا: تصوير المسألة المتنازع فيها.

ثانيا: تحديد المحل المتنازع فيه.

ثالثا: سوق الأدلة الصحيحة الصريحة.

رابعا: الجمود على ظاهر النصوص دون الغوص في المعاني.

خامسا: مراعاة سنة الاختلاف. فهي سنة كونية وضرورة شرعية.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير