وفي قصة زواج زينب بنت جحش من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما نسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعلق قلبه بزينب بنت جحش مما يتبرأ منه عامة الناس فضلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأت في تتبع أسانيده في كيفية إنزال القران وتأكد لي أنها خالية من الصحة ومن بين هذه الآثار أربعة أسانيد فيها داود غير منسوب فبدأت بتتبع تفسير ابن جرير من أوله للوقوف على من اسمه داود منسوباً أو غير منسوب فوقفت على ما يلي:
1 - داود بن الجراح في صفحة 68 طبع المكتبة التجارية التي نشرتها دار الفكر والتي قدم لها خليل الميس في ذكر أسماء السور وبحثت عنه فلم أجد له ذكراً في التقريب.
2 - داود بن الحصين ذكر في تفسير قوله تعالى (وما يضل به إلا الفاسقين) صفحه 262وفي صفحة 465 وفي صفحة 470وفي صفحة 475 وفي صفحة 478 فغلب على ظني أنه داود الوارد في تفسير قوله تعالى (الذي أنزل فيه القرآن) وقد وصفه الحافظ ابن حجر في التقريب بأنه ثقة إلا في عكرمة ورمي برأي الخوارج فيكون في هذا الأثر علتان كونه غير ثقة في عكرمة وكونه رمي برأي الخوارج وهم يقولون بخلق القرآن ولما واصلت في قراءة تفسير بن جرير وجدته ذكر داود بن أبي هند في صفحه 608منسوبا ثم ذكره غير منسوب في صفحة 609وفي صفحة 723وقد لاحظت أن الطبري لما ساق أسانيده عن طريق داود غير منسوب ذكر في الأول والثاني والثالث روايته عن عكرمة وذكر في السند الرابع أنه رواه عن الشعبي والثابت عن الشعبي خلاف ذلك في تفسير هذه الآية فالمعروف عن الشعبي في تفسير: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أنه ابتدأ إنزاله وقد قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر).
وقال الشعبي: المعنى ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر ثم قال القرطبي وقيل بل نزل به جبريل عليه السلام جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا إلى بيت العزة وأملاه جبريل على السفرة ثم كان جبريل ينزله على النبي صلى الله عليه وسلم نجوماً نجوماً ثم قال القرطبي: قال ابن العربي وهذا باطل ليس بين جبريل وبين الله واسطة ولا بين جبريل ومحمد عليهما السلام واسطة وقد قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب عند كلامه على داود بن أبي هند إنه ثقة كان يهم بآخره وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب عنه وقال الأثرم عن أحمد: كان كثير الاضطراب والخلاف. ولا شك أن ما أسنده عن الشعبي يؤكد ما ذكره ابن حجر علماً بأن الله امتن على عباده بأنه أنزل القرآن في ليلة القدر فهل إنزاله إلى اللوح المحفوظ أو إلى بيت العزة يعتبر إنزالاً على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ليلة القدر ولما قال الكفار لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة رد الله عليهم بأنه لم ينزله جملة إنما فرقه ليثبت به فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد تابعت أسانيد ابن جرير ووجدته قد ذكر في سورة الحج قصة الغرانيق أورد فيها ثلاثة أسانيد من طريق داود بن أبي هند في صفحة 246 - 247 من المجلد العاشر،وذكر أن الشيطان ألقى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى، وهذا كاف في إثبات ما قال الأثرم عن أحمد في داود بن أبي هند إنه كان كثير الاضطراب والخلاف، قال القاضي أبو بكر ابن العربي عن قصة الغرانيق:ذكر الطبري في ذلك روايات كثيرة باطلة لا أصل لها.
وقال القاضي عياض عن حديث الغرانيق: هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل مع ضعف نقلته واضطراب رواياته وانقطاع إسناده وقال: من حملت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب وأكثر الطرق عنهم في ذلك ضعيفة واهية. والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.
عبد القادر شيبة الحمد
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية سابقاً
والمدرس في المسجد النبوي الشريف
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[26 Nov 2007, 08:08 ص]ـ
انظر: لهذا الرابط ففيه بعض المناقشات في هذه المسألة: http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=67373#post67373
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?goto=lastpost&t=10079
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[27 Nov 2007, 09:06 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=117277 هذا الرابط في ملتقى أهل الحديث ستجد فيه بعض المناقشات من بعض القراء والمشاركين في هذه المسألة.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Nov 2007, 10:09 ص]ـ
مرحبا بشخنا الفاضل شيبة الحمد وبكاتبه الأمين أبي عبد الله رعاه الله وأقول في مثل هذه المسألة لا نعول كثيراً على المرويات بقدر تعويلنا على القرآن ذاته، فكما هو معلوم ـ بداهة ـ أن أفضل أنواع التفسير وأشرفها على الإطلاق تفسير كلام الله بكلام الله، وعلى هذا فإننا نعقد أن كل الأيات التي تحدثت عن نزول القرآن الكريم نزول القرآن الكريم مبينة في ضوء قوله تعالى: " نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين" وسواء أنزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا إلى قلب نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أم نزل من اللوح المحفوظ إلى قلب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مباشرة دون المرور بمواقع النجوم أو ....... فإن هذه أقوال ضعف منها ما ضعف وقوي منها ما قوي، وفي نهاية المطاف القرآن نزل على قلب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ محفوفاً بحفظ الله ورعاية كما هو بين الدفين الآن والله الموفق للصواب. والباب مفتوح للعلم والإفادة والمدارسة.
¥