ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 Dec 2007, 12:07 م]ـ
إلحقاً لما سبق وتكملة له هذا مقال للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حفظه الله
هل جاء في القران الكريم أو صحيحي البخاري ومسلم أو أبي داود أو الترمذي أو ابن ماجة أو في النسائي في المجتبي شيء اسمه (بيت العزة في السماء الدنيا)؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين الذي لم يخرج من الدنيا إلا بعد أن أكمل الله له الدين وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين، أما بعد فانه مما لاشك فيه انه لم يرد في القران العظيم ولا في صحيحي البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي في المجتبي وابن ماجة ذكر لبيت العزة في السماء الدنيا وقد جاء ذكر اللوح المحفوظ والبيت المعمور في القران العظيم وفي الصحيحين ولا سيما في ليلة المعراج ولم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر صحيح مسند عن بيت العزة في السماء الدنيا ولا انه ذكر أيام حياته صلوات الله وسلامه عليه.
وقد جاء في المعجم الكبير للطبراني قال حدثنا عبدالله بن محمد بن سعيد ابن أبي مريم حدثنا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا سفيان عن الأعمش عن حسان أبي الأشرس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فصل القران من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا فجعل جبريل ينزله على النبي صلى الله عليه وسلم يرتله ترتيلا انتهى.
وأول رجال هذا السند كذاب يروي الأباطيل كما جاء في كتاب الكامل للضعفاء انه يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل،وجاء في لسان الميزان قال:قال ابن عدي أما أن يكون مغفلاً أو متعمدا فاني رأيت له مناكير انتهى.
وأما حسان أبو الأشرس فانه لم يرو له احد من أصحاب الكتب الستة إلا النسائي في الكبرى والمعروف أن النسائي لما ألف السنن الكبرى أهداها إلى أمير الرملة فقال له الأمير: هل فيها حديث ضعيف؟ قال نعم فطلب منه أن يجردها من الضعيف فألف المجتبي ولم يورد هذا الحديث فيه مع أن سنده في الكبرى من طريق الفريابي عن سفيان وقد أشار في التقريب عن الفريابي انه ثقة وفيه مقال في روايته عن سفيان وحده.
وأما السند الثاني للطبراني في المعجم الكبير ففيه جمهور بن منصور وعمرو بن عبدالغفار وكلاهما لا ذكر له في التقريب.
وقد رواه ابن أبي شيبة في المصنف من طريق معاوية بن هشام قال في التقريب: صدوق له أوهام. وفي هذا السند أيضا عمار ابن رزيق قال في التقريب: مقبول يروي المراسيل. وأما ما رواه الحاكم في المستدرك ففيه الحسن ابن حفص وهو لا وجود له في التقريب. وفي السند الثاني في المستدرك إسحاق ابن الحسن وهولا وجود له في التقريب أيضا وكلا السندين فيهما حسان أبو الأشرس علما بأن الخطيب البغدادي ذكر أن الحاكم كان يميل إلى التشيع، والله أعلم.
عبدالقادر شيبة الحمد
المدرس بالمسجد النبوي وعضو هيئة التدريس
بقسم الدراسات العلياء بالجامعة الإسلامية سابقاً
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 Dec 2007, 10:56 م]ـ
إلحقاً لما سبق وتتمة له قال الشيخ عبد القادر شيبة الحمد حفظه الله: قال ابن كثير في البداية والنهاية: قال الخطيب البغدادي: كان ابن البيع يميل إلى التشيع, فحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي, قال: جمع الحاكم أبوعبدالله أحاديث زعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم, يلزمهما إخراجها في صحيحيهما, فمنها حديث الطير, "ومن كنت مولاه فعلي مولاه", فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك ولم يلتفتوا إلى قوله ولاموه في فعله.
وقال محمد بن طاهر المقدسي: قال الحاكم: حديث الطير لم يخرج في الصحيح وهو صحيح, قال ابن طاهر: بل موضوع لا يروى إلا عن إسقاط أهل الكوفة من المجاهيل, عن أنس, فإن كان الحاكم لا يعرف هذا فهو جاهل, وإلا فهو معاند كذاب.
2 - وفي طبقات الشافعية: قال الخطيب البغدادي كان ثقة وكان يميل إلى التشيع قال الذهبي: هو معظم للشيخين بيقين ولذي النورين وإنما تكلم في معاوية فأوذي قال: وفي المستدرك جملة وافرة على شرطهما وجملة وافرة على شرط أحدهما لعل مجموع ذلك نحو نصف الكتاب وفيه نحو الربع مما صح سنده وفيه بعض الشيء معلل وما بقي _ وهو الربع _ مناكير وواهيات لا تصح وفي ذلك بعض الموضوعات قد أعلمت عليها لما اختصرته.
3 - وقال صاحب كتاب الوافي في الوفيات: قال ياقوت: قال محمد بن طاهر المقدسي: سألت الإمام أبا إسماعيل عبدالله بن محمد الأنصاري بهراة عن أبي عبدالله الحاكم النيسابوري فقال: ثقة في الحديث رافضي خبيث قال: وكان الحاكم شديد التعصب للشيعة في الباطن وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة وكان منحرفاً عن معاوية غالياً فيه وفي أهل بيته يتظاهر به ولا يعتذر منه. وقال ابن طاهر: ومن بحث عن تصانيفه رأى فيها العجايب من هذا المعنى خاصة الكتاب الذي صنفه وسماه فيما زعم المستدرك على الصحيحين لعل أكثره إنما قصد به ثلب أقوام ومدح أقوام وقال أبو سعد الماليني: طالعت كتاب المستدرك على الشيخين الذي صنفه الحاكم من أوله إلى آخره فلم أر فيه حديثاً على شرطهما.
و الله اعلم.
عبدالقادر شيبة الحمد
المدرس بالمسجد النبوي وعضو هيئة التدريس
بقسم الدراسات العلياء بالجامعة الإسلامية سابقا
¥