تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"نعني بالاتجاه التجزيئي المنهج الذي يتناول المفسر ضمن إطاره القرآن الكريم آية فآية وفقا لتسلسل تدوين الآيات في المصحف. و المفسر في إطار هذا المنهج يسير مع المصحف و يفسر قطعاته تدريجيا بما يؤمن به من أدوات و وسائل للتفسير من الظهور و المأثور من الأحاديث أو بلحاظ الآيات الأخرى التي تشترك مع تلك الآية في مصطلح أو مفهوم، بالقدر الذي يلقي ضوءا على مدلول القطعة القرآنية التي يراد تفسيرها مع أخذ السياق الذي وقعت تلك القطعة ضمنه بعين الاعتبار من كل تلك الحالات"

3 - ثم تحدث عن نشأة التفسير التجزيئي منذ زمن الصحابة و التابعين، حتى انتهى إلى أوسع صورة بأواخر القرن الثالث و أوائل القرن الرابع، بما قدمه الإما الطبري و ابن ماجه ...

4 - ثم بين هدف هذا الاتجاه في رأيه:

"إنه كان يستهدف فهم مدلول الله و حيث إن فهم مدلول الله كان بالبداية متيسرا لعدد كبير من الناس ثم بدأ اللفظ بتعقد من حيث المعنى بمرور الزمن و ازدياد الفاصلو تراكم القدرات و التجارب و تطور الأحداث و الأوضاع.

من هنا توسع التفسير التجزيئي تبعا لما اعترض النص القرآني من غموض و من شك في تحديد مفهوم الله حتى تكامل في الطريقة التي نراها في موسوعات التفسير حيث إن التفسير يبدأ من الآية الأولى من سورة الفاتحة إلى سورة الناس فيفسر القرآن آية آية؛ لان الكثير من الآيات بمرور الزمن أصبح معناها و مدلولها اللفظي بحاجة إلى إبراز أو تجربة أو تأكيد و نحو ذلك و هذا هو التفسير التجزيئي"

5 - و يقول إن حصيلة هذا الاتجاه:

" تساوي على أفضل تقدير مجموعة مدلولات القرآن الكريم ملحوظة بنظرة تجزيئية أيضا، أي أنه سوف نحصل على عدد كبير من المعارف و المدلولات القرآنية، لكن بحالة تناثر و تراكم عددي دون أن نكتشف أوجه الارتباط، دون أن نكتشف التركيب العضوي لهذه المجاميع من الأفكار ... "

" و قد أدت حالة التناثر و نزعة الاتجاه التجزيئي إلى ظهور التناقضات المذهبية العديدة في الحياة الإسلامية؛ إذ كان يكفي أن يجد هذا المفسر أو ذاك آية تبرر مذهبه لكي يعلن عنه و يجمع من حوله الأنصار و الأشياع "

6 - و منها إلى تعريف الاتجاه التوحيدي أو الموضوعي، يقول:

"لا يتناول تفسير القرآن آية فآية ... بل يحاول القيام بالدراسة القرآنية لموضوع من موضوعات الحياة العقائدية أوالاجتماعية أو الكونية فيبين و يبحث و يدرس .. "

7 - يستهدف: "من القيام بهذه الدراسات تحديد موقف نظري للقرآن الكريم و بالتالي للرسالة الإسلامية من ذلك الموضوع من موضوعات الحياة أو الكون"

8 - ثم تحدث عن حاجة التفسير الموضوعي للتجزيئي:

"ينبغي أن يكون واضحا أن الفصل بين الاتجاهين ليس حديا على مستوى الواقع العملي و الممارسة التاريخية لعملية التفسير لان الاتجاه الموضوعي بحاجة إلى تحديد المدلولات التجزيئية في الآيات التي يريد التعامل معها ضمن إطار الموضوع الذي يتبناه. كما أن الاتجاه التجزيئي قد يعثر في أثناء الطريق بحقيقة قرآنية من حقائق الحياة الأخرى، و لكن الاتجاهين على أي حال يظلان على الرغم من ذلك مختلفين في ملامحهما و أهدافهما و حصيلتهما الفكرية. و مما ساعد على شيوع الاتجاه التجزيئي للتفسير، و سيطرته على الساحة قرونا عديدة، (النزعة الروائية و الحديثية للتفسير)، حيث أن التفسير لم يكن في الحقيقة و في البداية، إلا شعبة من الحديث بصورة أو بأخرى، و كان الحديث هو الأساس الوحيد تقريبا مضافا إلى بعض المعلومات اللغوية و الأدبية و التاريخية، و كان هو الأساس الوحيد مضافا إلى بعض هذه المعلومات التي يعتمد عليها التفسير طيلة فترة طويلة من الزمن."

9 - ثم اعتبر كون التفسير التجزيئي يعتمد على الروايات أنه أمر سلبي:

"و من هنا لم يكن بإمكان تفسير يقف عند حدود المأثور من الروايات عن الصحابة و التابعين و عن الرسول و الأئمة، الروايات التي كانت تثيرها استفهامات عقلية على الأغلب من قبل الناس، ... لم يكن بإمكانه -يعني التفسير التجزيئي -أن يتقدم خطوة أخرى، و أن يحاول تركيب مدلولات القرآن و المقارنة بينها، و استخراج النظرية من وراء هذه المدلولات اللفظية، التفسير كان يطبعه تفسيرا لفظيا، تفسيرا للمفردات لما استبدل من المفردات و شرح بعض المستجد من المصطلحات، و تطبيق بعض المفاهيم على أسباب النزول، و مثل هذه العملية لم يكن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير