تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بإمكانها أن تقوم بدور اجتهادي مبدع، في التوصل إلى ما وراء المدلول اللغوي و اللفظي، التوصل إلى ألافكار الأساسية التي حاول القرآن الكريم أن يعطيها؛ من خلال المتناثر من آياته الشريفة"

10 - ثم قارن بين الداراسات القرآنية و الدراسات الفقهية -التي انتشر بها الاتجاه الموضوعي التوحيدي- فهو يرى:

"بأن الاتجاه الموضوعي خطى بالفقه خطوات نحو التقدم و تطوير الفكر الفقهي، و إثراء الدراسات العلمية في هذا المجال، بقدر ما ساعد انتشار الاتجاه التجزيئي في التفسير على إعاقة الفكر الإسلامي القرآني عن النمو المكتمل و ساعد على إكسابه حاله تشبه الحالات التكرارية، حتى نكاد نقول إن قرورنا من الزمن متراكمة مرت على تفاسير الطبري و الرازي و الشيخ الطوسي لم يحقق فيها الفكر الإسلامي مكاسب حقيقية جديدة، ... "

11 - و شرع يبين السر في هذه الإعاقة التي يسببها الاتجاه التجزيئي:

"أولا لأن المفسر التجزيئي دوره على الأغلب سلبي؛ فهو يبدأ أولا بتناول النص القرآني المحدد آية مثلا، أو مقطعا قرآنيا دون أي افتراضات أو طروحات مسبقة، و يحاول أن يحدد المدلول القرآني على ضوء ما يسعفه به اللفظ مع ما يتاح له من القرائن المتصلة و المنفصلة، العملية في طابعها العام، عملية تفسير نص معين و كأن دور النص فيها دور المتحدث و دور النفسر هو الإصغاء و التفهم، و هذا ما نسميه بالدور السلبي. المفسر هنا شغله أن يستمع لكن بذهن مضيء بفكر صاف، بروح محيطة بآداب اللغة و أساليبها، في التعبير بمثل هذه الروح، بمثل هذه الذهنية و بمثل هذا الفكر ... فهو ذو دور سلبي و القرآن ذو دور إيجابي"

12 - أما حال المفسر بالإتجاه الموضوعي:

"يطرح بين يدي النص موضوعا جاهزا مشربا بعدد كبير من الأفكار و المواقف البشرية؛ و يبدأ مع النص القرآني حوارا سؤال و جواب، المفسر يسأل و القرآن يجيب على ضوء الحصيلة التي استطاع أن يجمعها من خلال التجارب البشرية الناقصة ... فيجلس بين يدي القرآن الكريم، لا يجلس ساكتا ليستمع فقط بل يجلس محاورا، يجلس سائلا و مستفهما و متدبرا؛فيبدأ مع النص القرآني حوارا حول هذا الموضوع"

13 - ثم يقارن في ضوء هذا بين الاتجاهين:

"فهنا يلتحم القرآن بالواقع -في التفسير الموضوعي- يلتحم القرآن مع الحياة؛ لأن التفسير يبدأ من الواقع و ينتهي إلى القرآن، لا أنه يبدأ من القرآن و ينتهي بالقرآن -كما في الاتجاه التجزيئي -؛ فتكون عملية منعزلة عن الواقع منفصلة عن تراث التجربة البشرية، بل هذه العملية تبدأ من الواقع و تنتهي بالقرآن، بوصفه القيم و المصدر الذي يحدد على ضوئه الاتجاهات الربانية بالنسبة إلى ذلك الواقع"

14 - ثم يشير إلى عطاء القرآن الذي لا ينفذ:

"هذا العطاء الذي لا ينفذ للقرآن هذه المعاني التي لا تنتهي للقرآن، التي نص عليها القرآن نفسه، و نصت عليه أحاديث أهل البيت عليهم الصلاة و السلام،هذه الحالة من عدم النفاذ، تكمن في هذا المنهج، منهج التفسير الموضوعي؛ لاننا نستنطق القرآن و أن في القرآن علم ما كان ... "

كتاب المدرسة القرآنية، محاضرات محمد باقر الصدر، دار النعارف للمطبوعات بيروت. ط 2، سنة 1981م

**رقمتُ الفقرات ليسهل التعليق عليها- إن شاء الله -

يتبع -بعون الله-أبرز أفكار الدرس الثاني، و الملاحظات =

ـ[الجكني]ــــــــ[09 Dec 2007, 01:27 م]ـ

أترك التعليق للمشايخ المختصين العالمين بدقائق ودلالات هذا الكلام كله، لكن استوقفتني الجملة:

و هناك التفسير الذي يركز على الحديث و يفسر النص القرآني بالمأثور (عنهم عليهم السلام) أو بالمأثور عن الصحابة و التابعين

فهي ذات دلالات واضحة للمنهج والمشرب لدى المؤلف.

والله أعلم.

ـ[النجدية]ــــــــ[28 Dec 2007, 11:27 ص]ـ

بسم الله ...

و في الدرس الثاني تابع المؤلف بيان الفروق بين التفسير التجزيئي - كما سماه - و بين التفسير الموضوعي، و قال:

الفارق الرئيسي الأول هو الوضوعي يبدأ بالواقع الخارجي بحصيلة التجربة البشرية يتزود بكل ما وصلت إلى يده من حصيلة هذه التجربة و من أفكارها و من مضامينها، ثم يعود إلى القرآن ليحكم القرآن، و يستنطقه، و يكون دوره دور المستنطق و دور الحوار و يكون للمفسر دورا إيجابيا أيضا.

و صاغ هذا بخلاصة قائلا:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير