ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Oct 2008, 12:36 م]ـ
الأخت الكريمة النجدية
لو قارنا التفاسير القديمة بتفسير الظلال مثلا من حيث مراعاة السياق، ماذا سنجد؟
ولو قارنا بتفسير الأساس لسعيد حوى ومراعاته لسياق الآيات ومناسبة السور؟
هذا تطور طبيعي في طرائق تناول النص الكريم، ولا علاقة لذلك بفضل العلماء الذين
لهم فضل السبق. ومعلوم أنّ القرون الأخيرة هي قرون الانفجار المعرفي والمفاجآت
قادمة والقرآن لا تنقضي عجائبه.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Oct 2008, 01:10 م]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو البيراوي .. أشكر لك مداخلتك .. والتي قلت فيها:
بعد الإذن من الأخ الكريم فهد اقول:
لا نستطيع تسمية تفسير المفسرين القدماء بأنه تحليلي، لأنه يقوم بتفسير معاني الألفاظ
من غير مراعاة الربط مع السياق والخروج بمعاني مستنبطة من النص.
ينبغي لنا قبل أن نطلق اسم التفسير التحليلي على عمل المفسرين، أن نعرف ما ذا يراد بهذا المصطلح، والمصطلحات العلمية من أهم المسائل التي عني العلماء بضبطها وتحريرها، فليس إطلاق اسم التفسير التحليلي أو عدمه مجرد رأي، وإنما هو نظرٌ في حدود التعريف ومعرفة مدى انطباقه على عمل المفسرين ـ هذا مع كون هذا المصطلح لا يزال حديثاً وبحاجة إلى مراجعة ـ.
وقد عرّف عدد من المؤلفين التفسير التحليلي:
يقول الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد: " التفسير التحليلي: وهو الذي يتبع فيه المفسر ترتيب المصحف، فيشرح جملة من الآيات، أو سورة، أو القرآن كله على نمط الموضعي، ويبين ما يتعلق بكل آية من: مناسبتها، وسبب نزولها، ومفرداتها، ونحو ذلك مما يتقرر به معناها ". [المدخل إلى التفسير الموضوعي: 16].
ويقول الدكتور صلاح الخالدي: " التفسير التحليلي: حيث يقف المفسر أمام كلِّ آية، ويقوم بتحليلها تحليلاً موسعاً مفصَّلاً، ويتحدث أثناء التحليل عن مختلف الموضوعات والمباحث والمسائل، في العقيدة واللغة والنحو والبلاغة، وفي الروايات والأخبار والقراءات، وفي الأحكام والتشريعات، وفي الخلافيات والمناقشات والأدلة والبراهين". ثم ضرب أمثلة ذلك بتفسير الزمخشري والبيضاوي والنسفي وابن جزي الكلبي وابن كثير وابن عطية وأبي السعود والقاسمي والطبري والرازي والآلوسي والبقاعي وابن عاشور ثم قال: " ويجمع بين هذه التفاسير كلها، أنها تفاسير تحليلية، على اختلاف مناهجها والمدارس التي انتمى لها مفسِّروها ". [التفسير الموضوعي: 27 ـ 28].
فأنت تجد بارك الله فيك أن من كتب في التفسير الموضوعي قد أدرج التفاسير السابقة في التفسير التحليلي، فإخراجك لهذه الكتب عن هذا اللون من التفسير بحاجة إلى تأمل.
كما أن الخلاف ليس في دخولها أو خروجها من هذا النوع من التفسير وإنما في جعل التفسير الموضوعي في مقابلها، ثم بيان فضله عليها، والتقليل من شأنها.
وأما ما ذكرته من أن تلك التفاسير لم تراعِ السياق ولم تخرج بمعانٍ مستنبطة من النص، فلا أدري أهو من استقراء لتلك الكتب أو مجرد رأي، لأنني أجد كثيراً من تلك العناية في كتب المفسرين السابقين وقد كُتبت دراسات في هذا الباب ..
أسأل الله التوفيق والسداد والله أعلم ..
12/ 10 / 1429هـ