تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم ذكر الله تعالى العدل بين النساء، وأن العدل في الحب القلبي وميل القلب، لا يقدر عليه أحد، وإنما الواجب العدل بينهن في النفقة والقسم، لذلك قال الله تعالى: ((فلا تميلوا كل الميل فتذروها كل المعلقة)) الآية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)) أخرجه أصحاب السنن.

وأمر بالعدل مع الوالدين والأقربين ومع النفس، في الشهادة والإقرار، ((يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ... )) الآية.

وذكر من أصناف أهل الظلم، المنافقين وقد سبق ذكر شيء من أوصافهم ثم ذكر الله عقابهم وثوابهم وأنهم في الدرك الأسفل من النار.

وذكر الله ما يجوز لمن ظُلِم أن يخبر به عن ظلم من ظلمه، أو من نزل على قوم فلم يحسنوا ضيافته، أن يخبر عن ذلك، وقد ذُكِر هذين المعنيين عن السلف.

وذكر الله اليهود وهم أهل الظلم والطغيان، وذكر أنواع الظلم التي اجتمعت فيهم، من عبادة العجل، والإشراك بالله تعالى، وقتل الأنبياء، ونقض المواثيق، وتعديهم في قصة السبت، وقولهم على مريم بهتانا عظيما، لعنهم الله، وظنهم أنهم قتلوا المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وما قتلوه، فلما ذكر الله هذا كله عنهم قال: ((فبظلم من هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا)) الآيات

ومن عدله سبحانه لم يجعل اليهود كلهم أهل ظلم بل هناك منهم من تاب وأسلم واتبع النبي الأمي محمداً صلى الله عليه وسلم مثل عبد الله بن سلام.

ومن عدله سبحانه أن أرسل الرسل لتقوم الحجة على العباد، كما قال تعالى: ((لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل))

فهو سبحانه لا يعذب أحدا من خلقه قبل بعثة الرسل.

وذكر الله في ختام السورة أهل الكتاب ونهاهم عن الغلو وهو مجاوزة الحد، ونهاهم عن الشرك الذي هو الظلم العظيم والافتراء المبين.

هذا والحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة، ولم أتعرض لجميع الآي، إلا لما كان ظاهرا في المعنى العام، و ما لم يكن كذلك، فلم أتكلف استخراج هذا المعنى منه، و أعوذ بالله أن أقول في القرآن برأي، والله تعالى أعلم، ونسبة العلم إليه أسلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير