تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ): (وتُسمَّى (سُورةَ الْمُعْصِراتِ)؛ لقَولِه تعالى فيها: {وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا}). [التحرير والتنوير: 30/ 5]

ذكر من سمى السورة بهذا الاسم

قالَ أَحْمَدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ (ت:381هـ): (الْمُعْصِرَاتُ). [الغاية:127]

قالَ أَحْمَدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ (ت:381هـ): (سُورَةُ الْمُعْصِرَاتِ). [المبسوط: 458]

الاسم الخامس: السورة التي يُذكر فيها: (عم يتساءلون)

سبب التسمية

قلت: (هَذِهِ المسْأَلَةُ حَقُّها أنْ تُبْحَثَ فِي الأُصُولِ في مُقَدمَة الكتابِ ثُمَّ يُشَارَ إِلَيها فيمَا بَعْدُ، لِئَلاَّ يُكَرَّرَ القولُ فِيهَا في كِلِّ سُورَةٍ، وَهِيَ مَسْأَلَةٌ فِيهَا نُقُولٌ كَثِيرةٌ عَنْ أهلِ العِلمِ، وَأَحَادِيثُ وآثارٌ مِنهَا مَا يَصِحُّ رِوَاية، واختلفَ في دَلالتِهِ، وَمِنهَا مَا هُو صَرِيحُ الدَّلالَةِ غَيرَ صَحِيحِ الرِّوَايَةِ، لَكِنِّي أَذْكُرُ لَكَ عَرْضًا مُخْتَصَرًا لِهَذَا القولِ، وكلاماً لبعضِ أَهْلِ العِلمِ يُعَرِّفُ ببَعْضِ مَسَالِكِ العُلَمَاءِ في هَذِهِ المسأَلَةِ.

فأقول: أَشْهَرُ مَا اسْتَدَلَّ بهِ مَن سَلَكَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ فِي تَسْمِيةِ السّوُرِ حَدِيثانِ:

الأوَّلُ: حَدِيثُ عُثْمَان بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ((كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَان يَنْزِل عَلَيْهِ مِنْ السُّوَر ذَوَات الْعَدَد، فَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الشَّيْء يَدْعُو بَعْض مَنْ يَكْتُب عِنْده فَيَقُول: ((ضَعُوا هَذَا فِي السُّورَة الَّتِي يُذْكَر فِيهَا كَذَا)) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاودَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَغَيرُهُمْ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي تَصْحِيحِهِ. ولا دَلالةَ فيهِ عَلَى النَّهْيِ عَنْ أَنْ يُقَالَ: (سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا).

الثَّانِي: حَدِيثُ أَنَسِ بنِ مَالكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا: ((لا تَقُولُوا: سُورَةُ البَقَرَةِ، ولا سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ، وَلا سُورَةُ النِّسَاءَ، وَكَذَا القُرْآنُ كُلُّهُ، وَلَكِنْ قُولُوا: السُّورَةُ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا البَقَرةُ، وَالَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا آلُ عِمْرَانَ، وَكَذا القُرْآنُ كُلُّهُ)) رَوَاهُ الطَّبَرانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَهُو ضَعِيفٌ جِدًّا.

وَمِنْ أَكْثَرِ مَا أَثَارَ هَذِهِ المسْألَةَ نَهْيُ الحَجَّاجِ بنِ يُوسُفَ عَنْ أَنْ يُقَالَ: سُورَةُ كَذَا وسُورَةُ كَذَا، إِذْ وَافَقَهُ بَعْضُ السَّلَفِ، وَأَنكَرَ بَعْضُهُمْ قَولَه.

وَالصَّحِيحُ المُعْتَمَدُ جَوازُ أَنْ يُقَالَ: سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا؛ لِكَثْرَةِ الأَحَادِيثِ وَالآثَارِ الوَارِدَةِ فِي ذَلِكَ، وَعَلَيهِ جَرَى الصَّحَابةُ وَالتَّابِعونَ وَجمَاهِيرُ العُلَمَاءِ).

قالَ أَبو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت:671هـ): (قوْله: ((فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَة)) فيهِ جَوَاز قَوْل سُورَة الْبَقَرَة وَسُورَة النِّسَاء وَسُورَة الْمَائِدَة وَنَحْوهَا وَمَنَعَهُ بَعْض السَّلَف وَزَعَمَ أَنَّهُ لا يُقَال إِلا السُّورَةُ الَّتِي يَذْكُرُ فِيهَا الْبَقَرَة وَنَحْو هَذَا، وَهَذَا خَطَأٌ صَرِيحٌ، وَالصَّوَابُ جَوَازُه، فَقَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيح فِي أَحَادِيث كَثِيرَة مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَلامِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَغَيْرهمْ). [المنهاج:2/ 212]

قالَ أَبو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت:671هـ): (قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلاَ تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ)) مَعْنَاهُ: الْآيَة الَّتِي نَزَلَتْ فِي الصَّيْف، وَهِيَ قَوْل اللَّه تَعَالَى: {يَسْتَفْتُونَك قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} إِلَى آخِرهَا، وَفِيهِ: دَلِيل عَلَى جَوَازِ قَوْلِ: سُورَة النِّسَاءِ، وَسُورَة الْبَقَرَة، وَسُورَة الْعَنْكَبُوت، وَنَحْوهَا، وَهَذَا مَذْهَب مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ مِنْ الْعُلَمَاء، وَالْإِجْمَاعُ الْيَوْمَ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير