مُنْعَقِدٌ عَلَيْهِ، وَكَانَ فِيهِ نِزَاعٌ فِي الْعَصْرِ الأَوَّلِ، وَكَانَ بَعْضهمْ يَقُول: (لا يُقَال سُورَة كَذَا، إِنَّمَا يُقَال: السُّورَة الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا) وَهَذَا بَاطِل مَرْدُود بِالْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَة، وَاسْتِعْمَال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدهمْ مِنْ عُلَمَاء الْمُسْلِمِينَ، وَلا مَفْسَدَة فِيهِ لأَنَّ الْمَعْنَى مَفْهُوم، وَاللَّهُ أَعْلَم). [المنهاج:2/ 332]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بنُ عُمَرَ ابنُ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت:774هـ): ( ... فِي الصَّحِيحَينِ عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَرْمِي الجَمْرَة مِنَ الوَادِي وَيَقُولُ: ((هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ)) وَكَرِهَ بَعْضُ السَّلَفِ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرَوا إِلا أَنْ يُقَالَ: (السُّوَرةُ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا)، كَمَا تَقَدَّمَ مِن رِوَايَةِ يَزِيدَ الفَارِسِيِّ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُثْمَانَ أَنَّهُ قَالَ: ((إِذَا نَزَلَ شَيٌء مِنَ القُرْآنِ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((اجْعَلُوا هَذَا فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا)) وَلا شَكَّ أَنَّ هَذَا أَحْوطُ وَأَوْلَى، وَلَكِنْ قَدْ صَحَّتِ الأَحَادِيثُ بالرُّخْصَةِ فِي الآخَرِ، وَعَلَيهِ عَمَلُ النَّاسُ اليَوْم فِي تَرجَمَةِ السُّوَرِ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَباللهِ التَّوفِيق). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 76]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حَجَرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وَقَدْ تَمَسَّكَ بِالاحْتِيَاطِ الْمَذْكُورِ جَمَاعَةٌ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ مِنْهُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ أَبِي حَاتِم وَمِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ الْكَلْبِيُّ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَنَقَلَهُ الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَن الْحَكِيم التِّرْمِذِيِّ أَنَّ مِنْ حُرْمَة الْقُرْآن أَنْ لا يُقَال: (سُورَة كَذَا؛ كَقَوْلِك سُورَة الْبَقَرَة وَسُورَة النَّحْل وَسُورَة النِّسَاء، وَإِنَّمَا يُقَالُ: السُّورَة الَّتِي يُذْكَر فِيهَا كَذَا)،وَتَعَقَّبَهُ الْقُرْطُبِيُّ بِأَنَّ حَدِيثَ أَبِي مَسْعُودٍ يُعَارِضُهُ.
وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ: لا مُعَارَضَة مَعَ إِمْكَان، فَيَكُونُ حَدِيثَ أَبِي مَسْعُودٍ وَمَنْ وَافَقَهُ دَالاًّ عَلَى الْجَوَازِ، وَحَدِيثُ أَنَسٍ إِنْ ثَبَتَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ خِلافُ الأَوْلَى وَاللَّهُ أَعْلَم). [فتح الباري:14/ 260]
قلت: (وَهَذَا الجَمْعُ لا يَصِحُّ، إِذْ كَيفَ يَكُونُ غَالِبُ استِعْمَالِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ وَعُلَمَاءُ الأُمَّةِ خِلافَ الأَوْلَى، غَايةُ مَا يَبْلُغُ هَذَا القَولُ أَنْ يَدُلَّ عَلَى جَوَازِ تَسْمِيَةِ السُّوَرِ عَلَى هَذَا النَّحْوِ، دَونَ أَنْ يُعْتَقَدَ الطَّعْنُ فِي خِلافِ ذَلِكَ، وَمَنْ جَنَحَ إِلَى الطَّعْنِ فَقَدْ أَخْطَأَ خَطَأً شَنِيعاً، وَالإِجْمَاعُ الَّذِي نَقَلَهُ النَّوَوِيُّ وَغَيرُهُ إِنَّمَا هُو عَلَى جَوَازِ أَنْ يُقَالَ: سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا، لا عَلَى المَنْعِ مِنَ الطَّرِيقَةِ الأُخْرَى، فَلْيُعْلَمْ).
ذكر من سمى السورة بهذا الاسم
قال الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ محمدُ بنُ الحسينِ الموسَويُّ (ت: 406هـ): (وَمِنَ السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ). [تلخيص البيان: 320]
الاسم السادس: السورة التي يُذكر فيها النبأ
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَيْرُوزَآباَدِيُّ (ت: 817 هـ): (وَمِنَ السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا النَّبَأُ) [تنوير المقباس: 582]
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[11 Dec 2007, 10:50 م]ـ
المثال الثاني: سورة {إذا جاء نصر الله والفتح}
الاسم الأول: سورة {إذا جاء نصر الله والفتح}
سبب التسمية:
قلت: (من باب تسمية السورة بأول آية فيها، ويسميها بعضهم: سورة {إذا جاء نصر الله} فيكون إما اختصاراً، أو من باب تسمية السورة بأول جملة فيها، ويؤيد الأول أن بعضهم يسميها سورة {إذا جاء})
أدلة التسمية:
حديث أبي بكر رضي الله عنه
¥