- وكذلك سورة العلق اسمها في الأحاديث والآثار سورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق}
وعلى هذا المجرى عدد من سور القرآن الكريم.
وهذا بخلاف سورة البقرة وآل عمران والنساء ونحوها فالتسمية المفردة لها ثابتة في الأحاديث والآثار.
الفائدة الثانية: أن غالب صنيع أهل الحديث تسمية سور القرآن الكريم بما ورد في الأحاديث والآثار، وهو أكمل في الاتباع.
الفائدة الثالثة: أن اشتهار التسميات المختصرة على النحو المعروف بدأ من القرن الثالث الهجري.
الفائدة الرابعة: أن عمل الأمة على جواز اختصار تسمية سور القرآن الكريم بما يكفي للإشارة إليها، وإجماع الأمة على عدم إنكار اختصار تسمية السور، واشتهار تلك التسميات المختصرة في شتى الأقطار وبعلم علماء الأمصار، وارتضاؤهم ذلك، وإقرارهم كتابته في المصاحف من غير نكير منهم، إجماع يقيني دال على الجواز.
الفائدة الخامسة: أن تسمية السور بغير ما اشتهرت التسمية به أمر غير مألوف ولذلك لم يتداول العلماء بعض التسميات فبقيت غريبة غير مألوفة كما هو ظاهر في المثالين.
وهذا ما يجاب به سؤال السائل المقدر: هل يجوز اختراع اسم جديد لسورة من سور القرآن الكريم؟
الفائدة السادسة: أنه يفرق بين الأسماء والألقاب، فألقاب المدح والبيان للسور لا بأس بها، كتسمية سورة النصر بسورة التوديع؛ فلو أن خطيباً خطب خطبة مؤثرة في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتكلم عن دنو أجله صلى الله عليه وسلم وقال في معرض كلامه (ثم نزلت عليه سورة التوديع .... ) ونحو ذلك، لم يكن ذلك منكراً، بل هو سائغ مستحسن، لأنه وصف السورة بما يؤثر في نفوس المستمعين لخطبته بذكر اللقب الدال على غرضها ومقصدها الذي بُيِّنَ في الآثار الصحيحة عن الصحابة، وهذا من بلاغة القول.
ويمكن أن يضبط هذا الأمر بشرطين:
الأول: أن لا يكون في اللقب مخالفة تقتضي منعه.
الثاني: أن لا يجعل هذا اللقب علماً على السورة في جميع كلامه لأنه خلاف صنيع أهل العلم)
الفائدة السابعة: أن للعلماء مناهج في تسميات السور، وهذه المناهج ليست مطردة في جميع السور بل تجدها ظاهرة في كثير منها، وهذه المناهج كالتالي:
1: تسمية السورة بأول آية فيها
2: تسمية السورة بأول جملة فيها
3: تسمية السورة بأول كلمة فيها
وهذه المناهج الثلاث هي غالب تسميات المتقدمين للسور لا سيما أهل الحديث والأثر
4: تسمية السورة بأول حرف فيها
5: تسمية السورة بكلمة مميزة فيها، كسورة الفيل، وقريش، والناس، ويدخل في هذا تعريف بعض الكلمات بـ (أل) كسورة النصر، والهمزة
وهذا المنهج غالب على المتأخرين ولعلهم أرادوا الاختصار.
6: تسمية السورة بغرضها كتسمية سورة {إذا جاء نصر الله والفتح} بسورة التوديع، وتسمية سورة التوبة بالفاضحة، وسورة النحل بالنعم، ونحو ذلك.
7: تسمية السورة باشتقاق كلمة من الكلمات المميزة فيها، مثاله: سورة التحريم، والمجادلة، والممتحنة، والشرح.
تنبيه مهم: ينبغي لطالب العلم أن يراعي الطبعات المعتمدة في البحث، فقد وجدت بعض الناشرين يتصرفون في الكتب التي ينشرونها ويغيرون اسم السورة إما اجتهاداً منهم في تجميل الطباعة بنقل صورة رأس كل سورة من المصحف، وإما ظنا من بعضهم بأن التسمية خطأ فيغير ذلك بتسمية السورة بما هو معروف في المصاحف.
هذا ما لدي، والله تعالى أعلى وأعلم
ولعل الإخوة الفضلاء يتحفونا بما لديهم من مشاركات أو مناقشات، أو انتقادات.
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[27 Jan 2010, 09:10 م]ـ
بارك الله فيكم