2 - وذكره المزي في التهذيب (7/ 210) في ترجمة مقاتل ضمن من يروي عن مقاتل فقال: "وأبو نصر منصور بن عبدالحميد الباوردي"،
3 - وترجم له ابن عدي في كتابه الكامل في الضعفاء (8/ 130) إلا أنه كناه بـ أبي نصير، وذكر أنه عرف بروايته التفسير عن مقاتل بن سليمان، وذكر ابن عدي في ترجمة مقاتل أن منصور بن عبدالحميد يروي عنه كتاب الخمسمائة آية.
وعلى هذا فلايصح تقرير الدكتور حاتم الضامن أن أبا نصر هذا هو مطروح بن محمد بن شاكر المصري المتوفى سنة 271هـ المذكور في إسناد الكتاب المنسوب لهارون بن موسى الأعور، لمجرد تشابههما في الكنية وذكرهما في كتابين من كتب الوجوه والنظائر، فمطروح هذا لا يذكر له رواية عن مقاتل.
ومن القرائن الدالة على صحة نسبة ما في طبعة الدكتور شحاته إلى مقاتل ما جاء في كتاب الأسماء والصفات للإمام البيهقي 1/ 562 (488) حيث نقل بإسناده إلى مقاتل -من طريق الهذيل- كلام مقاتل على وجوه لفظة (جعلوا)، والكلام بتمامه موجود في طبعة الدكتور شحاته والدكتور حاتم، وسياقه أقرب إلى طبعة الدكتور شحاته.
ومما تقدم يتبين عدم صحة ما قرره الدكتور حاتم الضامن في مقدمة نشرته لكتاب مقاتل (ص9 - 10) من أن الدكتور عبدالله شحاته قد اعتمد في إخراجه لكتاب مقاتل على نسخة ناقصة من كتاب الوجوه والنظائر لهارون بن موسى الأعور الذي حققه الدكتور حاتم عام 1988م.
وأما ما استدل به على ذلك: من تشابه الكتابين في المضمون وترتيب الألفاظ مع سقوط أربع وعشرين لفظة متتالية من نسخة الدكتور شحاته ووجود هذه الألفاظ في كتاب هارون، وذكر أبي نصر في مطلع مخطوط نسخة الدكتور شحاته وفي إسناد الكتاب المنسوب لهارون بن موسى الأعور، فلا دلالة فيه:
1 - أما التشابه فلا دلال فيه لكون كتاب مقاتل اتكأ عليه من أتى بعده، كيف وقد صرح في أول المخطوط الذي اعتمده الدكتور شحاته بنقل هذه الوجوه والنظائر عن مقاتل، ونبه الناقل عنه على ما أدخله فيه عن غير مقاتل.
2 - أما سقوط ألفاظ متتالية ووجودها في كتاب هارون وفي نسخة الدكتور حاتم فهذا لادلالة فيه، فنسخة الدكتور حاتم أيضاً سقط منها ألفاظ وجدت في كتاب هارون وفي نسخة الدكتور عبدالله شحاته، والصواب هنا أن نقول: إن صاحب الكتاب المنسوب لهارون الأعور متأخر ومن الطبيعي أن يستوعب المتأخر، لأنه يتيسر له عدد من الروايات عن الشخص الواحد ممن سبقه ممن ألف في الوجوه والنظائر كمقاتل مثلاً أو الكلبي، كما يتيسر له عدد من المؤلفات عن عدة أشخاص ألفوا في ذلك، إضافة إلى ما قد يضيفه هو من الوجوه والنظائر على من سبقه.
3 - والاختلاف الحاصل بين نسختي الدكتور شحاته والدكتور حاتم إما أنه بسبب ضعف النسخ التي اعتمد عليها في إخراج الكتاب أو أنه بسبب اختلاف الرواة عن مقاتل. وهذا لا يتبين إلا بعد تتبع وجمع النسخ الخطية ودراستها.
4 - أما أبو نصر المذكور في أول المخطوط الذي اعتمده الدكتور شحاته فقد بينت من هو، وقد أخطأ الدكتور حاتم في تعيينه كما تقدم.
وبهذا يتضح عدم صحة ما استدل به الدكتور حاتم الضامن على أن الدكتور عبدالله شحاته اعتمد في إخراجه لكتاب مقاتل على نسخة ناقصة من كتاب الوجوه والنظائر لهارون بن موسى الأعور الذي حققه الدكتور حاتم عام 1988م.
بل الدكتور عبد الله شحاته اعتمد على نسخة خطية واحدة لكتاب الوجوه والنظائر لمقاتل بن سليمان من رواية أبي نصر.
ثالثاً: موازنة سريعة بين ألفاظ الكتاب المنسوب لهارون وكتاب مقاتل بنشرتيه:
الكتاب المنسوب لهارون بن موسى الأعور قد استوعب جميع الألفاظ الواردة عن مقاتل في نسختي الدكتور شحاته والدكتور حاتم ما عدى أربعة ألفاظ (الخوف، الصلاة، الناس) وانفردت بها نسخة الدكتور حاتم ولفظ (الفسق) وهو موجود في النسختين، فجاء عدد الألفاظ عنده بترقيم الدكتور حاتم الضامن (208) لفظاً، ولم أقف له على زيادة في الألفاظ عليهما.
رابعاً: هل تثبت نسبة الكتاب الذي يرويه مطروح بن محمد بن شاكر في الوجوه والنظائر إلى هارون بن موسى الأعور؟:
إن كتاب الوجوه والنظائر الذي يرويه مطروح بن شاكر وحققه الدكتور حاتم الضامن عام 1988م ونسبه لهارون بن موسى الأعور البصري نحتاج في إثبات نسبته لهارون إلى دلائل صحيحة على ذلك:
1 - فإسناد النسخة لا يدل على ذلك، فمطروح يروي الوجوه عن عبد الله بن هارون الحجازي عن أبيه، فمن عبدالله بن هارون الحجازي؟ ومن أبوه؟ فهارون الأعور بصري وليس حجازياً، ولم يذكر في الرواة عنه ابناً له يسمى عبدالله.
2 - والكتاب ذكره ابن الجوزي في مقدمة كتابه نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر ولم ينسبه لهارون بن موسى الأعور، بل قال: "وروى مطروح بن محمد بن شاكر عن عبدالله بن هارون الحجازي عن أبيه كتاباً في الوجوه والنظائر".
3 - لم يذكر الدكتور حاتم الضامن –حفظه الله- دلائل صحة نسبة الكتاب لهارون بن موسى الأعور في مقدمة تحقيقه للكتاب.
فأرجو أن يكون هذا مطروحاً للنقاش لاحقاً في هذا الملتقى المبارك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
¥