ـ[سامي السلمان]ــــــــ[25 Dec 2007, 02:47 م]ـ
جزى الله خيراً الشيخ عبدالعزيز على هذا الموضوع الطيب , والشيء بالشيء يذكر فهناك قصة حدثت لأحد الإخوان وقد ذكرها لي وحاصلها:
أن هناك شخصاً مسرفاً على نفسه في المعاصي , وفي مرة من المرات وقد كان ذاهباً إلى مكان معصية ففضل أن يستحم قبل ذلك , وبينما هو في حوض الاستحمام (أعزكم الله) أدار الماء وبقي منتظراً ريثما تعتدل درجة برودته , وبينما هو كذلك إذ نزل على جسده سيل من الماء الحار من الصنبور! فأخذ يصرح في الحمام ويردد قوله تعالى ((وسقوا ماء حميما فقطع أمعائهم)). يقول: وجلست أرددها في الحمام وأبكي (ولم أكن أعلم بحفظي لهذه الآية ولا أدري في أي سورة) ووقع في نفسي بعدها: إن وصول الحميم إلى جسدي لم أستحمله فكيف بشربه؟ فخرج بعد الاستحمام بوجه آخر.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[26 Dec 2007, 02:59 ص]ـ
الحمد لله
هذه الموافقات التي قل من يلتفت اليها لها اصل في القرآن ...
قال تعالى
فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين فبعث الله غرابا
يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوأة أخيه ... المائدة.
فقد بين ربنا جل و علا الحكمة من بعث الغراب بحرف العلة وهو اللام .... ولم يكن بعث الغراب اتفاقا ... ولم يكن ابن آدم القاتل نبيا ... ولكنه استفاد مما رأته عيناه ... وسواء علم أو لم يعلم أن الله بعث الغراب ليعلمه فقد هداه ذلك الامر الى فعل الصواب
الذي ينبغي ان يفعله وهو أن يواري سوأة أخيه.
وكان النبي صلى الله عليه و سلم يعلم أنه ما من عين تطرف و لا ورقة تسقط الا و لله حكمة في ذلك ... فكان يتفاءل بالكلمة الحسنة و الاسم الحسن ... ولما رأى سهيلا ابن عمرو قال سهل أمركم ... فلم يكن صدفة ارسال رجل اسمه سهيل لمفاوضته.
وهذه الموافقات تحصل لكثير من الناس ... حصلت معي قبل عيد الاضحى.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[27 Dec 2007, 04:37 م]ـ
[ size=4][size=4] أعتقد أن هذه القصة تنطبق على كلامك شيخنا الفاضل
نعم تنطبق تماما على الموضوع
أحسنت وبارك الله فيك فقد كانت قصة مؤثرة
سامي السلمان؛
قصة معبرة بارك الله فيك ونفع بك
وليتنا نتعظ ونعتبر بما نراه من عالم الشهادة لنزداد إيماناً بالغيب
فلو أن عينا ساعدت لتوكفت = سحائبها بالدمع ديماً وهطلا
ولكنها عن قسوة القلب قحطها = فيا ضيعة الأعمار تمضي سبهللا:
المجلسي الشنقيطي؛
حياك الله وبياك
وتعجبني مشاركاتك لما تدل عليه من نفس علمي وحسن فهم واستنباط فآمل منك أن تعتني بما وهبك الله من مَلَكَاتٍ حَسَنَةٍ لعل الله أن ينفع بك الأمة
وأتمنى أن تعتني بباب عوارض الأدلة في علم الأصول ففيه فوائد مهمة أرجو أن تستفيد منها كثيراً في استدلالاتك وبحوثك في سائر العلوم، نفع الله بك، وجعلك مباركاً حيثما كنت.
فبعض الاستدلالات تورَد عليها إيرادات مؤثرة في الحكم المستنبط
ففي هذه الآية علمنا بنص القرآن أن الله تعالى قدَّر هذا الحدث في ذلك الوقت للحكمة التي ذكرها الله عز وجل فملكنا الدليل بأن هذا الحدث مراد للتبصير والإرشاد
وهذا ما لا نملك عليه دليلاً يقينياً في ما يعرض لنا من الموافقات
وفي الآية فائدة أخرى وهي أن هذا الحدث التوافقي الذي حصل لابن آدم القاتل ليس دليلاً على كرامته عند الله عز وجل فهو من الخاسرين بنص القرآن.
ولتأصيل هذه المسألة أقول: إن الله عز وجل لا يقضي شيئاً عبثاً بل قضاؤه جل وعلا بعلم وحكمة وهذا من مقتضيات وآثار كونه عليماً حكيماً جل شأنه
وقضاء الله عز وجل المتعلق بأفعال العباد على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: قضاء رحمة
النوع الثاني: قضاء عذاب
النوع الثالث: قضاء فتنة
فقضاء الرحمة خير، وقضاء العذاب خير من وجه وشر من وجه، وخير لبعض العباد، وشر لبعضهم، وقضاء الفتنة بحسب ما يؤول إليه حال من قضيت عليه فإن عصمه الله فهو قضاء خير له، وإن افتتن بها فهو قضاء شر له.
فما يقضيه الله تعالى على العبد يكون رحمة ويكون عذاباً ويكون فتنة
وأدلة هذه الأنواع كثيرة في القرآن الكريم
فالنوع الأول هو غالب قضاء الله تعالى للمؤمنين، ومن أدلته على سبيل المثال:
قوله تعالى: (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه) فقضى عليهم النعاس رحمة بهم
¥