ويضيف علي قواتيمالا لـ «الشرق الأوسط» الذي كان اسمه سيفريدوو رويس، قبل تخرجي في المرحلة الأخيرة من المدرسة المسيحية، يتطلب منا الإطلاع على الكتب السماوية، ليكون القسيس ملماً بجميع الديانات السماوية، ومن بين تلك الكتب القرآن الكريم الذي كان نقطة تحولي إلى الإسلام، حيث فتحت أولى صفحاته، ليسقط نظري على أول سورة البقرة «ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين»، تنبهت إلى تلك الآية التي لم تكن تقبل التفاوض أو المزايدة لأن المتعارف عليه عند بداية أي كتاب يبدأ مؤلفه بالاعتذار في حصول التقصير أو محاولة أن تتقبل ما كتب من عبارات، إلا أن ما شدني في تلك الآية هو أنني أمام حقيقة لا تقبل الشك أو الريبة بقوله: «ذلك الكتاب لا ريب فيه».
وتابع «بدأت في قراءة القرآن إلى أن وصلت إلى معلومات تناقض ما هو موجود في ديني ما جعلني أرجع إلى القساوسة الكبار في المدرسة، الذين تهربوا من أسئلتي ونصحوني بعدم قراءة القرآن كونه من عمل الشيطان ومن أعمال المسلمين، الأمر الذي زاد من إصراري وحبي لهذا الكتاب لعدة أشهر مع إيمان أن هذا الكتاب لا يستطيع أي من البشر كتابة ما هو موجود من الجمل والآيات الواضحة فيه».
وأضاف «عدت إلى منزلي في يوم من الأيام بعد البحث والتقصي في دين الإسلام، ودعيت الله أن يلهمني الصواب ويدلني على طريق الدين الصحيح وفي تلك الأثناء خرجت من المنزل لأجد أمامي شخصا يرتدي الثوب ويسير إلى المسجد، فسألته عن اسمه فقال سالم باعقيل وسألته عن ديانته فقال الإسلام، وإنه ذاهب لأداء الصلاة في المسجد، فذهبت معه دون تردد إلى أن وصلت إلى المسجد الذي لم أجد فيها طقوسا كما هو موجود في ديانتي، والتي منها تعليق الصور، لأستنتج بأن هذا الدين ليس فيه عنصرية كغيره من الديانات، وأصبحت اذهب إلى المسجد يوميا ولمدة أسبوع دون أن يكلمني أحد، إلى ان جاء احد المسلمين وأنا جالس في المسجد وطلب أن يدربني على الوضوء، فظننت في بادئ الأمر أنه يريد تعليمي الـ ( voodoo) وهو نوع من أنواع السحر، يقولها ضاحكاً، ففزعت كيف أن المسلمين يعلمون السحر، إلى أن اخبرني أنها تعني الطهارة باللغة العربية، فرضخت لطلبه وتوضأت لأعلن بعدها إسلامي ومداومتي على المسجد دون خوف أو تردد.
ويشير علي قواتيمالا إلى أنه بدأت تمارس عليه الضغوط العائلية، خصوصاً من أخته التي تعتنق الديانة اليهودية، والتي حذرته في بداية اعتناقه الإسلام أن المسلمين سيقتلونه، الأمر الذي جعله يتخوف ويتغيب فترة عن الحضور الى المسجد، مستدركاً أن أخته بعد أن شاهدت تغيرا إيجابيا في حياته صرحت له بأنه «لم يغشك من دعاك إلى الإسلام»، طالبة منه أن يجلب لها تذكارا من مكة، عندما علمت بذهابه إلى الحج، مضيفاً أنه بعد ضغوط نفسية ومشاعر انجذاب، أرغمته على العودة إلى المسجد والتعمق في الإسلام والبدء في الدعوة إلى الإسلام في محيط مدينته. وعن رحلة الحج ورؤيته للكعبة المشرفة التي تعتبر هي الأولى في حياته قال قواتيمالا: «إنها من أفضل الأيام التي قضيتها، خصوصا كوني أعلم أن الأماكن التي أزورها مرّ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال أدائه شعائر الحج، وكنت أشاهد الكعبة والمسجد الحرام من خلال التلفاز مع وجود أمنيات في داخلي لزيارتها ومشاهدتها عن قرب، ولكن عند مشاهدتي لها لأول مرة تصلبت قدماي ولم أستطع الحراك ولم أشعر بنفسي، إذ بدأت أبكي بحرقة مع شعور برعشة غريبة لم أستطع الحراك بعدها وظل ذلك المنظر راسخا في مخيلتي».
الحاج الأميركي علي قواتيمالا واحد من 17 ألف حاج مسلم كانوا على الديانة اليهودية والنصرانية وتحولوا بمحض إرادتهم الى الاسلام يجمعهم دين واحد ومخيم واحد في منى ويرددون كلمة واحدة «لبيك اللهم لبيك».
مأرب برس
الجمعة 21 ديسمبر-كانون الأول 2007
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[31 Dec 2007, 10:25 ص]ـ
جزيتم خيراً على هذه الملح والموافقات،،
وإني أسجل إعجابي بكتاباتك القيمة يا شيخ عبد الرحمن، وأسأل الله أن ينفع بك الإسلام والمسلمين،،
أثريت هذا الصرح بقلمك فلك جزيل الشكر،،
ـ[محمد براء]ــــــــ[31 Dec 2007, 03:35 م]ـ
الإمام البيضاوي رحمه الله لما ألف تفسيره في بلاد الترك - كانت إذ ذاك تسمى بلاد الروم - ذهب به يقصد به أحد الملوك يريد إهداءه إليه، فنزل ضيفاً على رجل من المتزهدة من الصوفية، فبات عنده فسأله: إلى أين تتجه بسفرك هذا؟
قال: أذهب بكتابي هذا إلى هذا الملك لعله يثيبني عليه!.
فسكت الصوفي.
فلما كان من الصباح سأله فقال: ما ذا قلت في تفسير قول الله تعالى (إياك نعبد و إياك نستعين)؟
ففهم البيضاوي مقصد الرجل، فقطع سفره، و رجع إلى بلده، فلحقته عطية الملك في بلده .. أدركته حيث رجع.
ذكرها الشَّيخُ مُحَمَّد الحَسَن الدَّدُو حَفِظَهُ الله تَعَالى
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[31 Dec 2007, 04:06 م]ـ
أشكر الإخوة جميعاً على إضافاتهم التي أتحفونا بها
ودعواتهم التي تفضلوا بها علينا
فجزاكم الله خيراً جميعاً
ووفقكم لخير ما تحبون
المجلسي الشنقيطي؛
كانت موافقة عجيبة في وقت احتجت إليها
أتمنى أن لا يضيق صدرك مجددا
محمود البعداني:
كانت القصة معبرة مؤثرة فجزاك الله خيراً
وكم للتقى من عجب
صالح صواب؛
مشاركة لها مكانتها الخاصة منكم
والقصة فيها مواعظ وعبر
ولو أنا أخذنا الكتاب بقوة وعظم يقيننا بصدق ما تضمنه لما كانت هذه حال الأمة
يزيد الصالح؛
جزاك الله خيراً وأثابك، ومما يشجع الكاتب على الكتابة والمشاركة
معرفته بانتفاع القارئين بما يكتب
آمل أن لا يكون هذا الإطراء مانعاً لك من تبيين الانتقادات إن وجدتها
وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح
أبو الحسنات؛
مشاركة موفقة بارك الله فيك
وذكرت عن أكثر من مفسر
فجزاك الله خيراً
¥