تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأرى كثيراً من الباحثين المسلمين يتحسسون كثيراً ويتحرجون من نسبة لفظة عربية إلى لغة أخرى ويرون هذا غضاً من شأن لغة القرآن، في حين إن الأمر أسهل من ذلك فغاية الأمر أن العرب تتأثر بغيرها من الأمم قديماً وحديثاً وغير العرب يتأثرون بالعرب في مثل ذلك والأمثلة كثيرة في اللغتين.

والكلام في هذا الموضوع طويل، لكنني أحببت التنبيه هنا على فكرة خطرت لي وهي أنه ينبغي على الباحث عندما يتطرق لمثل هذه المسألة أن يسأل أسئلة:

- هل الإمام النقاش - على سبيل المثال - قال هذا القول لمعرفته باللغة اللاتينية (لغة الروم) أم هو ناقل ٌ لها؟

فإن كان ناقلاً فيبحث عن صاحب القول الأول. وإن كان هو يعرف تلك اللغة ويتكلم بعلم فهذه مسألة ينبغي أخذها على محمل الجد في البحث العلمي اللغوي. وهذه مسألة مهمة عند الحديث عن مناهج المفسرين ومعرفتهم باللغات غير العربية. فكثير من المفسرين يعرفون اللغة الفارسية، وبعضهم - كمفسري الأندلس - يعرفون اللاتينية وربما الإسبانية. وهكذا وسينعكس هذا على تعامله مع الألفاظ التي تنسب لتلك اللغات في تفسيره.

والسيوطي رحمه الله له كتاب في المُعرَّب، لكن السيوطي لم يزد على ما نقل وترتيب ما في الكتب السابقة. بل حتى الجواليقي رحمه الله في كتابه المعرب.

لكن لما كتب أمثال الدكتور ف. عبدالرحيم وفقه الله في كتبه مثل تعليقاته على كتاب المعرب للجواليقي وغيره أتى بالمفيد والجديد وذلك لمعرفته بتلك اللغات الأصلية. فقد صوب كثيراً من الأوهام التي وقع فيها السابقون الذين كتبوا في الموضوع دون معرفة بغير العربية.

وأذكر أن النسفي في تفسيره (التيسير في علم التفسير) كان يفسر الآية ثم يقول وهي بالفارسية كذا ..

فابن عطية رحمه الله عندما ضعف قول النقاش لم يبين وجه تضعيفه عنده، مع إني لم أجد من ذكر في ترجمة ابن عطية أنه كان يجيد اللاتينية أو غيرها من اللغات غير العربية، والمظنون بأهل الأندلس معرفتهم اللاتينية.

وهذا الموضوع موضوع طريف وفيه تفاصيل ودقائق تحتاج إلى مناقشة ومباحثة لكن نكتفي الآن بهذا والله الموفق.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير