ـ[عبد العلي الحضيري]ــــــــ[29 Dec 2007, 07:18 م]ـ
أخي الكريم: اسمح لي ببعض هذه الوقفات والتساؤلات على ما قيدته، والذي من خلالها تتبيَّن المسألة إن شاء الله.
أولاً: قلت ((فهذا كلام أخطأ به شيخ الإسلام على أبي عبيدة ونسب له مالم يرده ولا خطر بباله))
وأقول:
هل صرَّح أبو عبيدة بمراده في كتابه؟
أظنك تتفق معي أنه لَمْ يُصرِّح. وإذا كان ذلك كذلك؛ فما المعتمد في فَهْم منهجه؟ تأمل في هذه التساؤلات:
1. ماذا تفيد تعدد مسمَّيات الكتاب؛ تارة بـ: (غريب القرآن) و (معاني القرآن) و (إعراب القرآن)؟
2. وما الذي يعنيه أبو عبيدة من قوله: (مجازه كذا) و (تفسيره كذا) و (غريبه كذا) و (معناه كذا) و (تأويله) أمعنى واحد أم معانٍ عدَّة؟
3. ثم إذا كان المحقق للكتاب قد أفاد بأن معنى المجاز عند أبي عبيدة؛ هو: عبارة عن الطرق التي يسلكها القرآن في تعبيراته. وهذا المعنى أعمُّ بطبيعة الحال من المعنى الذي حدَّده علماء البلاغة لكلمة (المجاز) فيما بعد (1/ 18)
فالذي فهمه شيخ الإسلام وقبل شيخ الإسلام ممن استفاد من أبي عبيدة كثيراً (قارن معاني القرآن للأخفش وانظر مقدمة المحقق ط عالم الكتب) هو عين ما توصل له المحقق.
فإذا كان المحقق الذي سبر الكتاب وهضم مادته، وعرف أسلوب المصنف، يثبت هذه الحقيقة، وهي على حق! فلا أظن بعدها مقال. وفي هذا كفاية لرد ما قلت.
واسمح لي أن اعدَّ ما ذكرته بدعاً من القول في منهج أبي عبيد.
ثانياً: قلت: (ولو كان ذلك مراد أبي عبيدة لكان لكل آية عنده مجازاً وواقع كتابه يشهد بغير ذلك)
وأقول:
ليس بالضرورة صحة ما ذهبت إليه، وخير شاهد هذه كتب غريب القرآن بين يديك كثيرة جداً؛ فقُلِّي يا أبا فهر: ما هو حجم المفردات في كتبها مقارنة بكلمات القرآن، وهذا من ذاك؛ إِذْ هذا يُعدُّ منهجاً لكلِّ صاحب كتابٍ في اختيار الَّلفظة ودراستها، والكل ما بين مكثر ومقل. والمصنَّفات شاهدة على ذلك. وتصوّر هذا كاف في رد هذه الجزئية.
ثالثاً: بالمثال يتضح المقال:
إضافة إلى ما ذكره الشيخ الدكتور أبو عبد الملك؛ فخذ هذا النص النفيس لأبي عبيدة وأكثر من التأمل فيه، حتى يستبين عندك مراده
قال أبو عبيدة (1/ 273) في قوله (ثم استوى على العرش):
(مجازه: ظهر على العرش وعلا عليه. ويقال: استويت على ظهر الفرس،وعلى ظهر البيت.) ومثله في (2/ 15)
هذه على عجالة.والسلام
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Dec 2007, 08:10 م]ـ
قبل أن نقدمَ ما يسمح به الحيز من ذلك نقول: إنْ لم توجدِ البلاغة في ذلك الوقت المبكر (القرن الثاني هـ) فلقد وجد السؤال البلاغي الجوهري:
ما طبيعة هذه الظواهر الحطابية المنزاحة عن المعايير النحوية والمنطقية!!؟
لنستمعْ إلى أبي عبيدة وهو يجرد من مجموعة من الأمثلة مفهومَ تداخلِ عالمِ الإنسان وعالم الحيوان والموات:
1 - قال تعالى:" قالتا أتينا طائعين ".
قال أبو عبيدة:" هذا مجاز الموات والحيوان الذي يُشبه تقديرُ فعله بفعل الآدميين" (مجاز القرآن 1/ 197)
2 - وقال مُوسعا هذا المفهوم في أول الكتاب:" ومن مجاز ماجاء من لفظ خبر الحيوان والموات على لفظ خبر الناس قال:" رأيت أحدَ عشر كوكباً والشمس والقمر، رأيتهم لي ساجدين". وقال قالتا: أتينا طائعين". وقال للأصنام: لقد علمتَ ما هؤلاء ينطقون". وقال: يا أيتها النمل ادخلوا مساكنكم ليحطمنكم سليمانُ ... " (مجاز القرآن1/ 10 - 11).
3 - قال تعالى:"قالتْ نملة ياأيها النملُ اُدخلوا مساكنكم"
قال أبو عبيدة:" هذا من الحيوان الذي خرج مخرجَ الآدميين، والعربُ قد تفعل ذلك، قال:
شربتُ إذا ما الديكُ يدعو صحابه =إذا مابنوا نعشٍ دنوا فتصوبوا"
نفسه 2/ 93 (
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[29 Dec 2007, 08:32 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((وأول من عرف أنه تكلم بلفظ المجاز أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه، ولكن لم يعن بالمجاز ما هو قسيم الحقيقة، وإنما عنى بمجاز الاية ما يعبر به عن الآية
كان غرض شيخ الإسلام الواضح تنبيه القارئ أن المجاز في تعبير أبي عبيدة ليس هو المجاز قسيم الحقيقة
في علم البلاغة المتأخر، ولكنه معنى الآية أي ما يعبر به عن الآية، وهذا تعبير عام يشمل المعنى الذي اختاره
فاتح الموضوع، وفي مثل هذه الحال لا يقال أخطأ فلان لأنه لم يخطئ، بل اختار تعبيرا عاما يفي بمراده رحمه الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 Dec 2007, 12:16 ص]ـ
يا دكتور عبد الرحمن ....
بعض معنى لفظة مجاز: فيه شبه من تفسير الكلمة .... (من جهة صورة التفسير وإلا فأبو عبيدة لم يقصد مجرد التفسير)
وباقي معاني لفظة مجاز لا علاقة لها بتفسير الكلام ...
إذاً فتفسير شيخ الإسلام للمجاز عند أبي عبيدة هو بعض مراد أبي عبيدة (من جهة صورة التفسير وإلا فأبو عبيدة لم يقصد مجرد التفسير) فكيف يكون أعم (؟؟)
¥