ـ[محب الطبري]ــــــــ[30 Dec 2007, 02:44 م]ـ
يا أبا فهر إياك ومناطحة الأكابر فإن ذلك مما يستحي منه أهل العلم، مع أننا لا ندعي العصمة لأحد، بالأمس خطأت الشنقيطي واليوم تخطي شيخ الإسلام بغير برهان؟ دونك أبا عبد الملك إذا انخل لنا أبحاثه وبين لنا أوهامه لكي يحملنا الإعجاب به على الاغترار بكلامه ....
ـ[الكشاف]ــــــــ[02 Jan 2008, 07:48 ص]ـ
الذين يتقمصون شخصية العلامة أبي فهر محمود محمد شاكر رحمه الله يقعون في ورطات كبيرة، ويكون أول ما يلقفونه من كتبه هذا الأسلوب الحاد في الردود دون أن يكون لديهم وضوح في الرؤية العلمية والخلفية بما يناقشون فيه كما كان عن محمود شاكر، ولذلك تجد كلام أحدهم - كالأخ أبي فهر السلفي هنا - يقلده في مدخل الرد وآخره من التبجح العريض، وتكرار نون العظمة كثيراً، واستخدام المفردات الفصيحة قليلة الاستعمال في كلام الناس من مثل قوله
أما الجواب عما أورده فضيلتكم من أمثلة من كلام أبي عبيدة رأيتم أنها جارية على مهيع تفسير الكلام ثم أقمتم ذلك معارضاً لما قلتُه من أن مراد أبي عبيدة بالمجاز هو تقدير الكلام على قياس النحاة= فجوابه يحتاج إلى تفصيل القول في قياس النحاة ومستوياته = تفصيلاً يفضي إلى بيان أن ما ذكرتموه-وذكره غيركم- من أمثلة لا يتعارض مع المعنى الذي زعمنا أنه هو مقصد أبي عبيدة.
وهذا أسلوب محمود شاكر ومن يقلده من تلاميذه مثل الدكتور محمد محمد أبو موسى مؤلف الكتب البلاغية المعروف وأكرم به وبشيخه.
غير أن أخانا أبا فهر السلفي لم يجد لمحمود شاكر كلاماً حول هذا الموضوع ليقلده أو لينقله فلم يجد إلا مثل هذه المقدمات الرنانة والمفردات البراقة، فاتجه إلى كتب ذات منهج مختلف عن منهج الشيخ النقدي وأسلوبه في الفهم والإفهام وهي كتب أمثال الأستاذ الدكتور تمام حسان وأكرم به، وأمثال كتب عبدالرحمن بدوي فينقل منها ويعتمد عليها، (ودعوى تأثر النحو العربي في أصل نشأته بمنطق اليونان دعوى لا تساوي فلساً).
وبعد أن يكثر من الفلسفة التي طائل من وراءها يعود فيرتدي عباءة محمود شاكر فيقول:
كلُ ذلك يُبين أن شرح شيخ الإسلام لكلام أبي عبيدة غير صحيح ذلك أن شرح شيخ الإسلام يحتمل معنيين:
الأول: أن كلمة المجاز تعني التفسير والشرح وهو بهذا خطأ محض على ما أريناك فليس التفسير هاهنا من وكد أبي عبيدة.
الثاني: أن يكون شيخ الإسلام أراد ما وضحنا من مراده ما يعبر به عن الآية من الكلام الموافق لقياس العربية وفي هذه الحالة يكون كلام الشيخ صحيحاً ويداخله الخلل من جهة الإجمال وعدم البيان ... وإن كنت أرى بعد هذا الاحتمال جداً؛ لأن عبارة: ((ما يعبر به عن الآية)) إنما يتضح وضعها بالتمام الذي ذكرتُه حين يكون محل بيان موافقة القياس هو في المستوى الدلالي ...
لا أقول إلا رحم الله محمود محمد شاكر وغفر له، فقد تأثر بطريقته الحادة وأسلوبه العنيف في النقاش والكتابة - مع علمه وفضله - أناسٌ أرادوا أن يكونوا مثله وهم لم يسلكوا طريقه فجاءوا بأمثال هذه الكتابات الرنانة، وإذا قلبتها لم تجد تحتها إلا: أنا هنا.
فالرفق الرفق يا أخي، والأدبَ الأدبَ، فما كتبتُ هذا لمجرد أن كلامك هنا ليس له قيمة علمية تذكر حتى لو كان صحيحاً فما الأمر لو كان مراد ابن تيمية ليس مطابقاً تمام المطابقة لمراد أبي عبيدة؟ لا شيء.
غير أنه مع إغراب صاحب هذا الفكرة - سواء كنت أنت أو غيرك - فالأمر ليس فيه كبير معنى، وقولك في بداية كلامك
وأما كونه أراد بلفظ المجاز ما يعبر به عن اغلآية فهذا كلام أخطأ به شيخ الإسلام على أبي عبيدة ونسب له
مالم يرده ولا خطر بباله .... كلام لا طعم له، وفيه دعوى تدل على المقصود من الموضوع وأمثاله من موضوعاتك التي طرحتها بعده عن الشنقيطي. وعلى كل حال فقد تحقق غرضك مبدئياً وأصبحت تذكر بجانب أبي عبيدة والشنقيطي فهنيئاً.
ولو طرحت الموضوع بصيغة (ما رأيكم في هذا الفهم لعبارة أبي عبيدة) وطرح الموضوع بهدوء وأدب لما كان فيه بأس، أما طرح الموضوعات العلمية بأسلوب التعالي والجزم الذي تنقصه أدلته فلا ينتفع به القارئ، ويدل على أن هناك خللاً في أدب التعلم والله المستعان.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 Jan 2008, 03:39 م]ـ
جزاك الله خيراً على النصيحة وإن لم توافق -كلها-موضعاً ....