وسابعها: الكتاب الذي أوتيه جميع النبيين والرسل قبل التوراة كما في قوله:
• ? كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ? البقرة 213
• ? وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ? عمران 82
• ? لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ? الحديد 25
• ? ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ? البقرة 129
• ? ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا ? الفرقان 35
• ? وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ? المائدة 110
• ? ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ? عمران 48
ولا يخفى أن كثيرا من النبيين والرسل كانوا قبل التوراة التي أوتيها موسى ومنهم إبراهيم وإسماعيل، ولا يخفى أن حرف الفرقان يعني أن كتابا قد أوتيه موسى قبل رسالته إلى فرعون فهو كالذي أوتيه كل نبي ورسول قبل النبي الأمي ?، ولا يعني حرف الفرقان التوراة التي أوتيها موسى بعد إغراق فرعون وجنوده، ولا يخفى أن عيسى قد علمه ربه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل مما يعني المغايرة وأن لكل من الأربعة مدلول خاص به وإلا لزم القول بأن للتوراة والإنجيل مدلول واحد وهو ظاهر الفساد.
وثامنها وقوع لفظ الكتاب على التوراة أو الإنجيل أو هما معا كما في قوله:
• ? وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ? الإسراء 4
• ? فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ? يونس 94
• ? أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين ? الأنعام 156
وكذلك حيث اقترن لفظ الكتاب بموسى سوى حرف الفرقان وحيث وصف أهل الكتاب والذين أوتوا الكتاب.
ولن يصح إبدال لفظ الكتاب في الأحرف المذكورة وشبهها بلفظ القرآن لأن للقرآن دلالة أخرى لا يصح إيرادها في غيرها كما يأتي تحقيقه.
وتاسعها الكتاب المنزل على خاتم النبيين ? كما في قوله:
• ? نزل عليك الكتاب بالحق ? عمران 2
• ? إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ? النساء 105
• ? وهذا كتاب أنزلناه مبارك ? الأنعام 92 ـ 155
• ? لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون ? الأنبياء 15
• ? إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق ? الزمر 41
إن الكتاب الذي أوتيه النبيون والرسل قبل التوراة لا اختلاف بينه وبين الكتاب الذي تضمنه كل من التوراة والإنجيل والقرآن، لأن التوراة قد حوت الكتاب وزادت عليه نبوة موسى، وحوى الإنجيل الكتاب وزاد عليه نبوة عيسى، وحوى القرآن الكتاب وزاد عليه نبوة خاتم النبيين ? ونبوة النبيين قبله كما في قوله ? وأنزلنا إليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ? المائدة 48.
وإنما علم الرسل والنبيون قبل التوراة الكتاب غيبا فكانوا يعلّمون أممهم منه بقدر استعدادهم للتلقي ثم أنزل الله الكتاب مع موسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم وتعبد الناس بدراسته ودرايته كما يأتي بيانه في تفصيل الكتاب وبيان القرآن.
إن الكتاب هو ما تضمن المصحف من الإيمان بالله رب العالمين، وما تضمن عن العالمين كخلق السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما، وتدبير أمر الخلق كله، وما حوى من النعم في الدنيا ومن وصف مخلوقاته وكذا المؤمنون والكفار والمشركون والمنافقون، وما حوى من التشريع أي الخطاب الفردي والجماعي، ومن التكليف لسائر العالمين، وما تضمن عن الحياة والموت والقدر كله والبعث والحساب والجزاء بالجنة أو النار.
وأما القرآن فهو ما حوى المصحف من القصص والذكر والقول والنبوة والأمثال ومن الحوادث التي وعد الله أن تقع بعد خاتم النبيين ? قبل النفخ في الصور.
وهكذا كان من تفصيل الكتاب أن قوله:
• ? إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس ? النساء 105
• ? إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ? الزمر 2
• ? ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء ? النساء 127
¥