• ? وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم ? البقرة 231
قد تضمن لفظ الكتاب لاشتماله على الحكم بين الناس وعلى الأمر بالعبادة وعلى الأحكام الشرعية التي شرع الله للناس، ولو أبدل لفظ الكتاب بلفظ القرآن في الآيات المتلوة المذكورة لانخرم المعنى كما سيأتي.
إن عاقلا أو مغفلا لن يقول إنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم سيعدمه ويعيد خلقه كما خلقه أول مرة، وكان حريا بالناس أن يفهموا الكتاب لوضوحه وهل في الله فاطر السماوات والأرض شك؟ ومتى احتاج الأمر بالصلاة والزكاة وسائر التكاليف إلى تدبر، وإنما هي تكاليف من رب العالمين فمن شاء زكى نفسه بها ومن شاء دساها بالإعراض عنها.
وكان من تفصيل الكتاب أن قوله:
• ? وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم إذ قال موسى لأهله امكثوا إني آنست نارا ? النمل 6 ـ 7
• ? نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ? يوسف 3
• ? وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ? الأنعام 19
• ? ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ? القمر 17 ـ 22 ـ 321 ـ 40
• ? فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ? خاتمة سورة ق
• ? ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ? الروم 58 الزمر 27
• ? هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ? خاتمة البروج
وشبهه قد تضمن لفظ القرآن لاشتماله على القصص والوعد في الدنيا والذكر والأمثال ولو أبدل لفظ القرآن فيه بلفظ الكتاب لانخرم المعنى.
ولقد أدرك كفار قريش هذا التفصيل وقالوا كما في قوله ? وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ? سبأ 31 أي لن يؤمنوا بالقرآن ذي الموعودات في الدنيا ولا بالكتاب ذي التكاليف التي على رأسها ترك الأوثان وعبادة الله وحده، وذي الموعودات بالآخرة.
النسخ
إن كلا من الكتاب والقرآن كلام الله وليس من قول البشر كما هي دلالة قوله ? ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين ? الشعراء 198 ـ 199 ويعني أن لو كان الرسول بالقرآن أعجميا لا يتكلم اللسان العربي لقرأ القرآن على الناس كما نزل على قلبه أي كما أقرئ تماما كما أضحى معلوما لكل الناس سماع الكلام من الأشرطة والأسطوانات التي لا تملك له تحريفا ولا تغييرا، وهكذا أقرئ النبي الأمي القرآن كما في قوله ? سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله ? الأعلى 6 ـ 7 وليس الاستثناء من الله حشوا ولا زيادة لا تعني شيئا سبحان الله وتعالى وإنما هو وعد سيتم نفاذه أي سينسى منه النبي الأمي ? ما شاء الله وهو ما لم تتضمنه العرضتان الأخيرتان.
ولم يقع في القرآن نسخ سبحان الله وتعالى أن يخلف الميعاد وإنما القرآن ذكر وقصص وموعودات نبئ بها النبي الأمي ? ستقع قبل النفخ في الصور.
ولم يقع نسخ في موعودات الكتاب التي ستقع في الآخرة ولا في أسماء الله ومشيئته وتدبيره الأمر في السماوات والأرض.
إن قوله:
• ? ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ? البقرة 106
• ? وإذا بدلنا آية مكان آية ? النحل 101
ليعني وقوع النسخ في التشريع خاصة من الكتاب المنزل، وقد وعد الله أن يأتي بآية خير من الآية المنسوخة أي ينزلها، وكان في كل آية مبدلة إصر أو تحريم وفي الآية البدل تخفيف وتيسير أو تحليل، ألم تر أن قوله ? وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ? الأنعام 146 يعني أن نبيا بعد موسى نزل عليه ذلك التحريم، وأن قوله ? ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم ? عمران 50 يعني أن عيسى قد نزل عليه تحليل بعض ما حرم على بني إسرائيل كالذي تضمنه حرف الأنعام، فالأول المنسوخ فيه إصر وتحريم والثاني البدل فيه تخفيف وتحليل، وكذلك تضمن التشريع المنزل على النبي الأمي ? مثل ذلك كما في نسخ شرب الخمر بقوله ? يأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام
¥