تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لعلِّي أرى فيها كتاباً يدلني لأخذ كتابي آمناً بيميني

قال مقيده _ عفا الله عنه _ ولقد مرت عليّ أيامٌ كنت أهرب فيها الكتب إلى مكتبتي العامرة في المنزل مع الخضار خشية غضب الوالدين أطال الله في عمرهما.

ثانياً: شبق العلماء إلى القراءة.

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله يحكي عن حال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في القراءة: " وحدثني شيخنا قال: ابتدأني مرضٌ، فقال لي الطبيب:

إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك.

أليست النفس إذا فرحت وسُرّت وقويت الطبيعة فدفعت المرض؟ فقال: بلى.

فقلت له: فإن نفسي تُسرُّ بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحةً.

فقال: هذا خارجٌ عن علاجنا." [روضة المحبين 70]

وقال تلميذه الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله في العقود الدرية صـ (5):

" لا تكاد نفسُه تشبع من العلم، ولا تروي من المطالعة، ولا تمل من الاشتغال، ولا تكلُّ من البحث، وقلّ أن يدخل في علمٍ من العلوم في بابٍ من أبوابه إلا ويُفتح له من ذلك الباب أبواب، ويستدرك أشياء في ذلك العلم على حذاق أهله."

ثالثاً: النفس الطويل في القراءة والبحث في بداية الطلب.

حكى ابن الجوزي رحمه الله عن نفسه في صيد الخاطر عن نفَسه الطويل في القراءة فقال: " وإني أخبر عن حالي: ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتاباً لم أقرأه، فكأني وقعت على كنز، ولقد نظرت في ثبَت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية، فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلد، وفي ثبَت كتب أبي حنيفة، وكتب الحُميدي، وكتب شيخنا عبد الوهاب بن ناصر، وكتب أبي محمد الخشاب، وكانت أحمالاً وغير ذلك من كل كتاب أقدر عليه، ولو قلت: إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر، وأنا بعدً في الطلب." [557]

وذكر السخاوي رحمه الله في ترجمة شيخه الحافظ ابن حجر [الجواهر والدرر 1/ 170]:

" وقد سمعته يقول غير مرة: إنني لأتعجب ممن يجلس خالياً عن الاشتغال "

قال مقيده _ عفا الله عنه _ ومن صدق ما قال رحمه الله، أذكر مرة أنني اشتريت كتاباً من ...... وسرت نحو .... فما استطعت المواصلة شوقاً إليه، فما كان مني إلا أن توقفت في الطريق وقرأت الكتاب بأكمله ومن ثم أكملت مسيري. فهي والله كنوز ولكن لا نعتبر. ولاحول ولاقوة إلا بالله.

رابعاً: الاستغناء عن الناس والتفرغ للقراءة.

ذكر الذهبي رحمه الله في السير في ترجمة الأعجوبة الإمام أبي عبد الرحمن عبد الله بن المبارك رحمه الله فقال:

" كان ابن المبارك يُكثر الجلوس في بيته، فقيل له ألا تستوحش؟

فقال: كيف أستوحشُ وأنا مع النبي ? وأصحابه " [السير 8/ 382]

وذكر المقريزي رحمه الله في درره [1/ 50]:

" وقد أعرضَتْ نفسي عن اللهو جملةً وملّت لقاء الناس حتى وإنْ جلّوا

وصار بحمد الله شغلي وشاغلي فوائد علمٍ لستُ من شُغلها أخلوا

فطوراً يراعي كاتبٌ لفوائدٍ بصحّتها قد جاءنا العقل والنقل وآونة للعلم صدري جامعٌ فتزكو به نفسي وعن همّها تسلو "

خامساً: تكرار القراءة أفضل من تنوعها

ذكر الأديب العقاد مقولة رائعة وهي:

" قراءة كتاب ثلاث مرات، خيرٌ من قراءة ثلاثة كتب "

ومن هذا الباب كان فقه السلف رحمهم الله والعلماء المشتغلون بالعلم في أهمية التكرار لما يقرأ، ولذلك عندما سأل الإمام البخاري رحمه الله في الحفظ بأي شيءٍ يكون، قال: بإدامة النظر " وقصد رحمه الله بالتكرار

وعليه. فهذا حال العلماء في القراءة وتكرارهم

فاعرف فضلهم وعلو كعبهم في القراءة وحبهم للعلم، فهكذا صنيع الأوائل.

• ذكر السبكي رحمه الله في طبقاته (2/ 99) عن الربيع المزني _ تلميذ الشافعي رحمه الله _ قال: أنا أنظر في كتاب الرسالة منذ خمسين سنة، ما أعلم أني نظرت فيه مرة إلا وأنا استفيد شيئاً لم أكن عرفته "

قال مقيده _ عفا الله عنه _:

سبحان الله، لا كلل، ولا سآمة، بل المزيد من الطلب والعزيمة الصادقة، والهمة العالية، والتحصيل المستمر.

لله درهم، أبدعوا وأجادوا، فنالوا وأفادوا.

فعجباً والله لغربة أهل هذا الزمان في طلب العلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتب

أبو العالية

عفا الله عنه

[email protected]

ـ[حسن الكبهي]ــــــــ[20 Aug 2003, 10:53 ص]ـ

أخي أبا العالية

لك مني شكر وتقدير لا على ماكتبت فهو مبثوث في كتب أهل العلم بل على حملك للهم وتفكيرك في طلبة العلم الأمر الذي أهمك وجعلك تكتب وأنا أقول لو ان كل شخص اهتم لمشكلته واطال الفكر والتأمل والتضرع لحلت مشكلته وان كانت على مستوى الأمة ولكن لايلزم ان يرى كامل الثمرة بل قد تكون بوادرها.

واضافة الى ماكتبت فهنا عدة امور يبدو لي أهميتها:

1 - قد سئل الامام مالك رحمه الله عن طلب العلم فقال (معناه): أمر حسن ولكن فلينظر كل شخص ماذا يلزمه في يومه وليلته فليأت به. وأنا أفهم من هذا ان طلب العلم غير ما يعلم من الدين بالضرورة مؤخر عما يلزم الانسان في يومه وهو مسئول عنه

ولذلك بدأنا نرى بعض طلاب العلم يحتهد في الطلب وهو مقصر في أمور سيحاسب عليها ان أخل بها

2 - قال الامام عبد الله بن المبارك: كنا نطلب الأدب ثلاثين عاما وطلبنا العلم عشرين عاما. فطلبة العلم عليهم ان يطلبوا الأدب ويلتزموه في حياتهم حتى لا يزيدهم العلم بعدا عن ربهم ويسيئوا لدينهم وعلم نبيهم

3 - أرجو الا تحلل المشكلة بانها فقط كسل أو ضعف همة عن الطلب بل لنوسع الدائرة ولننظر الى ماهية مشاكل طلبة العلم حتى يتسنى لنا حلها وحبذا لو تكون دراسة ميدانية. ومن خلال خبرتي البسيطة فان العائق المالي يلعب دورا كبيرا جدا ولذلك خرجت علينا أم الكفر أمريكا بمبدأ التفرغ فيحددون طلبة أو من يجدوا فيه نهم للطلب ويتحملوا كافة مصاريفهم ويقولوا نحن نريد فقط عقولكم ان تفكر في أمر ما فكانت النتائج مبهرة في البحث العلمي والتطوير.

وانا لاأريد ان اتهم جهة ما لا التجار ولا غيرهم ولكني ابدا باتهام نفسي و من كان قادرا على مخاطبة أهل الفضل واليسر لتبني طلبة العلم وتفريغهم للطلب

وأترك مافي الجعبة لتعليقات قادمة

والله أعلم بالصواب وأساله العفو والغفران

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير