تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والعلماء المسلمون يحاولون شرح هذه الآية بان يقولوا: ادخلْ كلمة " قل " قبل "والذين آتيناهم". وهذه حجة غير مقبولة لان الله حينما اراد ان يستعمل " قل "، استعملها صراحة في المكان الذي اراد ان يستعملها فيه. فنجد في القرآن كلمة " قل " مستعملة ما لا يقل عن 250 مرة. فمثلاً في الآية 91 من نفس السورة، " قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدى". وكان من الممكن ان يسأل محمد المشركين مباشرة ويبدأ الآية ب " من انزل الكتاب " ثم نُدخل نحن كلمة " قل" كما يطلب منا المفسرون. ولكن الواضح هنا ان الله لما اراد ان يدخل كلمة " قل" ادخلها صراحة وبوضوح.

وكلمة " قل " اكثر ما استُعملت في سورة الانعام هذه. فنجد:

46 - " قل أرأيتم ان اخذ الله سمعكم"

47 - " قل أرايتم ان اتاكم عذاب الله"

50 - " قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ...... قل هل يستوي الاعمى والبصير"

56 - " قل اني نُهيت ان اعبد الذين تدعون من دون الله قل لا اتبع اهواءكم"

57 - " قل اني على بينة من ربي وكذبتم به"

58 - " قل لو ان عندي ما تستعجلون"

63 - " قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر"

64 - " قل الله ينجيكم منها"

65 - " قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذاباً"

وباختصار استُعملت كلمة " قل " في سورة الانعام 39 مرة. فهل هناك اي سبب يجعلنا نقول ان الله اراد ان يستعمل كلمة " قل" في الآية التي ذكرناها اولاً لكنه لم يستعملها وتركها للعلماء المسلمين ليخبرونا انه ارادنا ان يضع هذه الكلمة قبل الآية المذكورة؟

ونفس الشئ ينطبق علي السورة الاولى في المصحف، اي سورة الفاتحه. فهذه السورة من الواضح انها دعاء كان يدعو به محمد، وليست جزءاً من القرآن. وكالعادة يقول العلماء المسلمون: ضع كلمة " قل" قبل بداية السورة. ولو اراد الله ان يستعمل كلمة " قل" لفعل، كما فعل في سورتي " الفلق" و " الناس"، وكلاهما ادعية مثل سورة الفاتحة. ففي سورة الفلق يقول: " قل اعوذ برب الفلق"، وفي سورة " الناس" يقول: " قل اعوذ برب الناس". فلماذا لم يقل في سورة الفاتحة " قل الحمد لله رب العالمين". وابن مسعود الذي كان يكتب الوحي للرسول، و أحد علماء الحديث المشهورين، اعتبر ان سورة الفاتحة وسورتي الفلق والناس، ليست من القران [141].

وفي سورة فاطر ألآية التاسعة: " والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه الي بلد ميت فأحيينا به ألارض بعد موتها ". تغير القائل في نفس ألآية من الشخص الثالث الى الشخص الاول. فبداية ألآية تقول: " والله الذي أرسل الرياح" ثم فجأةً يصير المتحدث هو الله، فيقول: " فسقناه الى بلد ميت فأحيينا به ألارض".

و تحتوي نفس ألآية على فعل مضارع مخلوط مع افعال ماضية. فكلمة " فتثير" فعل مضارع في وسط جملة كلها في الماضي. ويقول العلماء ان الفعل المضارع هنا في وسط جملة كلها في الماضي، " لحكاية الحال الماضية". فهل في هذا اي نوع من البلاغة؟ وفي سورة الحج، الآية 63: " ألم تر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير". مرة اخرى يجمع القرآن بين الفعل الماضي والفعل المضارع في جملة واحدة. وكلمة " فتصبح" يجب ان تكون " فأصبحت" لان الله انزل من السماء ماءً.

وهذه آية اخرى تخلط بين الماضي والمضارع، ففي سورة الشعراء، الآية الرابعة: " ان نشأ ننزل عليهم من السماء آيةً فظلت اعاناقهم لها خاضعين". ويقول العلماء ان شبه الجملة " فظلت اعناقهم لها خاضعين" استُعملت بمعنى المضارع. فلماذا كل هذا اللف والدوران وكان من السهل ان يقول " فتظل"؟ وليس الخلط بين الماضي والمضارع هو الشئ الوحيد الخارج عن المألوف في هذه الآية، فقد استعمل القرآن كلمة " خاضعين" وهي حال تصف جمع العقلاء مثل " رجال" ليصف بها " اعناقهم"، وهي ليست جمع عقلاء. والاسم الذي يقع حالاً يطابق صاحب الحال في النوع وفي العدد، ولذا كان الاصح ان يقول " فظلت اعناقهم لها خاضعة". ولكن كل آيات هذه السورة تنتهي بالياء والنون، لذلك اضطر ان يقول " خاضعين".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير