تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهو قد تحدث في كتابه هذا في الفصل الرابع عن القرآن الكريم، عن جمع القرآن، وعن البلاغة في القرآن، وعن السحر في القرآن، وعن قصص القرآن، وغير ذلك. وقد كتب كل ذلك بروح غير المؤمن بالقرآن الكريم، فزالت عنه تبعة احترام القرآن وتبجيله ومراقبة الألفاظ والأوصاف التي ينعت بها القرآن الكريم أو الإسلام أو النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أورد كلاماً طويلاً يحتاج إلى كلام طويل للرد عليه.

وكل ما ذكره يمكن الإجابة عنه بسهولة ويسر إن شاء الله، وأرجو أن يتقبل أعضاء ملتقى أهل التفسير هذا الكلام - على قبحه، ومرارته على المؤمن بالله رباً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وبالإسلام ديناً - بصدر رحب، وأن يتيقنوا أن الإسلام والقرآن أصدق وأعلى شأناً من أن يهتز لإثارة شبهة، أو لرمي تهمة ليس لها قرار، ولكي يعلم الجميع أنه يكتب عن ديننا وعن كتاب ربنا ما هو أشنع وأقبح من هذا، وأن الرأي العام في العالم الغربي في غالبه لا يعرف الإسلام إلا عن طريق أمثال هذا الكاتب الذي دعمته المنظمات الصليبية الحاقدة بنشر كتبه ومقالاته. ولم يعد هذا الأمر سراً، فقد سارت به الركبان، وانكشف للناس أن الغرب يدعم كل ما من شأنه هدم الإسلام، وإثارة الشكوك والشبهات حوله، مهما كان وهاء هذه الشكوك، وضعف هذه الشبهات. لكن كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون) [النحل: 127].

فأولاً: نحن على ثقة من أن القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وأن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه كما أنزل لم يزد ولم ينقص وهكذا وصل إلينا ولله الحمد، وهو محفوظ بحفظ الله له ولله الحمد. وهذه قضية مسلمة، وعقيدة مستقرة في نفس كل مؤمن. وهذا أمر ينبني عليه ما بعده من الكلام. وأن القرآن الكريم هو الأصل في اللغة العربية نحوها وصرفها وبلاغتها، وكل هذه العلوم قد نشأت خدمة له، وتيسيراً لفهمه، ومن الخطأ محاكمة القرآن إلى قواعد النحاة وتخطئة القرآن لمخالفته لقاعدة نحوية أو صرفية أو غيرها.

ثانياً: ما ذكره من مسائل جزئية في الآيات القرآنية، فأغلبها قد أتي فيها من عجمته، وعدم فهمه للغة العربية كما ينبغي، ولا شك أن هذا الضعف في اللغة العربية والعجمة سبب كبير لدخول كثير من الشبهات في فهم القرآن الكريم من وقت نزوله وإلى اليوم كما هو ظاهر من كتابات الدكتور كامل النجار هذا وأمثاله وهم كثير.

ومن الأمثلة التي تدل على أن الجهل باللغة العربية سبب للوقوع في الزيغ والتحريف كما وقع الدكتور كامل النجار ما ذكره ابن خالويه في إعراب القرآن قال: (كان عمرو بن عبيد يؤتى من قلة المعرفة بكلام العرب ... وقد كان كلم أبا عمرو بن العلاء في الوعد والوعيد، فلم يفرق بينهما، حتى فهمه أبو عمرو، وقال: ويحك. إن الرجل العربي إذا وعد أن يسيء إلى رجل ثم لم يفعل، يقال: عفا وتكرم، ولا يقال: كذب. وأنشد:

وإني إذا أوعدته أو وعدته * لمخلف إيعادي ومنجز موعدي).

والأمثلة على هذا كثيرة جداً، وإنما وقع عمرو بن عبيد وأمثاله مثل الدكتور كامل النجار في الخطأ والزيغ بسبب الجهل بلغة العرب، لذا شدد العلماء النكير على من فسر القرآن وهو جاهل بلغة العرب، ومن ذلك ما روي عن مجاهد أنه قال: (لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله، إذا لم يكن عالماً بلغات العرب). وكذلك نقل عن مالك بن أنس رضي الله عنه وغيره من الأئمة رحمه الله تعالى.

ثالثاً: كلامه المنقول في أغلبه يدور حول مسألة السجع، وأن القرآن الكريم فيه سجع، وهذا أمر قريب ولله الحمد، فالعلماء قد أقروا بذلك ولكنهم تأدبوا مع القرآن الكريم فلم يسموه سجعاً وإنما سموها فواصل، لكي لا ينصرف الذهن إلى مشابهته لكلام الكهان أو كلام العرب المسجوع. ولكن الخطأ في كلامه أنه قد جعل السجع هدفاً من أجله تغير المعاني، ويؤتى بغريب الألفاظ وغير ذلك من التكلفات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير